العدد 5097 بتاريخ 20-08-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةثقافة
شارك:


قصة قصيرة... شكّل ظلك

قصة قصيرة - بيان السيدحسن عاشور

 كان يسير معه كظله بل أنه كان أحياناً يسبق الظل بخطوة أو خطوتين وأحياناً يتحرك بضع خطوات إلى اليمين أو اليسار فيصير ظله هو ملتحماً بظل الآخر، فارغاً من شكله، ممسوخ التضاريس. توقف عند محل لبيع العطور فتوقف هو الآخر أيضاً، تجول قليلاً، ثم سريعاً تناول بثبات العارف وثقته من بين قوارير العطر المصفوفة بأناقة جذابة مقصده، فابتاع هو ذات العطر من خلفه. استمر يمشي معه في السوق مكبّاً كل حواسه على تحركاته، خطواته واسعة متفرقة، إنه لا يضع قدميه معاً في البقعة ذاتها أبداً؛ ولذا صار يؤخر هو قدمه اليمنى كلما اقتربت من اليسرى. وقد دخل الآن لمحل آخر بدا من الواجهة الزجاجية له أنه محل للبدلات الرسمية، وراح يتسلّم من البائع الذي تعرّف على وجهه مباشرة بدلته التي أسرع في استخراجها له قبل أن يدخل بها لغرفة التبديل، والذي توجه يعرض خدماته عليه هو الآن، أجابه "ناولني نفس طلب الزبون الذي سبقني" "ماذا عن اللون، أتفضل لوناً معيناً؟ لدينا مجموعة مختلفة من الألوان لهذا الموديل ولكني متأكد أن اللون السماوي سيشكل لوحة بديعة مع لون عينيك" "لا شكراً، أريدها تماماً كتلك التي هي عنده" ناوله البائع إياها ودلف هو لغرفة التبديل المجاورة، وحين استدار أمام مرآتها الشاسعة تذكَّر وهو يشاهد انعكاسته عليها أن مقاسه (small) وليس (Medium) كصديقه.



أضف تعليق



التعليقات 2
زائر 2 | 3:18 ص هههههههههههههه مافهمت :/ رد على تعليق
زائر 3 | 5:11 ص سلمت أناملكِ عزيزتي رد على تعليق