"ريو 2016 – الرماية": معركة ثلاثية بين الصينيين والكوريين والأميركيين وبصيص أمل لفرنسا والعرب
ريو دي جانيرو - أ ف ب
تبدأ السبت معركة ثلاثية من نوع جديد بين 3 قوى عظمى في مسابقة الرماية التي تتفوق فيها الصين وجارتها الأسيوية اللدودة كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، بينما لا تخلو المشاركة العربية من بصيص أمل.
وعلى غرار اولمبيادي بكين (2008) ولندن (2012)، من المتوقع أن يتقاسم الرماة الصينيون والكوريون الجنوبيون والأميركيون خلال 9 أيام معظم الألقاب (9 للرجال و6 للسيدات).
وستحاول الصين التي أحرزت 7 ميداليات في لندن منها ذهبيتان مقابل 3 لكل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، احتكار المركز الأول كأمة في ريو 2016.
وعلى الصعيد الفردي، يبحث الكوري الجنوبي جونغ-اوه جين المصنف أول في العالم وبطل الاولمبياد مرتين في المسدس 50 م، إحراز الذهبية الثالثة، وربما الذهبية الثانية في المسدس 10 م بعد تتويجه في لندن.
ووضع الأميركي فنسنت هانكوك نصب عينيه الهدف ذاته من خلال السعي إلى الذهبية الثالثة في السكيت (الرماية من بندقية الصيد على أطباق من القرميد)، والأمر ذاته بالنسبة إلى الصينية ونجون غوو في المسدس 10 م.
بدوره، سيسعى الأميركي ماتيو ايمونز بطل اولمبياد أثينا (2004) في رماية البندقية من 50 م من الوضع منبطحا، والحاصل على الفضية بعد 4 سنوات في بكين، العودة إلى الواجهة والبحث عن لقب جديد ضاع منه على مدى 12 عاما في المسابقة التي يحبها وهي رماية البندقية لمسافة 50 م من 3 أوضاع مختلفة (واقفا ومنبطحا وجاثيا).
وللمفارقة أن ايمونز كان في طليعة المتنافسين في أثينا قبل الطلقة الأخيرة التي أطلقها في دريئة جاره، ثم كرر السيناريو في بكين وانزلق إصبعه عن الزناد عندما أطلق الطلقة الأخيرة ونال 4.4 من 10 مفوتا مرة ثانية الفرصة في اعتلاء الدرجة الأولى من منصة التتويج.
وحصل ايمونز أخيرا على البرونزية في اولمبياد لندن، لكن طموحه في ريو دي جانيرو يتعدى ما حققه في الدورات الثلاث السابقة ويتركز على الذهب.
والغائب الأكبر عن ريو 2016 هو الألماني رالف شومان (54 عاما) الذي قرر الاعتزال وعدم المشاركة في الألعاب للمرة الثامنة على التوالي.
وأحرز شومان الميدالية الذهبية في المسدس 25 م 3 مرات في برشلونة (1992) وأتلانتا (1996) وأثينا (2004).
فرنسا واللقب الأول منذ 2000
تطمح فرنسا للعودة إلى سجل الفائزين بالذهب بعد غياب استمر 16 عاما وتحديدا عندما أحرز فرانك دومولان ذهبية في منافسات المسدس في اولمبياد سيدني 2000.
وتعد فرنسا أول دولة بدأت ممارسة الرماية في العام 1410 قبل أن تنتقل بعد نحو 3 قرون إلى الولايات المتحدة والتسديد على الأهداف العام 1710، ثم إلى انجلترا مع استخدام طائر الحمام الحي في 1814، والاصطناعي في 1880.
ويمثل فرنسا التي أحرز رماتها ميداليات اولمبية خلال فترة القحط الطويلة لكنها لم تكن ذهبية، الشاب جان كيكامبوا (19 عاما) الفائز في نهائي كأس العالم أواخر 2015.
وعلى رغم صغر سنه، يملك كيكامبوا سجلا جيدا يحتوي على لقبين، الأول على صعيد أوروبا، والثاني في بطولة العالم للشباب وطلاب الجامعات، ويملك أيضا فرصة طبية لان يكون بين الكبار.
وتشارك فرنسا بعدة رماة بينهم انطوني تيراس، وصيف بطل العالم عامي 2014 و2015 في السكيت والحاصل على البرونزية الاولمبية في بكين 2008.
وتملك سيلين غوبرفيل، بطلة أوروبا عامي 2011 و2013، فرصة المنافسة على الذهب أيضا.
بصيص أمل عربي
لا تخلو المشاركة من بصيص أمل التي ظهرت في الألعاب الاولمبية الحديثة عام 1896 ولم تغب إلا عامي 1904 في سانت لويس بالولايات المتحدة و1928 في أمستردام الهولندية.
وشاركت السيدات في الرماية لأول مرة لكن مع الرجال عام 1968، ولم تخصص لهن منافسات مستقلة لها ألقابها إلا اعتبارا من 1984.
