51 قتيلا في جنوب شرق تركيا بتفجير نفذه انتحاري يراوح عمره بين 12 و14 عاماً
غازي عنتاب (تركيا) - أ ف ب
قتل 51 شخصاً على الأقل بتفجير نفذه انتحاري مساء أمس السبت (20 أغسطس/ آب 2016) يراوح عمره بين 12 و14 عاماً خلال حفل زفاف في غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا ويحمل "على الارجح" بصمات تنظيم "داعش"، كما أعلن الرئيس التركي اليوم (الأحد).
وقال رجب طيب أردوغان إن الاعتداء الذي وقع بوسط هذه المدينة الكبيرة، وهو الأسوأ في تركيا خلال عام، نفذه "انتحاري يراوح عمره بين 12 و14 عاماً أما فجر نفسه وأما كان يحمل متفجرات تم تفجيرها من بعد".
وكرر أمام الصحافيين في اسطنبول انه يشتبه بتنظيم "داعش".
واستخدام الأطفال أو الفتيان كانتحاريين يبدو سابقة في سلسلة الاعتداءات الدامية التي تهز تركيا منذ عام وتنسبها السلطات إلى المتشددين أو إلى المتمردين في "حزب العمال الكردستاني".
وأوضح أردوغان أن 69 شخصا لا يزالون في المستشفيات بينهم 17 في حال حرجة في المدينة التي تبعد 60 كلم من الحدود السورية.
وقال "مهما كان مصدر الإرهاب، هذا لا يغير شيئاً بالنسبة إلينا. بوصفنا أمة، سنستخدم كل قوتنا، موحدين، يداً بيد، لمكافحة الارهاب كما فعلنا في 15 يوليو/ تموز"، في إشارة إلى محاولة الانقلاب على نظامه.
وفي وقت سابق، أعلنت النيابة العثور في مكان التفجير على بقايا سترة مفخخة ما يؤكد فرضية التفجير الانتحاري مساء أمس.
واستهدف الاعتداء حفل زفاف كان يحضره عدد كبير من الأكراد، أعرب بعضهم أمس عن سخطهم على الحكومة لعدم تأمين الحماية لهم. وفي هذا السياق، قال النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، محمود توغرول إن "هذا الهجوم استهدف الشعب الكردي برمته. تم استهداف هذا الزفاف لأنه زفاف كردي".
لكن وسائل الإعلام التركية التزمت الحذر واكتفت بالقول إن عدداً كبيراً من الأكراد كانوا يحضرون الزفاف.
وبعدما شكا أردوغان من عدم تضامن الدول الغربية معه على إثر محاولة الانقلاب على نظامه، نددت دول عدة باعتداء غازي عنتاب مؤكدة التزامها التعاون مع أنقرة لمكافحة الارهاب، وفي مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا والاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي وروسيا والفاتيكان.
وافاد مسئول تركي أن حفل الزفاف "كان يجري في الهواء الطلق" وفي حي بوسط غازي عنتاب ذي كثافة سكانية كردية، ما يعزز الفرضية المتشددين.
ونجا العروسان من التفجير. وقالت العروس بسنة اكدوغان التي أصيبت بنوبات إغماء وبكاء لوكالة انباء "الاناضول": "لقد حولوا حفل زفافنا إلى حمام دم". وأصيبت بجروح طفيفة وغادرت المستشفى اليوم.
وذكرت وكالة "دوغان" للأنباء أن انتحارياً اختلط بالمدعوين وبينهم عدد كبير من النساء والأطفال قبل تفجير عبوته. وتبحث قوات الأمن عن شخصين كانا يرافقانه.
وفي وقت بدأت غازي عنتاب تدفن ضحاياها، روى رجل ما حصل قائلاً "عندما وصلنا كان هناك عدد كبير من القتلى، نحو عشرين... اشخاص تناثرت رؤوسهم وأذرعتهم وأيديهم على الأرض".
وقال آخر "انظروا انها قطع حديد دخلت أجساد أقاربنا، هذه الكرات قتلتهم".
في غازي عنتاب كان حشد من الرجال يصلون أمام صفوف النعوش المغطاة بالأبيض فيما كانت عائلات كثيرة تستطلع أسماء الضحايا الذين نقلوا إلى المشرحة. وفي مكان التفجير تحطم زجاج مبان عديدة وتطاير إلى جانب أحذية متناثرة على الأرض.
واعتبر أردوغان أن منفذي التفجير يهدفون إلى زرع الشقاق بين مختلف القوميات التي تعيش في تركيا.
ويعتبر عدد من المتشددين الأكراد أعداء. ففي سورية المجاورة تقف الميليشيات الكردية في الخط الأمامي في المعارك ضد تنظيم "داعش" ما أدى إلى تراجعه ميدانياً.
وأصبحت غازي عنتاب نقطة عبور للعديد من اللاجئين السوريين الهاربين من النزاع المستمر في بلادهم منذ أكثر من خمسة اعوام. ويعيش 2.7 مليون منهم في تركيا.
وجاء تفجير غازي عنتاب غداة اعلان رئيس الوزراء بن علي يلديريم أمس أن تركيا ترغب في القيام بدور أكبر سعياً لحل النزاع في سورية و "وقف حمام الدم".