مستويات قياسية للحرارة وانبعاثات غازات الدفيئة ومياه البحار خلال العام 2015
ميامي - أ ف ب
بلغت درجات الحرارة وارتفاع مستوى مياه البحار وانبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة مستويات قياسية العام الماضي جاعلة من العام 2015 احدى اسوأ السنوات في التاريخ الحديث على صعيد سلسلة من المؤشرات على ما اظهر تقرير دولي مرجعي.
فقد عكس التقرير السنوي حول وضع المناخ (ستايت اوف كلايمت) وهو وثيقة تقع في 300 صفحة شارك في اعدادها 450 عالما من العالم باسره صورة قاتمة جدا للارض مع تقلص الجليد وانتشار الجفاف والفيضانات.
واشار العلماء الى ان "مؤشرات عدة مثل الحرارة على اليابسة وعلى سطح المحيطات ومستوى ارتفاع مياه البحر وانبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة حطمت المستويات القياسية التي سجلت العام الماضي فقط".
وقال توماس كارل مدير الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا) "تقرير العام 2015 يظهر بوضوح ان حرارة الارض ترتفع وان كل الاعراض المرتبطة به تتفاقم هي ايضا".
وهذا التطور سيتأكد خلال السنة الحالية ايضا اذ ان الاشهر الستة الاولى من العام 2016 كانت الاكثر دفئا في العالم باشواط على ما اظهرت الارقام الاخيرة لخبراء المناخ في وكالة الفضاء الاميركية (ناسا).
واضاف الخبراء ان ظاهرة "إل نينيو" المناخية التي كانت قوية جدا خلال العام 2015 "اججت" الميل الى الاحترار خلال العام الفائت.
واضاف هؤلاء "تحت تأثير +إل نينيو+ والميل الى الاحترار الطيول الامد، سجلت الارض مستويات قياسية من الحرارة خلال السنة الثانية على التوالي".
سلسلة من الارقام القياسية
فتركز ثلاثة من الغازات الرئيسية المسببة لمفعول الدفيئة اي ثاني اكسيد الكربون والميثان واكسيد النيتروجين، بلغ "قمما جديدة في العام 2015" على ما جاء في التقرير الذي يستند الى عشرات الالاف من البيانات المستقاة من قواعد معلومات مستقلة.
ففي هاواي وعلى بركان مونا لوا سجل تركز ثاني اكسيد الكربون معدلا سنويا "شهد اكبر ارتفاع منذ بدء التدوين في السجلات قبل 58 عاما".
وعلى صعيد الارض برمتها قارب ثاني اكسيد الكربون العتبة الرمزية البالغة 400 جزء من المليون (بي بي ام) في 2015 مسجلا 399,4 بي بي ام بارتفاع قدره 2,2 بي بي ام مقارنة بالعام 2014.
وتوقعت جيسيكا بلوندن من وكالة نوا ان "يتجاوز العام 2016 بسهولة هذا المستوى".
وبلغت مياه البحر اعلى مستويات لها مع زيادة قدرها 70 ميليمترا عن المعدل المسجل في العام 1993.
وهو يرتفع تدريجا عبر العالم مع ارتفاع بحوالى 3,3 ميليمترات في السنة على ما جاء في التقرير الا ان الارتفاع اسرع في بعض مناطق المحيطين الهادئ والهندي.
وقد تتسارع هذه الوتيرة في العقود المقبلة مع الذوبان التدريجي للمثلجات والغطاء الجليدي ما سيهدد حياة ملايين من سكان المناطق الساحلية.
وعرف العام 2015 موسم امطار اكثر غزارة من المعدل ما ادى الى تفاقم الفيضانات.
وسجلت مواسم جفاف قاسية ايضا شملت في العام 2015 ضعف المساحات في السنة السابقة (14 5 في مقابل 8 % العام 2014).
انتشار الطحالب
واستمرت الحرارة في الارتفاع في القطب الشمالي المنطقة الحساسة جدا على التغير المناخي.
وقال العلماء ان "الحرارة على سطح القطب الشمالي عادت الى المستويات المسجلة في عامي 2007 و2011 اي مستويات قياسية منذ بدء التدوين في مطلع القرن العشرين مع ارتفاع قدره 2,8 درجة مئوية منذ تلك الفترة".
وعلى العكس اتت درجات الحرارة ابرد في القطب الجنوبي.
وقد تواصل تراجع المثلجات في الجبال من النوع الالبي في كل انحاء العالم للسنة السادسة والثلاثين على التوالي.
وادى ارتفاع حرارة المياه الى تفاقم انتشار الطحالب التي طالت خلال الصيف الماضي منطقة كبيرة من شمال المحيط الهادئ تمتد من كاليفورنيا وصولا الى بريتش كولومبيا في كندا مع "تأثير كبير على الحياة البحرية والموارد الساحلية والسكان الذين يعتمدون على هذه الموارد".
وكان موسم الاعاصير في المحيط الاطلسي معتدلا جدا للسنة الثانية على التوالي بتأثير من "إل نينيو" ايضا مع ان عدد العواصف الاستوائية "كان اعلى من المعدل بشكل عام".