روسيا تعلن شن اولى الغارات في سوريا انطلاقا من إيران
موسكو - أ ف ب
اعلنت روسيا الثلثاء (16 أغسطس/ آب 2016) ان مقاتلاتها قصفت مواقع جهاديين في سوريا انطلاقا من إيران للمرة الاولى، في حين تستمر المعارك للسيطرة على مدينة حلب.
وعبرت واشنطن عن اسفها بعد تنفيذ روسيا ضربات انطلاقا من إيران، لكنها اقرت بأن موسكو ابلغتها بالخطوة مسبقا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر "إنه أمر مؤسف لكن ليس مستغربا".
واضاف "صراحة، إن ذلك يعقد وضعا صعبا ومعقدا بالفعل. هذا يبعدنا عما نريده: وقف الأعمال العدائية في كل الاراضي (السورية)، وعملية سياسية في جنيف تؤدي إلى انتقال سلمي".
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "في 16 آب/اغسطس (الثلاثاء) اقلعت قاذفات +تي يو-22 ام3+ و+اس يو-34+ مسلحة من مطار همدان في إيران وقصفت اهدافا لجماعتي داعش وجبهة النصرة الارهابيتين في مناطق حلب ودير الزور وادلب".
واضافت ان الضربات دمرت "خمسة مخازن كبرى للأسلحة والذخائر" ومعسكرات تدريب في دير الزور وسراقب في ريف ادلب ومدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم داعش في منطقة حلب.
واستهدفت الطائرات الروسية ايضا ثلاثة مراكز قيادة في مناطق الجفرة ودير الزور ما ادى الى مقتل "عدد كبير من المقاتلين" بحسب البيان.
وبهذه الغارات تكون روسيا اعلنت للمرة الاولى استخدامها قاعدة في بلد شرق اوسطي غير سوريا منذ بدأت حملة الضربات الجوية دعما لحليفها الرئيس السوري بشار الاسد في ايلول/سبتمبر الماضي.
ولاحقا، أعلن مسؤول عسكري اميركي ان روسيا ابلغت مسبقا التحالف الدولي بقيادة واشنطن بالضربات انطلاقا من إيران.
وقال الكولونيل كريس غارفر المتحدث باسم التحالف "لقد ابلغونا انهم سيعبرون (منطقة يسيطر عليها التحالف) وسعينا الى التأكد من امن الطلعات حين عبرت قاذفاتهم المنطقة متجهة الى اهدافها وحين عادت".
واكد ان "هذا الامر لم يؤثر على عمليات للتحالف جرت في الوقت نفسه في العراق وسوريا".
"مرحلة جديدة"
قال المحلل بافل فيلغنهاور "انها مرحلة جديدة في الحملة العسكرية الروسية في سوريا".
واضاف "استخدام هذه القاعدة يعطي روسيا تقدما تكتيكيا لان قاذفاتها الثقيلة يمكنها نقل قذائف أكثر بكثير إذا كان وقت طيرانها اقل" معتبرا ان هذه الاستراتيجية ستنطوي على القاء "عدد هائل من القنابل".
وقال مصدر عسكري لم يكشف اسمه لوكالة انباء انترفاكس الاثنين ان الجيش الروسي أرسل طلبات الى إيران والعراق لإطلاق صواريخ تعبر مجالهما الجوي.
واعتبر الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني علي شمخاني ان موسكو وطهران "تتبادلان الامكانات والبنى التحتية في اطار مكافحة الارهاب" كما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية.
من جهتها، نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الثلثاء باستخدام الطائرات الحربية السورية والروسية وبشكل متكرر اسلحة حارقة ضد المدنيين في محافظتي حلب وادلب في شمال وشمال غرب سوريا، واصفة هذه الهجمات بـ"المشينة".
بدورها، ابدت لجنة التحقيق حول سوريا في الامم المتحدة في بيان، "قلقها الشديد حيال سلامة المدنيين" في حلب ودعت الى "استجابة واهتمام فوري" بمعاناتهم.
من جانب اخر، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الاثنين ان موسكو وواشنطن اقتربتا من اتفاق حول تعاون عسكري في مدينة حلب، لكن الولايات المتحدة لم تؤكد هذه المعلومات.
ومساء الثلثاء، افاد بيان للخارجية الروسية ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف بحثا خلال اتصال هاتفي الاوضاع في حلب و"تنسيق خطوات التصدي للجماعات الارهابية في سوريا".
الى ذلك ارتفعت حصيلة القتلى المدنيين في الأحياء الشرقية في حلب إلى 23 قتيلا جراء الغارات الروسية والسورية، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. كما أسفرت القذائف التي أطلقتها الفصائل المعارضة عن مقتل تسعة مدنيين في الأحياء الغربية، حسب ما افاد المرصد.
واشار الى ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف الفصائل المقاتلة جراء قصف جوي روسي على طريق الراموسة إلى 19 قتيلا.