هجوم كبير لحركة طالبان على فندق يرتاده اجانب في كابول
كابول - أ ف ب
شن مسلحون من حركة طالبان اليوم الإثنين (1 اغسطس / آب 2016) هجوما بشاحنة مفخخة على فندق يرتاده اجانب في كابول، تلته مواجهات مع قوات الامن استمرت سبع ساعات في المدينة التي تشهد تدهورا في الوضع الامني.
ولم يصب اي من نزلاء او موظفي فندق "نورث غيت" في الهجوم. ومهد مسلح للهجوم عبر تفجير شاحنة مفخخة ليفتح الطريق امام مسلحين تمكنا من دخول حرم الفندق الخاضع لإجراءات امنية مشددة قرب مطار كابول.
وهز الانفجار العنيف العاصمة الافغانية وخلف حفرة موحلة كبيرة واكواما من الركام المتناثر في حرم الفندق الذي سبق ان تعرض لهجوم في يوليو/ تموز 2013.
وقال قائد شرطة كابول عبد الرحمن رحيمي ان "شاحنة مفخخة بالمتفجرات ضربت السور الخارجي للفندق". واضاف ان "شرطيا لقي حتفه واصيب ثلاثة آخرون بجروح، لكن ايا من موظفي الفندق او نزلائه لم يصب بأذى".
واعلن رحيمي انتهاء العمليات العسكرية ومقتل المهاجمين الثلاثة وبينهم سائق الشاحنة.
ويأتي الهجوم بعد تسعة ايام على اعلان تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن تفجيرين اوديا بحياة ثمانين شخصا في كابول وشكلا اعنف هجوم في العاصمة الافغانية منذ الاطاحة بنظام طالبان في 2001.
وفرضت القوات الخاصة الافغانية طوقا امنيا مشددا حول الفندق الذي يستخدمه المتعاقدون مع الجيش وغيرهم من الاجانب، فيما كان يسمع دوي انفجارات متقطعة واطلاق نار في المنطقة اثر الهجوم الذي بدأ حوالى الساعة 1,30 من الاثنين (21,00 ت غ) أمس الاحد.
ونقلت محطة التلفزيون المحلية "تولو" عن مصدر في الفندق القول ان جميع الموظفين والضيوف، وبينهم 11 اجنبيا على الاقل، احتموا في غرف آمنة خلال الليل.
واضاف ان قوات خاصة من حلف شمال الاطلسي اشرفت على اجراءات التحقق من انتهاء العملية في "نورث غيت" المنشأة الفخمة المحصنة بجدران مقاومة وابراج مراقبة وكلاب مدربة.
واهتزت النوافذ في ارجاء المدينة وتسبب الانفجار بقطع خط للكهرباء يزود نصف كابول، بحسب الشركة.
تدهور الوضع الامني - قال عبد المهيب احد سكان الحي لوكالة فرانس برس ان "الانفجار كان من القوة بحيث ان الجميع قفزوا من اسرتهم مذعورين". واضاف "الاولاد اصيبوا بالصدمة، غادرنا جميعا المنزل ونحن نصرخ فيما تحطمت نوافذنا".
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد ان مقاتلين مسلحين بقاذفات صواريخ وبنادق رشاشة اقتحموا حرم الفندق الذي يضم "غزاة اميركيين"، بعد انفجار الشاحنة المفخخة.
واضاف ان الهجوم يأتي انتقاما لمقتل زعيم طالبان السابق الملا اختر منصور في غارة بطائرة اميركية بدون طيار في باكستان في مايو/ ايار.
ويصعد المتمردون هجومهم الصيفي السنوي بعد تراجع لفترة وجيزة خلال شهر رمضان الذي انتهى مطلع يوليو/ تموز.
والهجوم السابق على الفندق نفذه ايضا عناصر من طالبان بشاحنة مفخخة تلاه مواجهات بالأسلحة. وقد قتل فيه تسعة اشخاص بينهم اربعة نيباليين.
والتفجير المزدوج الذي تبناه تنظيم داعش في 23 يوليو/ تموز استهدف حشدا من اقلية الهزارة كانوا يتظاهروا للمطالبة بتحويل خط كهرباء رئيسي ليمر في ولاية باميان، احدى اكثر المناطقة المحرومة في افغانستان.
الا ان مسئولين نفوا ان يكون ذلك الهجوم نقطة تحول بالنسبة لتنظيم داعش في افغانستان، وقالوا ان التنظيم يعاني من ضغوط شديدة في معاقله الشرقية بسبب الغارات الجوية الاميركية والهجوم البري الذي تشنه القوات الافغانية.
ومنذ ذلك التفجير تكثف القوات الافغانية بتغطية من طائرات اميركية، هجوما على جهاديي تنظيم داعش في معاقلهم بولاية ننغرهار شرق البلاد.
والهجمات الاخيرة في كابول تبرز تدهور الوضع الامني في افغانستان الذي أسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين، وذلك بعد انسحاب معظم القوات الاجنبية في 2014. ونجم عن تصاعد العنف سقوط عدد كبير من المدنيين.
واحصت الامم المتحدة "عددا قياسيا" من القتلى والجرحى في افغانستان في النصف الاول من العام 2016 بلغ 1601 قتيلا و3565 جريحا ثلثهم من الاطفال، اي بزيادة بنسبة 4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.