ناخبو جنوب إفريقيا يصوتون في انتخابات تشكل اختباراً حاسماً للحزب الحاكم
كيب تاون - د ب أ
أدلى رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما بصوته في الانتخابات المحلية اليوم الأربعاء (3 أغسطس/ آب 2016) حيث يواجه حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" الحاكم خسائر محتملة في العديد من المدن الرئيسية.
وبعد سيطرته على السلطة لعقدين من الزمن، يواجه حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" منافسة شرسة لأول مرة من حزبي المعارضة "التحالف الديمقراطي" و"مقاتلي الحرية الاقتصادية" اليسارى المتطرف .
وطبقا لاستطلاعات الرأي، يمكن أن يفقد "المؤتمر الوطني الأفريقي" -وهو حركة التحرير التي قادت الدولة للخروج من 46 عاما من الفصل العنصري في عام 1994 بزعامة مانديلا- الأغلبية التي يتمتع بها في عدد من المدن الرئيسية، بما فيها العاصمة بريتوريا والحاضرة الاقتصادية جوهانسبرج ومعقل صناعة السيارات بورت إليزابيث.
وأدلى زوما بصوته في مسقط رأسه، بلدة نكاندلا شرقي البلاد، بعد الانتظار في الطابور مثل باقي الناخبين أمام مركز الاقتراع، وتجاذب أطراف الحديث مع عدد من السكان.
وقال زوما لصحيفة "ذا تايمز" المحلية "شعرت بالراحة لوجودي بين الناس الذين أعرفهم جيدا.. أنا مواطن في المقام الأول، والرئاسة تأتي بعد ذلك".
وانتقد الكثير من مواطني جنوب أفريقيا المؤتمر الوطني الأفريقي بسبب النمو الاقتصادي البطيء وارتفاع معدل البطالة وتفشي الفساد والمحسوبية وعدم توافر الوحدات السكنية وتداعي نظم التعليم والصحة. وتنظم احتجاجات بشكل مستمر على سوء الخدمات في مدن الصفيح في جميع أنحاء البلاد، و قد تحولت بعض هذه الاحتجاجات إلى أعمال عنف.
وقالت ويني ماديكيزيلا مانديلا، زوجة مانديلا السابقة، والتي صوتت في بلدة سويتو، واحدة من أكبر البلدات في جنوب أفريقيا، انها لا تمانع من يفوز في الانتخابات، طالما أهل الحكم يقومون بكل ما في وسعهم لتحسين اوضاع البلاد.
وقد ظلت شعبية حزب المؤتمر الوطني الافريقي تتراجع ولكن بشكل ثابت. وحصل الحزب على نسبة 62 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الوطنية عام 2014، مقابل ما يقرب من 66 بالمئة في عام .2009
وتضم جنوب أفريقيا 259 بلدية من بينها ثماني مدن كبرى. وتخضع واحدة فقط من هذه المدن الكبرى ،وهي كيب تاون، حاليا لإدارة التحالف الديمقراطي المعارض. بينما يسيطر الحزب الحاكم على باقي المدن السبعة الكبرى .
وفي معظم مناطق جنوب أفريقيا، بدأ التصويت دون مخالفات، ولكن الناخبين انتظروا بصبر في طوابير طويلة أمام معظم مراكز الاقتراع.
ويتمتع حوالى 3ر26 مليون شخص بالحق في الإدلاء بأصواتهم في 22600 مركز اقتراع في جنوب أفريقيا، وذلك من إجمالي عدد السكان البالغ 53 مليون نسمة.
وقال يوليوس ماليما، السياسي المعارض، للصحفيين بعد أن أدلى بصوته في مسقط رأسه ببلدة سيشيجو الشمالية الشرقية"لقد خضنا معركة جيدة. وتنتهي هنا. الأمر الآن يعود إلى أبناء جنوب افريقيا".
وأدلى مايمان مموسي زعيم حزب التحالف الديمقراطي بصوته في مدينة جوهانسبرج، العاصمة الاقتصادية للبلاد.
وقال رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة جلين ماشيني إن سوء الاحوال الجوية ادى إلى تأخر التصويت في نسبة محدودة من مراكز الاقتراع. وفي مقاطعة ايستيرن كيب، تطاير عدد من خيام الاقتراع بسبب شدة الرياح، بينما في مراكز اخرى، تسبب تساقط الثلوج في اعاقة عملية التصويت.
ولقى ثلاثة أشخاص حتفهم بعد ان انهاروا بسبب طول فترة انتظار الادلاء باصواتهم، حسبما افادت وسائل اعلام محلية. ويعتقد أن الوفيات وقعت نتيجة لأسباب طبيعية، إلا انه لم يتم الاعلان عن مزيد من التفاصيل.
ومن المتوقع أن يتم إعلان عن أولى النتائج غدا الخميس.