اللجنة الأولمبية الدولية تسعى للحفاظ على بريق الأولمبياد من خلال إطلاق قناة تلفزيونية
ريو دي جانيرو - د ب أ
بعد 17 يوما من الزخم الرياضي المحموم، يتعين علينا أن ننتظر لأشهر طويلة حتى النسخة التالية من الأولمبياد، التي باتت بمثابة اختبار لصبر الجماهير، بيد أن اللجنة الأولمبية الدولية ترغب في أن تبقي على اتقاد الشعلة الأولمبية وعدم انطفاء جذوتها بعد انتهاء المنافسات.
وتزامن ختام دورة الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو مع بداية مشروع جديد وطموح للجنة الأولمبية الدولية، التي أعلنت عن انطلاق قناتها التلفزيونية الأولمبية، في محاولة منها لربط الشباب بنشاطات الأبطال الأولمبيين، حتى لا يقع هؤلاء في غياهب النسيان بين كل دورة أولمبية ونظيرتها.
وتحت شعار "المكان الذي لا تنتهي فيه الألعاب الأولمبية"، أطلقت اللجنة الأولمبية الدولية يوم الأحد الماضي قناتها الجديدة، التي ستقوم بعرض المنافسات الأولمبية وفاعليات ألعاب الرياضية المختلفة مجانا طوال 24 ساعة يوميا وسبعة أيام أسبوعيا و365 يوما في السنة.
وقال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ الأسبوع الماضي في ريو دي جانيرو: "الجماهير يمكنها أن تتابع الرياضيين وتاريخهم ورياضتهم بعيدا عن الدورات الأولمبية، القناة ستكون مصدرا لإلهامنا وستنتج لنا جيلا جديدا من الرياضيين والجماهير".
وستتخذ القناة الأولمبية العاصمة الإسبانية (مدريد) مقرا لها، إذ سيتولى ما يقرب من 90 شخصا من مختلف أنحاء العالم مهمة الحفاظ على الدورات الأولمبية حاضرة في الأوقات التي لا تقام فيها الأولمبياد الصيفية أو الشتوية.
وقام محررو وفنيو القناة التلفزيونية الأولمبية في مقرها الجديد بتدشين العد التنازلي لبدأ البث الرسمي للقناة صباح يوم أمس (الاثنين)، وعندما أشارت عقارب الساعة إلى الرابعة فجرا أعلن رئيس القناة مارك باركمان، انطلاق البث بالضغط على زر أحمر.
وقال باركمان، الذي أعرب عن شعوره بالفخر بلحظة انطلاق القناة الأولمبية: "قبل عام كان هناك موظف واحد فقط في القناة وهو متواجد الآن في ريو دي جانيرو، الآن أصبحنا عائلة".
ولا تزال أروقة مقر القناة تفوح برائحة الأثاث والطلاء الجديد، إذ شهدت البناية الخاصة بالقناة خلال الأسابيع الماضية أعمال تجديد وإصلاح، فقد أكدت اللجنة الأولمبية الدولية أنها لن تبخل في الإنفاق على القناة حتى ترى النور.
يذكر أن اللجنة ستستثمر في هذا المشروع 490 مليون يورو (554 مليون دولار) حتى العام 2021.
وتقدر مدة المواد الأرشفية، التي بحوزة اللجنة عن تاريخ الألعاب الأولمبية بـ 40 ألف ساعة، وهو ما يعد كنزا حقيقيا.
وسيتألف جدول البرنامج العام للقناة الجديدة من مجموعة متنوعة من الأخبار ونتائج المنافسات ومواد أرشيفية وأفلام وثائقية.
ولن تقوم القناة الجديدة بعرض منافسات الدورات الأولمبية على الهواء، إذ إن الحقوق التلفزيونية لهذه الدورات تعد مصدرا حيويا للدخل بالنسبة للجنة الأولمبية الدولية.
ووقعت اللجنة في 2014 عقدا مع شبكة "إن بي سي" التلفزيونية الأميركية لبيع الحقوق التلفزيونية للدورات الأولمبية خلال الفترة ما بين العامي 2022 و2032 مقابل سبعة مليارت و750 مليون دولار.
واتفقت القناة مع 30 شركة إنتاجية في 17 دولة مختلفة لتوريد مواد فيليمة ووثائقية يصل حجمها إلى 250 ساعة من المقاطع المصورة، حسبما كشف باركمان.
وستعرض القناة التلفزيونية الأولمبية موادها الإعلامية باللغة الإنجليزية في البداية مع تقديم خدمة الترجمة المقروءة إلى تسع لغات مختلفة، كما يمكن متابعة برامجها عبر موقعها الرسمي على الانترنت أو عبر تطبيقات الهواتف الذكية.
وتنطلق شارة البث المباشر الأولى للقناة مع بداية تصفيات هوكي الجليد المؤهلة لأولمبياد بيونجشانج الشتوية في 2018، والتي ستكون في الفترة ما بين يومي الأول والرابع من سبتمبر/ أيلول المقبل.
وكانت قضية الرقابة وحذف الأخبار والتقارير الإعلامية الخاصة بقضايا الفساد والمنشطات من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، أبرز الشكوك، التي أحاطت بالقناة الجديدة.
بيد أن مدير البث التلفزيوني وخدمات التسويق في اللجنة الأولمبية الدولية يانيس اكسركوس أوضح، قائلا: "إنها قناة مستقلة تماما، سنختار الموضوعات الخاصة بنا".
وبالإضافة إلى ذلك، أكد باركمان أن القناة ستقوم بتغطية الأخبار التي قد تشكل إزعاجا للجنة الأولمبية الدولية، مثل قضية القبض على رئيس اللجنة الأولمبية الأوروبية الإيرلندي باتريك هيكي في ريو دي جانيرو بعد الاشتباه في ضلوعة في عمليات إعادة بيع تذاكر منافسات الأولمبياد بطريقة غير مشروعة.
واستطرد باركمان، قائلا: "رئيس اللجنة الأولمبية الدولية حثنا على أن نكون مستقلين وأن نسرد التاريخ بشكل هادف وعادل، وهذا هو ما سنحاول أن نقوم به".
وكشف رئيس القناة أن الرعاة الرئيسين للقناة هما شركتا تويوتا للسيارات وبريدجستون للإطارات اليابانيتين، اللتان لن يكون لهما أي تأثير على خطة القناة أو برنامجها العام.
وأضاف رئيس خدمات التسويق في اللجنة الأولمبية الدولية، قائلا: "نرغب في أن تكون القناة الأولمبية المكان الذي يجتمع فيه كل ما يتعلق بالألعاب الأولمبية".
والآن يبقى لنا أن نرى إذا ما كان ملايين المشاهدين والمتابعين للأولمبياد سيستمرون في متابعة المزيد منها عبر شاشات التلفزيون أو أنهم سيكتفون بسبعة عشر يوما من المنافسات كل عامين.