الصبر على الزوج هل يعد سذاجة؟
الوسط - هاشمية السيد
المحافظة على العش الزوجي يحتاج إلى تحلّي الطرفين بالصبر، في الوقت الذي تصر فيه بعض الرسائل التي تصل إلينا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على أن تهتم المرأة بصحتها وتهدئة أعصابها والاستمتاع بحياتها، بعيداً عن المشاكل والفوضى، وألا تكون خادمة في بيت زوجها، الذي يجده البعض سبيلاً لهدم البيوت.
ونجد أن الدين الإسلامي يحث المرأة على الصبر في قبال سوء خلق زوجها، وتطلب بعض الأمهات من بناتهن التحلي بالصبر على أذى الزوج والحفاظ على ديمومة الحياة الزوجية.
و لم ينسَ الإسلام صبر الرجل على أذى زوجته، فعن رسول الله (ص) أنه قال: "من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه، أعطاه الله تعالى بكل مرة يصبر عليها من الثواب، ما أعطي أيوب (ع) على بلائة (...)".
وفيما يتعلق بالطلاق، فقد روي عن النبي (ص): "مازال جبرائيل يوصيني بالمرأة، حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها، إلا من فاحشة مبينة".
وأثبتت الدراسات الحديثة أن الصبر لا يخلو من فوائد صحية تطيل العمر، حيث قام بعض الباحثين في سنغافورة بإجراء تجربة على أكثر من 1000 طالب لمعرفة مدى تأثير الصبر على عمر الأحماض النووية في أجسامهم، وشمل هذا الاختبار إعطاء المشتركين إمكانية الحصول على هدية 100 دولار في اليوم التالي للاختبار أو الانتظار مدة شهر للحصول على مبلغ أكبر.
وتم سؤال المشتركين في الاختبار عن قيمة المبلغ الذي يتوقعونه لقاء الانتظار شهرا كاملا، وكلما زادت قيمة المبلغ الذي توقعه كل شخص، قل صبره عن باقي زملائه.
يذكر أنه كلما تقدم الإنسان في العمر، صارت التيلوميرات (الموجودة في الحمض النووي) أقصر وأقصر، ما يؤدي إلى أن تلحق بعض الأضرار بالحمض النووي، وهو ما يرفع احتمال الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتقدم في السن.
وقد أظهرت هذه الأبحاث أن هناك صلة واضحة بين التيلوميرات القصيرة ونفاد الصبر، فوجد العلماء أن الأشخاص الذين يعانون من نفاد الصبر بسرعة، يزيد لديهم معدل قصر التيلوميرات.
من جانب آخر، علق قراء "الوسط" على موضوع طرح للنقاش في زاوية "من كلام الناس" تحت عنوان: "المرأة الصبورة... سذاجة أم تضحية وتفان؟" بوجهات نظر مختلفة، فتعتقد إحدى النساء بأن قوة المرأة أمام الرجل تدعوه إلى احترامها وتقديرها، فتقول: "افهموا يا نساء، الرجال ما يبون وحدة ضعيفة وخاضعة ليهم اعرفوا حقوقكم ما اقول تكبروا وتهوروا ولكن اذا انتين ما عزيتين (أعززت) نفسش ولااحترمتينها ولا حبيتينها ولا قدَّرتين روحش شلون احد ثاني بيقدرش وبيحترمش؟ اذا تعاملين نفسش بقسوة وتدوسين على روحش شلون تبين يرفع شانش وما يدوس على راسش، اعرفوا حقوقكن وواجباتكن والله نساء يتلذذن انهن مسكينات ومطحونات وصابرات يستمتعن بالألم، اصحين شوي صرن أقوياء، قدرن نفسكن، تتعبين روحش وتمرضين روحش، مَنْ بعدين لا ولادش؟".
وقالت قارئة أخرى: "والله مو في كل شيء ينفع الصبر؛ لأن إذا الشي زاد عن حده راح ينقلب ضده، في مشاكل ما ينفع الصبر معاها ولازم تعالج بصفة مستعجلة".
في حين أفادت أخرى: " له الحمد والشكر، ان كان صبري وحفاظي على بيتي وزوجي وعيالي سذاجة، فهذا جل ما اتمنى لا تخلو امرأة من العيوب وكذلك الرجل، الحمدلله الذي جعلني صبورة، اللهم اجعل مثواي الجنة، سعادتي الآن فيما امتلك من نعم، سعادتي صنعتها بيدي وصبري وجهدي ولم اندم يوماً عليها؛ لأنها بأجر وحساب من رب العالمين، كل عمل اوجهه لله لأحظى بأجر".
فيما قدم أحد القراء الشكر لزوجته، قائلاً: "شكراً لزوجتي الغالية، اشكرها حقّاً على صبرها على عيوبي واخطائي، وهي حقيقةً قد ساهمت بصبرها وحبها بإكمال مشروع أبي وأمي لأصبح رجلاً يستحق الاحترام".
و أشارت قارئة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر سلباً على المرأة ما يجعلها تتخلى عن مسئولياتها، بقولها: "البرودكاست في الوقت الحاضر يركز على كيفية تدليل المرأة لنفسها، وأن الاعمال المنزلية ليست من اختصاصها وتربية الأطفال مناصفة بينها وبين زوجها... هذي الكلمات جعلتها تشعر انها شخصية مستهدفة وأن كل عمل تقوم به هو ليس من مهامها وبالتالي نفسيتها تعبت وأصبحت شخصية متذمرة طيلة الوقت".
وسرعان ما وجد الرد من قارئ آخر، قائلاً: "ليش ما تقولين ان وسائل التواصل الاجتماعي قاعدة توعي المرأة بأنها انسانة لها كيان ولها حياة وحياتها لازم تعيشها وتستمتع ما تصير خادمة، التربية مناصفة ليش تعترضين على هالشي المفروض، ان الكل يكون فاهمة عدل ليش كل المسئوليات لازم تكون على الزوجة والمطلوب انها ما تتكلم علشان ما ينقال عنها متذمرة وحنانه، متطلبات الرجل مرأة عاملة تجلب راتباً يساعده وهي خادمة ومربية بنفس الوقت ولا تتدمر".
وردت قارئة أخرى، قائلة: "والله كثير من البنات ينقص عليهم. وتجي وحده تصير اخت الصبي وتقص على البنية وان الصبي زين واخلاقه زينه وان انت لان صديقتي انا اخترتج لاخويي وهالكلام اللي نص البنات انقص عليهت. ويا ما يطلع سكران او مخدراتي او بخيل او يلعب من وراها او ما يصرف عليها ويخليها تاخذ قروض وراتبها كله ينصرف وهو مكويد فلوس ويعيش عياله في فقر".
فيما وجدت أخرى أن " الزوجة الصالحة هي اللي تحافظ على اسرتها من التشتت".
وأشارت أخرى إلى صبر الأمهات السابقات، قائلة: "خالتي الله يرحمها صبرت على زوجها أكثر من 30 سنة، يشرب ويضربها لين الله خذ أمانتها وإلى الحين هو عايش، مو بنات هالوقت لو قاليها ما بوديش السوق تعبان راحت بيت أبوها وقالت طلقوني منه".