توجه دول الخليج إلى التحول إلى المدن الذكية مرهون بتأمينها ضد الهجمات الإلكترونية
الوسط – المحرر التقني
كشف تقرير صادر عن شركة بوز ألن هاملتون أنه مع تنامي الاقتصاد الرقمي وتوجه دول الخليج إلى تبني مفهوم المدن الذكية وجب عليها تأمينها ضد التهديدات الإلكترونية، ذلك لأن تطويرها لهذه المدن مرهون باستقرار البنى التحتية التي تعتمد على الاتصالات والإنترنت، وهذا يعطي مؤشرا مهما على ضرورة خلق بيئة آمنة لتبني هذا التحول نحو المدن الذكية ، وفق ما نقلت صحيفة "الاقتصادية" السعودية اليوم الثلثاء (9 أغسطس / آب 2016).
وأشار التقرير إلى أن تقنيات "بلوك تشين" الجديدة والناشئة هي أساسية لدعم وتحقيق الاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تضمن فيه حماية فعالة في مواجهة التهديدات المتنامية في أمن البيانات والجريمة الإلكترونية، حيث إنه مع سعي الحكومات في دول الخليج العربي إلى استحداث بعض من أذكى المدن في العالم وسط ثقافة الابتكار، ويمكن لهذه التقنية أن توفر تشفير أنظمة المعاملات الرقمية وتطوير نظام بيئي جديد للدفع بالاقتصاد نحو النمو، إضافة إلى وسائل سلسة وفعالة لحماية المدن الذكية وإتاحة تطورها، حيث إنه من المتوقع أن يصل حجم سوق المنازل الذكية في العالم، المصنفة على أساس منتجات الإضاءة، والأمن والدخول، والتدفئة والتهوية والتكييف، والترفيه، والرعاية الصحية، والمطبخ، إلى 121.73 مليار دولار بحلول عام 2022، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 14 في المائة بين عامي 2016 و2022، وهو ما يبين توجه الدول إلى تحويل مدنها إلى مدن ذكية يبدأ تطويرها على مستوى المنازل أولا.
واتجهت المخاطر الإلكترونية نحو أهداف جديدة، فالخسارات السنوية للشركات على مستوى العالم الناتجة عن الهجمات الحاصلة على شبكة الإنترنت فاقت الـ 7.7 مليون دولار أمريكي كمعدل عام لكل شركة.
حيث تساعد تكنولوجيا "بلوك تشين" التي كانت تعرف بسجل المعاملات "بيتكوين"، على الحفاظ على قوائم مقاومة للتلاعب في سجلات البيانات المتنامية باستمرار، وتتيح تبادلا آمنا للمواد القيمة كالأموال أو الأسهم أو حقوق الوصول إلى البيانات. وخلافا لأنظمة التجارة التقليدية، لا حاجة لوسيط أو نظام تسجيل مركزي لمتابعة حركة التبادل، بل تقوم كل الجهات بالتعامل مباشرة مع بعضها بعضا.
ومع تنامي تركيز بلدان الخليج العربي على الابتكار التكنولوجي بالتوافق مع الانتشار المتنامي لخدمات الإنترنت، تسهل تكنولوجيا "بلوك تشين" توفير بنية تحتية عالية الضمانات من خلال قدرتها على القياس والأداء والتكيف مع الاقتصاد الرقمي السريع الانتشار والتغيير.
ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق الخدمات الرقمية العالمية إلى 1.2 تريليون دولار أمريكي في عام 2018 من 768 مليار دولار أمريكي في عام 2013، بينما يتوقع أن يسهم التحول إلى الرقمنة في دعم الناتج المحلي الإجمالي بـ 5.5 مليار دولار أمريكي في دبي وحدها في الفترة ذاتها.
وتدعم هذه التكنولوجيا القدرة على تأمين وتطوير عديد من القطاعات مثل الرعاية الصحية إلى السيارات والقطاع المالي، وتساعد الحكومات الإقليمية على استخراج قيمة ملموسة من الكميات الهائلة من البيانات التي يمكن استخدامها لتلبية متطلبات المستهلكين المتغيرة باستمرار بتكاليف إضافية ضئيلة.
وواجهت الحكومات في بلدان الخليج العربي التهديدات الإلكترونية باستحداث برامج كالتحديد الوطني والبيئة التحتية الرئيسة العامة التي تعتمد على بيانات بصمات العين واليد لضمان أمن المعلومات. وبينما أثبتت تلك المبادرات فعالية عالية مقابل تلك التهديدات، فإنه في حال تم خرق رابط واحد في السلسلة الرقمية الأساسية، من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى توريط النظام بأكمله.
وأكد التقرير أن اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعيش مرحلة من التغيير السريع حيث تقوم الحكومات بالتنويع بعيدا عن الأصول المرتكزة على النفط وتستنبط مصادر جديدة من الموارد مع التركيز على التكنولوجيا الجديدة كنواة لذلك التوجه. لكن الفرص تواكبها تحديات، ومع نشوء المدن الذكية لدعم البرامج الوطنية، ينبغي أن تكون الحكومات مستعدة لمواجهة التهديدات التي تراوح بين القرصنة والجريمة الإلكترونية، وهنا يكمن دور تكنولوجيا "بلوك تشين" في مساعدة تلك المدن على تحقيق أهدافها من الاقتصاد الرقمي في الوقت الذي تضمن فيه أقصى درجات أمن الشبكة، حيث إنه في مسيرة تحويل البيانات إلى عملة وتعزيز قيمتها، يبدو أنه لا غنى عن تأمين هذه البيانات