الصور... شباب بحرينيين يخوضون تجربة الذهاب في رحلة تعليمية ترفيهية بقيادة أمل الصفار
الوسط - أماني الشوفة
التجربة هي من أهم الأشياء التي تكون شخصية الفرد، وتجعله أكثر استعدادا لغيرها من التجارب... وفي تجربة جديدة قام مجموعة من الشباب البحريني بالذهاب في رحلة تعليمية إلى "بريطانيا" بقيادة "أمل الصفار" وبدعم من عدد من مكاتب السفريات والحملات في مملكة البحرين.
"الوسط" التقت بأمل الصفار لتروي تجربتها خلال هذه الرحلة، والتي كانت مدتها شهر كامل، وكان الهدف الأساسي منها هو أن يتعلم الطلبة اللغة الانجليزية، بداية الرحلة تأتي عندما عرضت مكاتب السفريات الرحلة على أمل لتكون مرشدة للطلبة، فتقودهم لأماكن تعليمية بعد انتهائهم من دروسهم في الفترة الصباحية، وقد عرض عليها ذلك كونها أول بحرينية تصل للقطبين الشمالي والجنوبي، وبسبب رحلاتها التي أعطتها الخبرة والإمكانية في خوض هذه التجربة، وكونها كذلك تحمل خبرة في تدريس اللغة الانجليزية.
تقول الصفار: "عرضت مكاتب السفريات والحملات علي أن أكون مرشدة للطلبة في هذه الرحلة، وقد رحبت بذلك كوني أمتلك الخبرة في التعامل مع هذه الفئة العمرية من الطلبة... ومن الجميل أن أعطي الطلبة شيء من خبرتي، كما أنها تجربة جديدة لي شخصيا".
رافق أمل في هذه الرحلة قرابة 12 طالبا وطالبة، حيث تبدأ الإنطلاقه بعد انتهائهم من الدرس في فترة الظهيرة، وتقول أمل: "أعطتني الجهة المنظمة الحرية الكاملة في أختيار البرنامج التعليمي للطلبة، فقد كنت أخذهم للأماكن التاريخية كالمتاحف، ويوم آخر نذهب للأماكن الترفيهية كالسيرك، ومعرض السيارات، وذهبنا كذلك لمطاعمهم المحلية، وغيرها الكثير".
وأشارت أمل إلى أن أنه الطلبة كان عليهم التأقلم مع العائلة التي يعيشون معها، من ناحية العادات واللغة، فتقول: "كان على الطلبة السكن مع أسرة وليس في السكن الطلابي، كون السكن الطلابي لن يعلمهم شي فأكثر سكانه من العرب، فعندما سكن الطلبة مع أسرة بريطانية كان عليهم التحدث معهم بلغتهم، بل وكان عليه الالتزام بمواعيد الوجبات الرئيسية، فهذا شيء جيد".
وتضيف: "لاقى الطلبة صعوبة من هذه الناحية فقد كان ذلك بالنسبة لهم صدمة ثقافية، فكانوا في البداية يتساءلون كيف سيستطيعون التأقلم معهم، ولكن في النهاية أدركوا بأن الإنسان قابل للتكيف عندما يخرج من دائرته بدون خوف، وكذلك خارج المنزل كان عليهم الركوب في النقل الجماعي وحفظ أرقام الحافلات والمحطات وإلى أين تأخذهم".
وتؤكد الصفار أن الطلبة في هذه الرحلة لم يتعلموا اللغة فحسب، بل أصبحوا يعتمدون على أنفسهم، كما أنهم أصبحوا يمتلكون الجرأة والمرونة والتكيف مع الظروف وتقبل الآخرين وتقبل الثقافات الأخرى. وتضيف: "قد يكون الهدف الرئيسي للرحلة تعلم اللغة، ولكن بالنسبة لي ذلك يشكل نسبة 50% ولكن الـ50% الأخرى هي عيش التجربة والتعلم منها".
وتقول الصفار أن مكاتب السفريات تنظم رحلات كل نهاية أسبوع لمناطق قريبة من منطقة "تورباي" وهي المنطقة التي كان يسكن فيها الطلبة وتوجد فيها المدرسة، فبذلك تكون هذه تجربة ورحلة استكشافية بالنسبة لأمل وليس للطلبة فقط.
وللوقوف على الأمور التي تعلمها الطلبة خلال الرحلة، والصعوبات التي واجهتهم التقت "الوسط" بزينب عبدالحسين (17 عام) لتحكي لنا تجربتها، فتقول زينب: "كانت تجربتي في الرحلة ليس سهلة، خصوصا أني لم اعتاد على السفر بدون عائلتي، ولكن مع هذا كنت متحمسة للرحلة كوني سأخوض تجربة جديدة وستضيف لشخصيتي خصال جديدة مثل الاعتماد على النفس وتحمل المسئولية".
