حلم التتويج يداعب العداء ياسماني كوبيلو في أولمبياد ريو 2016 بعد رحلة شتات
ريو دي جانيرو - د ب أ
من هافانا إلى اسطنبول مرورا بمدريد وحتى الوصول إلى أولمبياد ريو دي جانيرو "ريو 2016"، حملت رحلة عداء سباقات الحواجز ياسماني كوبيلو إلى دورة الألعاب الأولمبية الأولى في قارة أميركا الجنوبية أهدافا رياضية كثيرة بجانب كونها فرصة للانتقام لشخصه.
وقال كوبيلو في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) مرتديا لباسا رياضيا يحمل العلم التركي، بعد أن تأهل أمس (الاثنين) إلى الدور قبل النهائي من منافسات 400 متر حواجز في أول أولمبياد يشارك بها خلال مسيرته: "الأمر لا يتعلق بإثبات أي شيء لكوبا بل لنفسي ولعائلتي وللناس المقربين مني، أقوم بهذا من أجل نفسي لأن الركض يروق لي وأرغب في الاستمرار".
وكان يأمل العداء النحيف في أن يشارك في أولمبياد "ريو 2016" مرتديا قميص كوبا، بيد أن مسار حياته تغير وتحول جذريا منذ سنوات وبشكل متسارع.
فقد بدأت القصة بطرده من كوبا، التي تركها متوجها إلى إسبانيا، ولكنه لم يحصل على جنسيته الجديدة هناك، حتى ظهرت تركيا وألقت له طوق النجاة وسمحت له بالتدرب في نادي فناربخشه الرياضي ومنحته جواز سفر ليستطيع أن يثبت أمام مسئولي ألعاب القوى في كوبا أنهم عندما طلبوا منه مغادرة المنتخب الوطني لم يكن هذا يرجع لأسباب رياضية.
وحتى تاريخ مغادرته لبلاده، كان كوبيلو قد فاز مع الفريق الكوبي بالميدالية الذهبية في منافسات التتابع بدورة ألعاب ايبرو أميركا العام 2008، كما نضم إلى الفريق الوطني المشارك في منافسات التتابع في أولمبياد بكين 2008، التي لم يتكمن من المشاركة فيها في نهاية الأمر.
وأضاف كوبيلو (29 عاما)، صاحب الأرقام القياسية في كوبا في سباقات 400 متر حواجز، والذي تعيش عائلته بأكملها في هذه الجزيرة الكاريبية: "لقد طردوني من الفريق لأنهم لم يقدروني، لم أكن ألقى استحسانهم وقد اخبروني بهذا، رحلت مرفوع الهامة".
وحطم كوبيلو الرقم القياسي لكوبا في 400 متر حواجز خلال بطولة فال دي روي الفرنسية قبل بضعة أشهر فقط من حصوله على الجنسية التركي، بعد محاولات يائسة في هذا الصدد بإسبانيا.
وسعى العداء الكوبي للحصول على الجنسية الإسبانية، كما فعل بعض مواطني بلاده، مثل العداء أورلاندو أورتيغا، الذي ينافس في ريو 2016 بقميص المنتخب الإسباني، ولكن سبقت إليه تركيا بيد العون في ظل البيروقراطية التي أطالت أمد الإجراءات في إسبانيا.
وتابع كوبيلو، الذي يتدرب ويعيش في العاصمة الإسبانية (مدريد)، قائلا: "أنا سعيد للغاية اليوم لأن تركيا منحتني الفرصة لبناء نفسي مرة أخرى وللتعبير عن نفسي كعداء وكإنسان".
واستطرد قائلا: "قبل أي شيء أرغب في العبور إلى الدور قبل النهائي، الذي سيكون صعبا للغاية، ثم التأهل إلى النهائي"، في إشارة إلى المنافسات التي ستدور راحاها مساء اليوم الثلثاء (16 أغسطس/ آب 2016)، والتي ستغيب عنها كوبا بعد خروج ممثلها الوحيد خوسيه لويس جاسبر.
وأكمل: "بعد ذلك، إذا وصلت إلى النهائي سأسعى إلى حصد ميدالية بالطبع"، مؤكدا في الوقت نفسه أن المضمار سيكون صاحب الكلمة العليا وأنه يثق في قدرته على الانتقام لنفسه داخل الملعب الأولمبي بريو دي جانيرو.