بالصور... ريزا مدينة الشاي في تركيا
الوسط - محرر منوعات
على بعد نحو ثمانين كيلو مترًا شرق طرابزون باتجاه الحدود الجورجية، تقع مدينة ريزا إحدى مدن الشمال التركي، وتعني كلمة ريزا – حسب لغة السكان الأصليين – جانب الجبل الأخضر على شاطئ البحر، وتقع إلى الشرق من مدينة طرابزون في أقصى شمال تركيا على البحر الأسود، وترقد على منحدر صخري، وهي عاصمة محافظة ريزا، ولكنها تتميز عن طرابزون المدينة السياحية المجاورة الخلابة بعدة ميزات:
زراعة الشاي
يزرع الشاي بكثافة وعلى مساحات شاسعة في ريزا، وهي البلدة الأكثر تمتعًا بمساحات منبسطة في أرض تركيا، ويغطي إنتاج ريزا من الشاي احتياجات تركيا واستهلاكها الكلي من هذا المشروب، ويصدَّر ما يفيض إلى الخارج، وهو المشروب الذي يقدمه أهل هذه المنطقة إلى الضيوف والسائحين، وبالإضافة إلى ذلك فإن منظر الحقول المزروعة بالشاي منظر ساحر، يغلب عليه الروعة، ولا تكاد ترى وجه الأرض في ريزا من كثافة الشاي المزروع فيها.
الجداول والشلالات والأنهار
- تقع ريزا – كما قلنا – على منحدر صخري، يميل تدريجيًّا باتجاه البحر الأسود، وتندفع مياه تركيا باتجاهها، وتسهم في تغذية الحقول والأراضي المنبسطة؛ حيث إن عماد الزراعة هو المياه كما هو معروف، أضف إلى ذلك استغلال الشلالات والأنهار في إقامة الفنادق السياحية عليها، يذكر أن ريزا تتمتع بمناخ شبه استوائي... وترتفع درجة الحرارة في الصيف إلى نحو 26 درجة مئوية، وتنهمر بعض الثلوج شتاءً، ويبلغ معدل سقوط الأمطار سنويًّا قرابة 2230 ملليمتر سنويًّا.
- تتمتع منطقة ريزا بالحمامات المعدنية التي اكتشفت منذ فترة ليست بالوجيزة؛ فيزدحم السياح عليها، حتى إن السائح لا يتمكن من دخولها إلا بعد ساعات، وينصح أصحاب الخبرة بحجز دورك قبل الذهاب إلى الحمامات المعدنية بساعات؛ لأن هذه المنطقة تشهد ازدحامًا غير عادي، لما تشكله هذه الحمامات من أهمية طبية وعلاجية في الشفاء من عدة أمراض؛ مثل: الروماتيزم، وبعض الأمراض الخاصة بالنساء.
- المدينة قريبة من طرابزون، مما يسهِّل من انتقال السائحين إليها، ويخدم هذه المنطقة مطار طرابزون، وعلى السائح أن يستقل سيارة إليها، حتى لا يعاني من ساعات السفر الطويلة، إذا كان يقصدها هي تحديدًا، أمَّا إذا كان الأمر في إطار جولة سياحية تشملها؛ فلا بأس من استقلال سيارة؛ لأن الطريق ممتع.
- على مرتفع صخري ترقد ضاحية تابعة لريزا، تسمَّى أنزر، وهي تتكون من منازل خشبية، أنشئ بعضها قبل خمسمائة عام من الآن، هذا يضفي بعدًا تاريخيًّا على المنطقة، كما أن المنازل التي أقيمت على المنحدر (ويصعد أهلها إليها) يقطنها الأتراك الطيبون، الذين يستقبلونك بالشاي والعسل النقي الذي يعوِّضك الطاقة التي بذلتها في الصعود.
- تعرّفت تركيا على الشاي في عام 1787 مع زراعة بذور الشاي، والتي جلبت من اليابان إلى جوار مدينة بورصة، والّتي كانت عاصمة للدولة العثمانية خلال عام 1326-1365، ولكن زراعتها فشلت في وقت قصير بسبب الظروف المناخية الغير مناسبة.
- ويُعدّ المناخ المناسب لزراعة الشاي وبُعدُه عن مستوى سطح البحر من العناصر الهامة التي تُحدد جودة الشاي. فلذلك ونتيجة للدراسات والتقييمات التي قام بها بها وكيل مدير المكتبة الزراعية النباتية علي رِضا أرتان فقد أخذ الموافقة من البرلمان التركي لزراعة الشاي في ريزا عام 1924، وهكذا بدأت زراعة وإنتاج الشاي في ريزا
- تقرر إنشاء جزيرة ووادٍ للشاي داخل محافظة "ريزا" التركية التي تشتهر بإنتاجه، وبدأت فعلياً أعمال الإنشاء؛ وذلك في إطار مشروع وكالة "نهضة شرق البحر الأسود" لتنمية قطاع الشاي في المحافظة.