ترامب يتعهد فرض تدابير تدقيق قصوى حول المهاجرين لمكافحة "الارهاب الاسلامي"
نيويورك - أ ف ب
عرض المرشح الجمهوري للبيت الابيض دونالد ترامب أمس الاثنين (14 اغسطس / آب 2016) خطته لمكافحة الحركة المتشددة العالمية متعهدا بفرض "تدابير تدقيق قصوى" في خلفيات المهاجرين الوافدين الى الولايات المتحدة في حال فوزه بالرئاسة.
وفي وقت يعاني من تراجع كبير في شعبيته بعد سلسلة هفوات ارتكبها واثارت سجالات واسعة على مدى اسابيع، سعى ترامب للظهور في موقع الرجل القوي الممسك بالملف الامني بعدما اتهمه نائب الرئيس جو بايدن بتعريض حياة الاميركيين للخطر.
واذ شبه مكافحة "الارهاب الاسلامي" مرارا بحقبة الحرب الباردة، متعهدا بالعمل مع الحلف الاطلسي وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، شدد ترامب على ضرورة اتباع "نهج مختلف" ووعد بوضع حد لاستراتيجية "بناء الدول" التي قال ان ادارة الرئيس الحالي باراك اوباما تتبعها فور دخوله الى البيت الابيض.
وقال "ان ادارتي ستواصل بكثافة عمليات عسكرية مشتركة وضمن تحالفات لتدمير "تنظيم داعش" والقضاء عليه". وتحدث ايضا عن "تعاون دولي لقطع التمويل" عن الحركة الجهادية، في خطاب القاه في يانغستاون بولاية اوهايو الشمالية وشكل اخر محاولة من حملته لحضه على الالتزام برسالة الحزب وعدم الخروج عن نص مداخلاته.
واكد المرشح الذي تتقدمه منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون في جميع استطلاعات الراي حاليا "مثلما ربحنا الحرب الباردة، جزئيا من خلال كشف سيئات الشيوعية وعرض حسنات السوق الحرة، علينا ان نتغلب على ايديولوجية الاسلام المتطرف".
وتابع "حين اصبح رئيسا سادعو الى عقد مؤتمر دولي" بهدف "وقف انتشار الاسلام المتطرف". واضاف "سنعمل مع كل الذين يقرون بوجوب القضاء على ايديولوجية الموت هذه".
- تعليق مؤقت- وقال "سنعمل عن كثب مع الحلف الاطلسي للقيام بهذه المهمة الجديدة (...) واعتقد ايضا ان بوسعنا ايجاد ارضية مشتركة مع روسيا في مكافحة "تنظيم داعش".
كما اعلن ترامب "من الضروري اعتماد فورا سياسة هجرة جديدة" مؤكدا ان القاسم المشترك بين الاعتداءات التي وقعت في الولايات المتحدة منذ 11 ايلول/سبتمبر 2001 هي "ضلوع مهاجرين او ابناء مهاجرين فيها".
وقال "خلال الحرب الباردة، كنا نعتمد اختبار تدقيق ايديولوجي. حان الوقت لتطوير اختبار تدقيق جديد للمخاطر التي نواجهها اليوم" واصفا ذلك بـ"تدابير تدقيق قصوى".
كما شدد على ضرورة فرض "تعليق مؤقت للهجرة من بعض المناطق الاخطر والاكثر اضطرابا في العالم التي لديها تاريخ في تصدير الارهاب". ودعا ايضا الى "التدقيق في خلفيات اي شخص لديه مواقف معادية حيال بلادنا او مبادئها، او يعتقد ان الشريعة يجب ان تحل محل القانون الاميركي".
وقال "ان ادارة ترامب ستقر مبدأ واضحا يحكم كل القرارات المتعلقة بالهجرة: علينا الا نسمح بالدخول الى هذا البلد سوى للذين يشاطروننا قيمنا ويحترمون شعبنا".
وعرض رجل الاعمال حصيلة قاسية جدا "للقرارات الكارثية تماما" التي اتخذها برأيه الرئيس باراك اوباما ووزيرة خارجيته سابقا هيلاري كلينتون في الشرق الاوسط.
وقال "اوجدنا فراغات سمحت للارهاب بان ينمو ويزدهر". واضاف "ان سياسة هيلاري كلينتون اتاحت تقديم ساحة دولية لتنظيم الدولة الاسلامية".
واقترح ترامب في حال فوزه بالرئاسة تشكيل "لجنة حول الاسلام الراديكالي تضم اصواتا اصلاحية" من اجل رصد المؤشرات المبكرة الى التطرف وكشف الشبكات التي تدعمها.
وردت حملة كلينتون على خطاب ترامب معلنة ان اي برنامج يهدف الى فرض اختبارات ايديولوجية على المهاجرين هو "مناورة".
واعلن جايك ساليفان مستشار كلينتون في السياسة في بيان "لا يمكن اخذ هذه +السياسة+ المزعومة بجدية. واضاف "انها مناورة وقحة للافلات من التدقيق في اقتراحه المشين بحظر ديانة كاملة من بلادنا، ويجب الا يخدع الامر احدا".
- تعريض حياة العسكريين للخطر - غير ان الهجوم الاشد على ترامب جاء من جو بايدن الذي ظهر لاول مرة الاثنين في تجمع انتخابي الى جانب هيلاري كلينتون واكد ان ترامب غير مؤهل لتولي الرئاسة واتهمه بتعريض حياة العسكريين الاميركيين للخطر.
وقال بايدن "لم يسبق في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية ان كان مرشح حزب كبير اقل اطلاعا او اقل استعدادا من دونالد ترامب للتعاطي مع امننا القومي".
وقال بايدن ان الاتهامات التي وجهها ترامب الى اوباما وكلينتون بـ"انشاء تنظيم الدولة الاسلامية" عرضت حياة العسكريين الاميركيين للخطر مؤكدا "لو كان ابني لا يزال في العراق، واقولها عن كل الذين هم هناك، فان الخطر على حياتهم ارتفع عدة درجات" بعد هذه الاتهامات.