اثيوبيا تمكنت من تجنب الأسوأ في موجة النينيو... وتأثيرات النينيا المحتملة تلوح في الأفق
روما - منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة
مع اقتراب انتهاء موسم الزرع الرئيسي في اثيوبيا لهذا العام، لا تزال هناك فرصة صغيرة أمام المزارعين خلال شهر سبتمبر/ أيلول لزراعة آخر مجموعة من المحاصيل هذا العام وإنتاج الطعام للملايين الذين يواجهون المجاعة. لكن ذلك يعتمد على وصول الدعم الضروري في وقته المناسب.
وتشير وثيقة "المراجعة نصف السنوية للمتطلبات الإنسانية في إثيوبيا" التي نشرت مؤخراً وأعدتها الحكومة الأثيوبية بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وغيرها من شركاء التنمية، إلى أن 900,000 عائلة اضافية تحتاج إلى الدعم الزراعي العاجل ما يرفع العدد الإجمالي لتلك العائلات إلى 2.9 عائلة في آب/أغسطس. وتلبية احتياجات القطاع الزراعي سيتطلب 45 مليون دولار أميركي إضافي، ما يرفع إجمالي متطلبات قطاع الزراعة إلى 91.3 مليون دولار للعام 2016.
وقد شهد وضع الأمن الغذائي بمجمله مؤشرات على التحسن الطفيف، بعد أن انخفض عدد الأشخاص المحتاجين إلى مساعدات غذائية طارئة من 10.2 مليون إلى 9.7 شخص منذ بداية العام.
وتسبب الجفاف الذي نجم عن ظاهرة النينيو في خسارة المحاصيل والماشية على نطاق واسع وهما المصدران المهمان لعيش المزارعين والأشخاص الذين يعيشون على الزراعة والرعي. وتبع الجفاف الفيضانات الموسمية التي أدت إلى تدمير المحاصيل واغراق المراعي، وقد يتفاقم هذا الوضع بسبب ظاهرة النينيا التي يتوقع أن تجتاح البلاد ابتداء من أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في أثيوبيا أمادو ألاهوري ديالو: "إذا تفاقمت الفيضانات في وقت لاحق من هذا العام، يمكن أن تنتشر أمراض في المحاصيل والماشية وهو ما سيؤدي إلى خفض الإنتاجية الزراعية ويعقد مرحلة التعافي".
وأكد أن "الوضع خطير الآن. وعلينا أن نعمل على ضمان تمكن المزارعين من الزراعة في الفترة من الآن وحتى سبتمبر/ أيلول، وإنتاج ما يكفي من الغذاء لإطعام أنفسهم وعائلاتهم وبالتالي تجنب اعتماد ملايين الأشخاص على المساعدات الغذائية لعام آخر. أثيوبيا تحتاج إلى الدعم العالمي الملح للاستجابة للاحتياجات الإنسانية، وليس أمامنا وقت للتأخير والتسويف".
ويعتبر موسم "مهر" الموسم الزراعي الرئيسي في أثيوبيا وينتج ما يصل إلى 85 في المائة من الإمدادات الغذائية في البلاد. وإذا لم يتمكن المزارعون من زراعة ما يكفي الآن، فإن إثيوبيا قد تواجه نقصاً حاداً في الغذاء وهو ما سيفاقم انعدام الأمن الغذائي والتغذوي في البلاد.
ولضمان الاستفادة من الفرصة المتبقية للزراعة لهذا العام، هناك حاجة إلى 8.8 مليون دولار أمريكي لتوفير المواد اللازمة لزراعة المحاصيل الجذرية والبقوليات وبذور الخضار والحبوب إلى 530,000 عائلة.
وتقدر منظمة (الفاو) أن العائلات التي خسرت ماشية صغيرة مثل الأغنام قد تحتاج إلى عامين على الأقل للعودة إلى مستويات ما قبل الجفاف، بينما قد تحتاج العائلات التي تمتلك ماشية إلى نحو أربع سنوات للعودة إلى تلك المستويات. أما الحيوانات التي نجت من موجة الجفاف الأخيرة فلا تزال ضعيفة ومعرضة للإصابة بالأمراض خلال الفترات الماطرة. وهناك حاجة إلى 36 مليون دولار أمريكي للقيام بالتدخلات اللازمة لدعم 2.4 مليون عائلة معتمدة على الماشي في معيشتها (أو 12 مليون شخص).
الاستعداد لمواجهة النينيا
ترجح تقارير الأرصاد الجوية بنسبة 55 في المائة أن تبدأ ظاهرة النينيا في أكتوبر/ تشرين الأول إلى نوفمبر/ تشرين الثاني ، وسيكون لها تأثيرين كبيرين على أثيوبيا هما الفيضانات في المرتفعات التي تشكل معظم مناطق البلاد، والجفاف الإضافي في المنخفضات التي تعتمد على الماشية في منطقتي اوروميا والمنطقة الصومالية.
استجابة الفاو للأزمة
وفرت الفاو من خلال الموارد التي تلقتها، احتياجات زراعية ماسة ل127,000 عائلة (635,000 شخص) في المناطق المتضررة من الجفاف ومن بينها أمهرة وعفار واوروميا وتيجراي والمنطقة الصومالية والأمم الجنوبية. وتم توزيع ما يقرب من 3700 طن متري من البذور و5.8 مليون وحدة من درنات البطاطا إلى المجتمعات المحتاجة حتى الآن. ويجري حاليا شراء مزيد من الخضروات ومحاصيل الموسم المتأخرة ليتم توزيعها في الفترة ما بين آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر 2016.
ووفرت الفاو الدعم الضروري للعائلات التي تملك الماشية، بما في ذلك العلف، وبذور العلف لإنعاش المراعي، وأعادت تأهيل نقاط المياه لاستخدام الماشية. وقدمت الفاو الدعم للحكومة لتطعيم وعلاج نحو 1.4 مليون رأس ماشية. إلا أن أعداداً كبيرة من الماشية ضعفت بسبب الجفاف وأصبحت عرضة للأمراض نتيجة الفيضانات التي اجتاحت البلاد مؤخراً. وتخطط المنظمة إلى توسيع حملات التطعيم والعلاج.
ولزيادة تغطية المزارعين وأصحاب المواشي المتضررين من الجفاف والفيضانات الحالية، تحتاج الفاو إلى 10 ملايين دولار بنهاية سبتمبر 2016.