"انفلونزا" تفرق الشابة زينب طوق عن أبنائها الأربعة
سترة - محمد الجدحفصي
اعتاد أولادها الأربعة التجمع والالتفاف حولها، فـالتوأم محمد وعلي يمازحانها، والطفلة خديجة تلعب معها، أما أحمد فكان هو الحنون عليها... هذا هو حال أسرة الشابة زينب طوق (37 عاماً) والتي فارقت الحياة مساء الأحد (14 أغسطس/ آب 2016) في مجمع السلمانية الطبي إثر إصابتها بإنفلونزا تحوَّلت إلى التهاب بالصدر.
خمسة أيام فقط هي مجموع الأيام التي كانت تعاني فيها الشابة زينب طوق من أعراض الانفلونزا التي تحوّلت إلى التهاب بالصدر. كان حدثاً عابراً بالنسبة لزوجها وأولادها الأربعة الذين اعتقدوا أن أعراضه سوف تزول مع مراجعة والدتهم المراكز الصحية وأخذ الدواء، غير أنهم لم يتوقعوا أن هذا الأمر سوف يفرقهم عنها إلى الأبد، وذلك بعدما ساءت حالتها بعد يوم واحد من نقلها إلى مجمع السلمانية الطبي.
وقال شقيق زوجها جعفر الرومي: "شابة مرحة مليئة بالحياة والكل يشهد لها بذلك، لم نتوقع أن انفلونزا عابرة سوف تخطفها من أحبتها. الوضع مؤلم وصعب بالأخص لأولادها الذين أصبحوا يتامى مبكراً".
وعن تفاصيل الواقعة، قال الرومي: "كانت تعاني من أعراض الانفلونزا، وعندما لم تتحسن صحتها بعد مراجعة مركز سترة الصحي، قمنا بالذهاب معها إلى إحدى العيادات الخاصة غير أنها لم تتحسن أيضاً، وعندها لجأنا إلى طوارئ مجمع السلمانية الطبي، وذلك كان في ظهر يوم الجمعة". وأضاف "وبقينا هناك من ظهر الجمعة حتى يوم السبت، حيث قاموا بإدخالها العناية المركزة في الطوارئ. تدهورت حالتها فقالوا إنها بحاجة لضخ أكسجين وبقيت قرابة 8 ساعات بهذا القسم بالطوارئ، وبعد خروجنا عنها تبين أنه تم نقلها لقسم طوارئ القلب، وهناك أخبرنا الطبيب أننا تأخّرنا، حيث إن الالتهاب أثّر على القلب وهي بحاجةٍ للقسطرة، وطلبنا منه أن يتم نقلها للعناية المركزة غير أنه أبلغنا بعدم وجود سرير شاغر، وظلّت حتى يوم ثانٍ وفارقت الحياة عند الساعة العاشرة من يوم الأحد".
وأبدى الرومي استغرابه لعدم وجود أسرة شاغرة في مجمع السلمانية الطبي، كما أن الأخصائيين ليسوا موجودين بالطوارئ، ولذلك تأخّر تشخيصها كثيراً، لأن الطبيب المناوب هو طبيب عام، وحتى بعد موتها لم يعطنا أي شخص سبب الوفاة الحقيقي لوفاتها. نحن لا نعترض على قضاء الله وقدره، ولكن تكرار مثل هذه الحالات سواء بالمستشفيات الخاصة أو الحكومية تثير التساؤلات للجميع حول أوجه القصور والخلل.