وأثناء تحدث زينب عن الأمور التي تعلمتها خلال الرحلة، قالت: "بالإضافة إلى كوني تعلمت تحمل مسئولية نفسي، وتعلم اللغة البريطانية وحروفها أكثر، تعلمت كيف أتعامل مع مختلف الشخصيات من الناس، فأدركت أن علي أن أتعامل مع كل شخص على حسب شخصيته، وغير ذلك تعلمت الصبر وليس من السهولة أن أحصل على كل ما أريد في بلد غير بلدي، وكان للمرشدة أمل الصفار دور كبير كونها كانت مرشدة سياحية من جانب وكانت تعلمنا كيف نتأقلم مع المكان من جانب آخر، وغير ذلك فهي معلمة لغة الانجليزية، فلم تبخل علينا من خبرتها أثناء الرحلة".
وفي حديثها عن الصعوبات التي واجهتها في الرحلة، بدأت تحكي قصتها في مطار "لندن"، فتقول "تأخرت عن الطلبة أثناء الذهاب للرحلة لأنني كنت أقدم امتحان قبولي للجامعة، فكان علي إجراء جميع الإجراءات في المطار لوحدي ولأول مرة، وفي مطار ادخله لأول مرة، ولكن بعد ذلك شعرت بالفخر لأني استطعت التصرف في المطار وفي الرحلة بشكل عام".
وتضيف زينب أن أحد الصعوبات التي واجهتها كذلك هو التأقلم مع العائلة التي كان عليها العيش معها، فقد كانت تلاقي صعوبة في الإجابة على أسئلتهم حول الدين الإسلامي.
وتوجه زينب رسالة أخيرة، فتقول "أنصح من يريد الذهاب لرحلة مماثلة للرحلة التي ذهبتها أن لا يتردد بذلك، لأنها رحلة ليست فقط لتعلم اللغة الانجليزية، بل هي رحلة وتجربة تصقل الشخصية".
أما زميلها في هذه الرحلة الطالب محمد الهندي (20 عاما) فقال في حديثه مع "الوسط": "صحيح أنني حاليا طالب في الصين، وأصبحت مهيأ لخوض تجارب جديدة، ولكن مع هذا كنت خائف قليلا من المجموعة وعدم تأقلمي معهم، ولكن المرشدة أمل الصفار قامت بعمل اجتماع تعريفي قبل السفر وكان ذلك شي ممتاز بالنسبة لي".
ويضيف الهندي أنه واجه بعض النقد في قراره الذهاب للرحلة، فيرى البعض أن المعاهد في البحرين كثيرة يمكنه دخول أحدها لتطوير لغته الانجليزية، ولكنه يرد عليهم قائلا: "في رأيي من يريد تعلم لغة يذهب لمصدر تلك اللغة، فأنك عندما تدخل معهد لتعلم اللغة الانجليزية صحيح قد تخرج متعلم اللغة، ولكنك لن تمارسها بمجرد خروجك من المعهد، بعكس عندما تذهب للدولة الأم لتلك اللغة ستجبر على التكلم بها، وبذلك تكون قد تعلمت، وهذا ما كنا نفعله خلال الرحلة فأصبحنا نتكلم مع العائلة التي عشنا معها، والناس الذين نلاقيهم بلغتهم، صحيح في البداية ستخطئ، ولكنك ستتعلم في النهاية".
وفي حديثه عن الصعوبات، فقد أيد الهندي زميلته زينب في أن من الصعوبات التي واجهها هي أسئلة العائلة التي يسكن معها عن الدين الإسلامي، فيقول: "كانوا يسألون بكثرة عن امتناعنا عن أكل لحم الخنزير، كنت ألاقي صعوبة في أقناعهم بسبب عدم أكلي له، أو لا أجد الإجابة الكافية لذلك السؤال".
ويضيف الهندي: "من الصعوبات التي واجهتها في البداية هو أني كنت أحاول انتقاء كلمات صحيحة عند تحدثي باللغة الانجليزية، ولكني اكتشفت إن معظم الأوروبيين هناك لا يتحدثون الانجليزية بطلاقة مما جعلني أتكلم بثقة من دون ارتباك أو خوف، وتلك خطوة ممتازة بالنسبة لي".
وفي حديثه عن الأشياء التي تعلمها يقول: "عندما تكون بعيد عن أهلك تتعلم كيف تعتمد على نفسك في كل شيء، تتعلم كيف تتحكم في مصروفك فتضع لنفسك حدود في الصرف، فلذلك أعتبر الغربة اختبار للذات، والتحكم في النفس".
وينصح الهندي من خلال تجربته أي شخص يريد التعلم أن يبادر بالسؤال وأن لا يخجل من السؤال عندما يواجه صعوبة في الفهم.
وختاما، يقول الهندي: "لو أتيحت لي الفرصة لذلك مرة ثانية فلن أتردد أبدا، لان شهر بالنسبة لي ليس كافي لتعلم اللغة بالشكل الممتاز".