وتعتبر الإمارات في واجهة المشاركة العربية، وهي تهدف لتكرار انجاز الشيخ احمد بن حشر أل مكتوم قبل 12 عاما عندما أهدى بلاده ذهبية تاريخية، والرهان على الثلاثي سعيد بن مكتوم آل مكتوم وخالد الكعبي وسيف بن فطيس.
ويعد بن فطيس أبرز المرشحين لنيل ميدالية لا سيما انه أحرز في 29 أبريل/ نيسان 2015 ذهبية السكيت في بطولة العالم للرماية في قبرص، ثم لقب بطل آسيا في فبراير/شباط الماضي في الهند.
ولا يمكن إغفال حظوظ المخضرم الشيخ سعيد بن مكتوم في "السكيت" أيضا من واقع خبرته السابقة إذ يشارك في الأولمبياد ودون انقطاع منذ دورة سيدني 2000.
من جهته، يشارك خالد الكعبي في الحفرة المزدوجة "دابل تراب"، وهو يعد من الوجوه الشابة التي يراهن عليها كثيرا في المستقبل.
وتعول قطر على محتكر بطولة الشرق الأوسط للرالي ناصر العطية صاحب برونزية السكيت في اولمبياد لندن. ويشارك معه مواطنه راشد العذبة الطامح إلى تدوين اسمه مستقبلا في السجلات الاولمبية.
وتعتبر اللبنانية راي باسيل المصنفة أولى في العالم وافرة الحظ في تحقيق انجاز لبلدها استنادا إلى نتائجها القوية في غالبية مشاركاتها الخارجية.
وأحرزت لقب بطلة آسيا في الكويت قبل أن تشطب نتائجها لاحقا بسبب تعليق أنشطة الرياضة الكويتية من قبل اللجنة الاولمبية الدولية، كما حققت انجازا جديدا بفوزها في دورة قبرص الدولية في الرماية من الحفرة الاولمبية "تراب"، وحققت المركز الثاني في بطولة العالم في يونيو /حزيران في باكو.
ويحتفظ السعودي عطا الله العنزي صاحب أول بطاقة تأهل في تاريخ الرماية السعودية، بفرصة ضئيلة في منافسات مسدس الهواء المضغوط 10 أمتار بعد أن حل ثانيا في البطولة الآسيوية المؤهلة إلى الأولمبياد التي أقيمت مؤخرا في نيودلهي.
وسجل العنزي مميز وحافل، فهو يحتل المركز الرابع على الصعيد العالمي، وقد حطم الرقم العربي (581 من 600) الذي ظل صامدا لمدة 22 عاما من خلال تحقيق 582 ثم 583 من أصل 600.
حكاية الديحاني
تشارك الكويت تحت العلم الاولمبي بستة رماة بعد إيقافها من قبل اللجنة الاولمبية الدولية لتعارض القوانين الرياضية المحلية مع الأنظمة والقواعد الدولية.
والرماة الستة هم فهيد الديحاني وسعود حبيب الكندري وعبدالله الطرقي وعبد الرحمن الفيحان وخالد المضف واحمد العفاسي.
ويعد المخضرم الديحاني الأكثر خبرة من زملائه، أحد المرشحين للمنافسة، وهو أكد في أكثر من مناسبة منذ 4 سنوات أنه يضع نصب عينيه إحراز الميدالية الذهبية في أولمبياد 2016 وتعويض ما حدث له في أولمبياد لندن.
وبسبب انكسار سلاحه، اضطر الديحاني إلى استعارة بندقية القطري راشد العذبة بسبب عدم امتلاكه بندقية إضافية، الأمر الذي تسبب في خسارته 4 أطباق في الجولتين الثالثة والأخيرة، وبالتالي إحراز المركز الثالث ودخول جولة تمايز مع الروسي فازلي موسين، تمكن على أثرها من انتزاع الميدالية البرونزية.
وقال في هذا الصدد: "أعتقد بأن حصولي على ميدالية في أولمبياد لندن كان إنجازا في ضوء ما تعرضت له. الجميع كان يعرف أن فهيد الديحاني سيفوز بميداليتين ذهبيتين لولا انكسار سلاحه. كنت في حاجة إلى طبق واحد لتحقيق ميدالية ملونة، وطبقين لتحقيق ميدالية ذهبية".
وعن طموحاته، أكد الديحاني "الهدف يتمثل في تحقيق الذهب. أنا أضع الذهبية نصب عيني، لكن في الوقت نفسه أنا راض بما سيكون مكتوبا لي".
وعلى الرغم من الإيقاف الذي تعيشه الرياضة الكويتية، يبدو الرماة المتأهلون إلى الأولمبياد عاقدي العزم على تحقيق الانجاز وقد استعدوا للحدث الكبير في معسكر أقيم في إيطاليا.