حلول مبتكرة لإيصال الإنترنت إلى كل مكان.. تقنية لتزويد مناطق محرومة باستخدام بالونات
الوسط - المحرر التقني
تعكف شركات الإنترنت العملاقة على جسر الهوة بين مناطق العالم التي تحتوي على الإنترنت وتلك التي تفتقر إليه. وبناءً على ذلك بدأت الشركات بطرح عدد كبير من البرامج المختلفة لإنجاز هذه المهمة.
وذكرت مجلة «نيو ساينتست» العلمية المتخصصة، في تقرير حديث لها، أن خدمة «كوبا إنتركامبيو» على سبيل المثال تحاول الربط بين الكوبيين كوكلاء للإنترنت.
وابتكر هذا المشروع لأن توفير الإنترنت في كوبا يعتبر أمراً صعباً. ويمتلك 5% فقط من الكوبيين شبكات الإنترنت هناك، على الرغم من أن شركات الاتصالات الدولية أعلنت أنها ستبدأ بتوسيع شبكاتها بشكل كبير جداً. ولكن رقابة «غوغل» تجعل من هذا الحدث أمراً صعباً، حسبما نقلت صحيفة "البيان" الإماراتية.
ريادة الأعمال
ومع ذلك، فالكثير من الكوبيين يتمكنون من دخول نظام البريد الإلكتروني الوطني. وبناءً على ذلك طورت ايمي بروكمان وزملاؤها في مؤسسة جورجيا للتقنيات مشروع «كوبا إنتركامبيو». وتستقبل هذه المؤسسة خدمات الزبائن من خلال الرسائل الإلكترونية وتضعها على الفيسبوك. ويتمكن أي أحد خارج كوبا من التعرف على البيانات المطلوبة وإرسالها مجدداً. وتعتبر هذه تكنولوجيا ذات مستوى منخفض نوعاً ما. إلا أن الشركة تحاول جسر الهوة بين من يمتلك الإنترنت ومن لا يمتلكه.
وهناك أجزاء كثيرة في العالم، ومنها مناطق كبيرة من أفريقيا وأميركا الجنوبية وآسيا، لديها شبكات إنترنت محدودة. وقدرت هيئة اتصالات الأمم المتحدة أن هناك نحو 3.2 مليارات شخص على امتداد العالم يستخدمون الإنترنت. وأن أكثر من نصف العالم لايزال يفتقر إلى الإنترنت.
وبالنظر إلى وصول استخدام الإنترنت إلى مستويات تشبع عالية في بعض مناطق العالم الغنية، تعمل كل من شركتي فيسبوك وغوغل على ربط العالم باستخدام أجهزة توضع على بالونات مزودة بطاقة هائلة. وتعتبر مثل تلك المشاريع واعدة بشكل كبير.
وهناك منصات فيسبوك حرة تمكن أجهزة الهاتف البسيطة من الدخول إلى الفيسبوك والماسنجر الخاص به، علاوة على قائمة محددة من المواقع المشتركة.
الخطر المتمثل في شبكات مثل «فري بيسكس»، بحسب مارك غراهام في مؤسسة جامعة أوكسفورد للإنترنت، هو في أن ذلك يمكن أن يمنح شركات فيسبوك وغوغل هيمنة على كامل عالم الإنترنت، جاعلة الملايين منها خاصة بالزبائن فقط.
هيمنة الإنترنت
ويقارن غراهام بين هذه الهيمنة وبين شركات الكهرباء التي تزودنا بالطاقة المجانية التي يمكن استخدامها فقط في تطبيقات توفرها الشركة. وقال غراهام: «ما يفعلونه قد يكون سائغاً جداً إذا لم يعتبرونه عملاً مفضلاً بصورة بحتة».
وأضاف: «في حال أرادت هذه الشركات الكبرى مساعدة الفقراء بحق وتجاهل ادعاء أنهم لا يستفيدون بأنفسهم من هذا الأمر، فلماذا لا يقدمون هم أنفسهم شبكات إنترنت مفتوحة للعملاء؟ ومن إحدى الطرق التي قد يسلكونها لفعل هذا الأمر هو جعل المستخدمين يدفعون لقاء هذه الخدمات. وعلى سبيل المثال فإن غراميفون، وهي شركة من بنغلاديش، تتعاون مع موزيلا الشركة المسؤولة عن تطبيق متصفح «فايرفوكس» للإنترنت.
وتوفر هذه 20 ميغابايت من البيانات المجانية في اليوم الواحد والمدعومة من خلال الإعلانات. وهناك وسائل أخرى أكثر قوة. ونجمت معظم الأفكار من مشروع «كوبا إنتركامبيو»، للحصول على بيانات يمكن الوثوق بها.
ووجدوا أن الكوبيين بحاجة إلى استخدام الإنترنت للعثور على مصادر موثوق بها من البيانات تكون بديلة لوسائل الإعلام الرسمية أو المصادر الحكومية. وسيعرض عملهم لاحقاً خلال الشهر، في تعاونية الجهاز المدعوم ومؤتمر الحوسبة الاجتماعية في سان فرانسيسكو».
وقالت سوزان واتشي في جامعة ميتشيغان ستيت يونيفرستي: «كل تلك الأمور التي يأخذها معظمنا على أنها أمور مضمونة ويستخدمونها طوال وقتهم تصبح غير مألوفة لقطاعات واسعة»، وأضافت: «من الصعب الوصول إلى العقلية التي لا تمتلك أي إدراك لمعنى الإنترنت».
فرصة ملاحظة وكشف طرق استخدام الناس للكمبيوتر للمرة الأولى هي مسألة قوية جداً. وتعتبر «كوبا واحدة من أكثر الأماكن في العالم التي يمكننا فيها تتبع دخول الإنترنت على الثقافات المتطورة. وهذا أمر يهم الجميع لأن الناس سعت إلى الحصول على افتراضات خيالية عن تأثير ذلك الأمر. وذلك في عام 1993 عندما فكروا في أمر الإنترنت».
وفي معظم أجزاء العالم، يظل من الصعب الوصول إلى شبكة الإنترنت. وأشارت دراسة ستنشر لاحقاً خلال هذا العام إلى أن أصحاب أجهزة الهاتف الخليوي في ريف زامبيا لا يملكون الكثير من الخبرة عن الفيسبوك، ولا يمكنهم تخيل شكله أيضاً.