قراء "الوسط": العمل الإضافي يسرق منا الجو العائلي... ولكن الحاجة تجبرنا
الوسط - أماني الشوفة
مع قسوة الحياة والظروف المادية الصعبة، وللعيش بكرامة، يضطر الكثيرون للعمل عملاً إضافياً لتغطية المصاريف المتراكمة عليه، فيضحّي بالجلوس مع عائلته، وحاجة أطفاله له.
ومع ذلك، اختلف قراء "الوسط" في موضوع "العمل الإضافي... لتحسين الوضع المادي أم طمعٌ وانغماسٌ في المال؟"، الذي طرحته "الوسط" في زاوية "من كلام الناس"، إذ رأى بعض القراء أن من يعمل عملاً إضافياً يطمع في المزيد من المال، ويخالفه الكثيرون في إن العمل الإضافي لتسديد الاحتياجات الضرورية، فيقول أحدهم معلقاً على ذلك "أنا عن نفسي لو أن الراتب عالي ويكفي التزاماتي ما بفرط بساعة وحدة أقعد مع عيالي، لكن مرات الواحد يحتاج مبلغ إضافي على الراتب حق تسجيل السيارة مثلاً أو خاطره يسافر فيكون دوام إضافي أحسن من أنه يستلف أو يقترض وفي ناس راتبهم ضعيف فالحل الوحيد عشان يرفع راتبه يكون العمل الإضافي".
ويضيف آخر أن العمل الإضافي اختيار ذكي، فهو يحل الكثير من الأزمات المالية على الرغم من كونه يسلب الراحة من الشخص، فيقول "في ظل الغلاء وارتفاع مستوى المعيشة أصبح العمل الإضافي هو الاختيار الذكي للكثير من المتزوجين خاصة الذين عليهم التزامات من قروض وجمعيات، والذين يريدون حياة أفضل لأبنائهم في السكن والتعليم، ولكن يفنى الشباب والإنسان لا يتمتع بالحياة التي قد تكون جميلة".
ويقول آخرون إنه لولا الحاجة المادية لما فرطوا في قضاء وقتهم مع العائلة، ويشير أحدهم "في أحد يحب التعب والعمل طول يومه! أبداً أكيداً لا؛ لولا الحاجة الملحة لما أرهق أي شخص نفسه بالعمل المتواصل طوال اليوم، ولما ترك راحته وأسرته والجلوس مع أهله وأحبته. الله يعين الجميع ويسهل أمور الجميع يا رب ".
وترى أخرى أن العمل الإضافي شيء يفيد الشخص قبل أن يكون حاجة، فالشخص الذي يشغل نفسه في العمل قد ينسى بعض هموم الحياة ويشغل فراغه، فتقول "بالنسبة لي، حلو إن الواحد يشغل وقت فراغه بشيء مفيد، أنا معلمة والحمد لله وضعي المادي جيد، في بداية حياتي العملية صرت أعطي دروساً خصوصية بمبلغ رمزي حتى أنسى موضوع قلة الإنجاب وظروف حياتي، عقب ما صار عندي أولاد صار ما عندي وقت لأي عمل ثاني، بس بشكل عام أنصح أن الواحد يأخذ ليه شغلتين إذا ما ينعكس سلباً على حياته وحياة أولاده".
وتؤيدها أخرى بأن العمل الإضافي متعة وليس من المانع أن يعمل الشخص عملاً إضافياً إذا كان يستطيع أن يوفق بينه وبين الاهتمام بأسرته، إذ تقول "العمل الإضافي بالنسبة لي متعة، الهدف مو مادي بالدرجة الأولى أبداً، لكن أشعر بالسعادة لما أشوف روحي مشغولة في العمل، ومع هذا أوازن بين العمل وبين أسرتي، وإذا حسيت في يوم من الأيام أن العمل الإضافي ممكن يؤثر على عائلتي أكيد بتركه، ويمكن تعودت على مستوى معيشي معين لذلك ما أقدر أشتغل شغلة وحدة بس الراتب للوظيفة الأساسية الحمد لله يكفي".
ويعبّر قارئ آخر عن أمنيته في الحصول على عمل إضافي بسبب ظروفه المادية الصعبة، فيقول "أتمنى أن أحصل على عمل إضافي، بسبب أني أسكن في سكن إيجار، الحياة صعبة للغاية إذا تسكن في إيجار والراتب 250 دينار".
وتقول أخرى إن العمل الإضافي عاد بالكثير من الفائدة لزوجها بدءًا بحصوله على الكثير من العلاقات الاجتماعية وصولاً لتحسن وضعهم المالي، إلا أنه تسبّب في قلة التواصل العائلي، وتقول عن ذلك: "بالعكس العمل الإضافي لسنوات طويلة جعل لزوجي الكثير من العلاقات الاجتماعية خاصة مع الطبقة العليا المخملية، ولكن في الوقت نفسه الغياب المتواصل دمّر العلاقة الزوجية، والعمل الإضافي أيضاً جعله يشتري الأرض ويبني الفيلا ويجلب الخدم ويشتري السيارات بدون قروض والادخار".
ومن جانب آخر، يرى البعض أن في البداية قد يكون العمل لتسديد حاجة، ولكن بعد وقت يدخل صاحبه في دائرة الطمع، فيقول أحدهم معلقاً على ذلك: "في البداية يكون لتحسين الوضع المادي، بعدها يدخل صاحبه في دائرة الطمع فتغدو من مجرد تحسين وضعه المادي إلى البحث عن إكثار الدخل، هذا يشمل نسبة كبيرة وليس الكل".
ويردّ أحد القراء على رأي آخر بأنه لا يوجد أهم من العائلة وقضاء الوقت معها، فالأولاد ليسوا بحاجة للمال بقدر حاجتهم للجو العائلي، فيقول "الله سبحانه وتعالى يقول المال والبنون زينة الحياة الدنيا، ولكن الخلاف أن لا تجعل العمل الإضافي يأخذ كل وقتك ويبعدك عن تربية أولادك، لأن الكثير من الآباء يعتقد بأن الأولاد يحتاجون توفير المال فقط".