سرحان يستذكر "مرسح البحرين"... وحين كان سعر تذكرة السينما آنتين
الزنج - ولاء هاني
استذكر رائد المكتبات في البحرين منصور سرحان تاريخ السينما في البحرين، حين أُطلق عليها في بداياتها بـ"مرسح البحرين"، وحين كان سعر تذكرة دخولها لا يتجاوز آنتين آنذاك.
جاء ذلك خلال الأمسية الثقافية التي استضافتها اللجنة الثقافية بأسرة الأدباء والكتاب تحت عنوان: "تاريخ السينما في البحرين"، وذلك مساء يوم الأحد الماضي (31 يوليو/ تموز 2016)، في مقر أسرة الأدباء والكتاب.
وذكر سرحان في مستهل حديثه أن "البحرين هي من أوائل دول منطقة الخليج العربي التي أنشئت فيها دور السينما وكان لها دور ثقافي في توعية المجتمع، ويعود تاريخ المحاولات الأولى لفتح سينما في البحرين إلى مطلع عقد العشرينات، وكان ذلك في العام 1922على يد محمود الساعاتي الذي أنشأ أول دار عرض سينمائي".
وأضاف "كانت دار السينما عبارة عن برستج (بيت مصنوع من النخيل) بالمنامة، في موقع محاكم البحرين القديمة، وتعرض أفلام صامتة، وكانت تذاكر الدخول تباع بآنتين في ذلك الوقت، وكانت محط إعجاب الناس وتقبلهم للسينما على رغم بساطة المجتمع البحريني".
وتابع سرحان أن "السينما الفعلية بدأت في البحرين في العام 1938، وكانت هناك عوامل ساعدت على خلق أرضية للسينما، إذ أسهمت في تقبل المجتمع البسيط وجود السينما في البحرين، والتي تمثلت في التعليم النظامي ووجود الأندية والمسارح والمكتبات التجارية".
وبين أن "هذه العوامل دفعت ببعض الشباب البحرينيين، وهم: الشيخ علي بن عيسى آل خليفة، وعبدالله الزايد، وحسين يتيم إلى السعي لفتح دار سينما في البحرين، أطلقوا عليها اسم "مرسح البحرين" أو سينما الوطني أو الوطنية، كما عرفت فيما بعد، وكان موقعها هو الموقع الحالي نفسه لسينما الحمراء، وأول فيلم عرض فيها هو فيلم "وداد" من بطولة أم كلثوم".
وفي حديثه عن النجاحات التي حققتها السينما في البحرين، قال سرحان: "حققت السينما أرباحاً ونالت الشهرة في دول الخليج، إذ كان أمراء الخليج والشباب الخليجيون يأتون إليها، وما يؤكد الشهرة التي نالتها هو زيارة الملك عبدالعزيز آل سعود لها ومشاهدة أحد أفلامها في العام 1939".
وأشار إلى أنه في الأربعينات بدأت السينما في البحرين تتغير، فكان المركز البريطاني للاستعلامات في الحرب العالمية الثانية يعرض عن مجريات الحرب في بعض المدارس، وكان أكثر الحضور من الأطفال، فأَتتْهم فكرة عرض رسوم متحركة للأطفال والأخبار، ومن ثم ظهرت سينما الأهلي التي كان يطلق عليها سينما الزياني – آنذاك - وتخصصت بالأفلام التراثية مثل فيلم عنتر وعبلة.
وتطرق سرحان إلى سينما القصيبي في الخمسينات التي تم تغيير اسمها بعد بيعها لمستثمر كويتي إلى سينما اللؤلؤ، وفي الستينات ظهرت سينما الزبارة، وفي نهاية الستينات ظهرت أول سينما مكيفة، وهي سينما الحمراء، وتبعتها بعد ذلك في السبعينات سينما الأندلس.
وختم سرحان: "تعرضت دور السينما في البحرين للحريق ومن ثم تمت إعادة بنائها، ولم يكن الحريق متعمداً".