وزير الطاقة السعودي: السعودية سحبت من المخزون النفطي لمواجهة الطلب المرتفع
الوسط – المحرر الاقتصادي
أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في السعودية خالد بن عبدالعزيز الفالح، أن إنتاج السعودية من النفط الخام يشهد طلباً مرتفعاً في معظم أنحاء العالم، منوهاً بأن السعودية تعمل على إعادة التوازن بين العرض والطلب لدعم أسعار النفط ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأحد (14 أغسطس / آب 2016)
وفسّر، في حديث لوكالة الأنباء السعودية، ارتفاع إنتاج النفط السعودي إلى 10.67 مليون برميل خلال الشهر الماضي، قائلاً: «لقد ارتفع الإنتاج لتلبية الزيادة في الطلب الموسمي خلال فصل الصيف، وكذلك لتلبية الطلب المرتفع من عملائنا. وعلى رغم الشعور السائد في السوق النفطية حالياً، لا يزال إنتاجنا من النفط الخام يشهد طلباً قوياً في معظم أنحاء العالم، ولا سيما أن العرض من خارج منظمة أوبك شهد انخفاضاً سريعاً مع زيادة حالات انقطاع الإمداد في ظل المؤشرات القوية للطلب العالمي».
وعن تجاوز المعروض حجم الإنتاج خلال الشهر الماضي، إذ بلغ 10.75 مليون برميل في اليوم، فهل هذا يعني الحاجة إلى السحب من المخزون؟ قال الفالح: «بالفعل سحبنا كمية بسيطة من المخزون خلال الشهر الماضي وهو أمر متوقع خلال هذه الفترة. لكن في ظل المحاولات الحثيثة لإعادة التوازن بين العرض والطلب نتوقع استمرار زيادة السحب من المخزون في جميع أنحاء العالم لدعم أسعار النفط».
وعن توقعاته بزيادة الاستهلاك المحلي خلال فترة الصيف كما هو الحال دائماً، أوضح الفالح أن الطلب المحلي يشهد عادةً زيادة خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء لأغراض التكييف. لكن الملاحظ أن الزيادة المسجلة خلال هذا الصيف تقل كثيراً عن الزيادات التي سجلت خلال فصول الصيف السابقة. وللعلم فإن برنامج كفاءة استهلاك الطاقة الذي تبنيناه خلال السنوات الثلاث الماضية بدأ يحقق الأهداف المرجوة منه، ولا سيما بعد تطبيق إجراءات كفاءة استهلاك الطاقة مع الزيادة التي حدثت في رسوم الكهرباء وأسعار المشتقات النفطية، ما أدى إلى انخفاض نمو معدلات الطلب المحلي.
وعن الإجراءات التي يمكن اتخاذها بعد أن شهدت أسعار النفط تراجعاً خلال الأسابيع القليلة الماضية، قال: «لقد قلنا من قبل إن إعادة التوازن إلى السوق بدأت بالفعل، لكن تصريف واستخدام مخزونات النفط الخام والمنتجات سيستغرق وقتاً طويلاً. إننا نسير في الاتجاه الصحيح، ويجب أن تعكس الأسعار هذا الأمر. إلا أن زيادة سرعة بيع الأسهم النفطية المقترضة (البيع على المكشوف) التي شهدتها السوق تسببت في تراجع الأسعار، ولكنه وضع لن يستمر طويلاً. ولزيادة حجم الاستثمارات والإنتاج، يجب أن تتجاوز أسعار النفط مستوياتها الحالية.
حن في المملكة نراقب السوق عن قرب، ولن نتوانى عن اتخاذ أي إجراء لاستعادة التوازن في السوق إذا ما اقتضت الضرورة، وهو ما سيتم بالطبع بالتعاون مع منظمة أوبك والدول الكبرى المصدرة للنفط من خارج أوبك.
ومن المقرر أن يُعقد اجتماع وزاري لمنتدى الطاقة الدولي في الجزائر الشهر المقبل، وهو ما سيتيح الفرصة للالتقاء بوزراء دول الأوبك ووزراء الدول الكبرى المصدرة للنفط من خارج أوبك لمناقشة أوضاع السوق، بما في ذلك الإجراءات الممكنة التي قد يلزم تنفيذها من أجل تحقيق الاستقرار في السوق.