العدد 5089 بتاريخ 12-08-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط الرياضي اونلاين
شارك:


"ريو 2016- الجمباز": بايلز الذهبية... على خطى كومانتشي!

ريو دي جانيرو - أ ف ب

 

اقتربت لاعبة الجمباز الأميركية سيمون بايلز بعد تتويجها بذهبيتي المسابقة الكاملة الفردية والفرق في العاب ريو دي جانيرو الاولمبية، من حفر اسمها إلى جانب نجمات هذه الرياضة على غرار الأسطورة الرومانية ناديا كومانتشي.

وتوقعت مدربتها المجرية-الرومانية مارتا كارولي المنشقة المقيمة في الولايات المتحدة منذ العام 1981، مستقبلا باهرا لليافعة بايلز قبل مشاركتها في ريو.

قالت كارولي (73 عاما) التي ستعتزل بعد سنوات من تدريب منتخب الولايات المتحدة، "أنا متأكدة من أنها ستصبح نجمة كبيرة. ستكون في غاية الثراء. تريد القيام بأمور كثيرة. هي فتاة سعيدة، مبتسمة وصاحبة نفسية ايجابية. قالت لي أنها ستتوقف سنة عن الرياضة لتذهب إلى الجامعة".

وسرقت بايلز الأنظار بحركاتها ودورانها على أجهزة الجمباز، وتقدمت بفارق 100ر2 نقطة عن مواطنتها الي رايسمان.

وغردت كومانتشي التي كانت بين الحضور في ريو، "تهانينا بايلز ورايسمان".

وقد تحقق بايلز خماسية غير مسبوقة في ريو، إذ ستشارك في 3 مسابقات في الفردي هي حصان القفز الأحد والعقلة والحركات الأرضية الاثنين.

خمس ذهبيات قد تضعها أمام السوفياتية لاريسا لاتينينا (1956) والتشيكية فيرا تشاسلافسكا (1968) والرومانية ايكاترينا تسابو (1984) اللواتي فزن باربع ذهبيات في العاب واحدة.

وفضلا عن إحرازها 3 ذهبيات متتالية في بطولة العالم في أكتوبر/ تشرين الأول، تملك بايلز 10 ذهبيات عالمية وهو رقم قياسي في تاريخ جمباز السيدات.

وبعد سنوات في الظلام، صعدت بايلز (45ر1 م) إلى النجومية خلال أيام في ريو.

 

طفولة مظلمة

انتقلت بايلز، المولودو في 14 مارس/آذار 1997 في كولومبوس اوهايو، إلى تكساس بعمر الثالثة إذ رباها جداها لوالدتها رون ونيلي بايلز مع شقيقتها الصغرى.

وتبنى الجدان الطفلة بعد إدمان والدتها على الكحول وتعاطي المخدرات. شقيقة رون تبنت طفلتين إضافيتين.

وقالت بايلز بعد نجاحها "رأيت مارتا في المنطقة المختلطة. قبل سنوات قالت شيئا كهذا الأمر: آنت الفتاة النطاطة، لست متأكدة بشأنك. لكن ها نحن هنا".

وتنادي بايلز جديها: والدي ووالدتي، وهما كانا مع نسيباتها في المدرجات يهتفون.

وأضافت "حاولت رؤيتهم في المدرجات، لكنهم كانوا يلتقطون الصور. أردت أن أقوم بهذا الأمر لأجلهم لأنهما قبلا تربيتي".

وتقول وصيفتها رايسمان "لا يفكر احد بالفوز على بايلز. هي مثل اوساين بولت في سباق 100 متر".

لكن بايلز بقيت متواضعة "لست اوساين بولت أو مايكل فيلبس. لست شخصية شهيرة، أنا فقط سيمون. لا املك سوى ذهبيتين اولمبيتين الآن".

وشعرت بايلز بالفخر لتقدير كومانتشي لها "اشعر بأننا نسير على خطاها. أنا فخورة لقيامها بإعادة تغريد ما أغرده".

 

قبل أربعين سنة

أعادت بايلز التذكير بأسطورتي الرياضة كومانتشي وخصمتها السوفياتية نيلي كيم.

أصبحت كومانتشي أول لاعبة تحقق العلامة الكاملة (10) في مونتريال قبل أربعين سنة، لكن كيم التي بقيت في ظلها نجحت بتحقيقها هذه العلامة مرتين في وقت لاحق.

وأحرزت كومانتشي 9 ميداليات في العاب 1976 و1980، بينها 5 ذهبيات، فيما كان رصيد كيم 6 ميداليات بينها 5 ذهبيات في النسختين.

الصداقة الظاهرة بين بايلز (19 عاما) ومواطنتها رايسمان صاحبة الفضية على منصة التتويج، أثارت إعجاب كيم (59 عاما)، إذ لم يكن مسموحا للاعبات في أيامها التحدث.

وتقول كيم في مقابلة مع وكالة فرانس برس "مسابقة السيدات كانت رائعة. كدت ابكي وأنا أشاهد الفتيات وكيفية تعاطفهن... في أيامنا لم نكن نتكلم".

وتضيف "تعرفون انه لم يكن مسموحا للسوفياتيين التحدث مع الآخرين. أولا لم نكن نعرف اللغة، ثانيا كانوا يقولون: ركزوا على عملكم وحاولوا ألا تختلطوا خصوصا بأشخاص من المعسكر الغربي".

تضحك وتقول "وناديا لم تكن مهتمة أصلا بالتحدث إلى احد. كانت بعمر الرابعة عشرة، وأنا في الثامنة عشرة، فالوضع مختلف. لم يكن لدينا أمور مشتركة نتحدث عنها".

تبدو كيم مندهشة بأداء بايلز: "هي فريدة من نوعها، هي لؤلؤة. لم ار اي لاعبة جمباز بهذه القدرة الجسدية". كما أبدت إعجابها بالياباني كوهي اوتشيمورا.

تابعت "أول مرة تحدثنا سويا كان في موسكو 1980، عندما تشاركنا ذهبية الحركات الأرضية فعبرنا عن تعبنا واقتراب وقت الرحيل".

وحققت كومانتشي علامتها الكاملة في الليلة الأولى من المسابقة على العارضتين مختلفتي الارتفاع، وقد أحرزت 7 علامات كاملة في مونتريال 1976.

وأحرزت كومانتشي 3 ذهبيات في تلك الألعاب: المسابقة الكاملة والعارضتان مختلفتا الارتفاع والعقلة.

وأحرزت كيم، صاحبة المركز الثاني في المسابقة الكاملة، 3 ذهبيات أيضا، واحدة ضمن الفريق السوفياتي القوي آنذاك واثنتان في فردي المسابقة الكاملة وحصان القفز.

وتعيش كيم المولودة في طاجكستان من والد جذوره كورية ووالدة تترية، في الولايات المتحدة على غرار كومانتشي وتتواصلان سويا "نحترم بعضنا البعض، لا أقول أننا أصدقاء لكن علاقتنا جميلة. نتواصل ونتشارك الأمور العائلية".

وترئس كيم لجنة فنية في الاتحاد الدولي للجمباز تشرف على القوانين والتحكيم منذ 2005، وفي ريو 2016 تستمتعان بعد 40 سنة من انجازاتهما برؤية بايلز الذهبية تسير على خطاهما.



أضف تعليق