العدد 5077 بتاريخ 31-07-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط الرياضي اونلاين
شارك:


المياه الملوثة في ريو دي جانيرو تشكل تهديدا بيئيا للأولمبياد

ريو دي جانيرو - د ب أ

 

تفوح الرائحة الكريهة على الفور بمجرد أن يضع ماريو موسكاتيلي مجدافه في قاع واحدة من البحيرات حول ريو دي جانيرو، المدينة المستضيفة للأولمبياد الصيفي.

ويقول البرازيلي موسكاتيلي المتخصص في علم الأحياء مع تحرك زورقه المزود بمحرك صوب بحيرة تيجوكا، بالقرب من القرية الأولمبية في غرب مدينة تيجوكا التي تقع على مشارف ريو "المياه ملوثة تماما".

وأوضح موسكاتيلي أن بحيرة جاكاريباجوا، التي تقع على بعد مئات الأمتار من المواقع الأولمبية، ملوثة "بمياه الصرف الصحي والقمامة".

وتمتد المياه الملوثة إلى خليج جوانابارا، موقع استضافة منافسات الشراع الأولمبية التي تنطلق في الخامس من أغسطس/ آب الجاري.

ويمثل التلوث البيئي مشكلة طويلة المدى بالنسبة لريو، المدينة التي تعهدت ببيئة طبيعية مثالية بصفتها موقع استضافة الأحداث الرياضية العالمية، كما أن الجبال المحيطة والمساحات الخضراء بالمدينة التي تطل على المحيط الأطلسي، تجعل من المدينة البرازيلية واحدة من أروع المدن حول العالم.

إلا أن الصورة المثالية الموضوعة على البطاقات البريدية تتناقض مع صور آلاف الأسماك النافقة التي تطفو على سطح مياه خليج جوانابارا وبحيرة رودريجو فريتاس، التي تستضيف المنافسات الأولمبية.

كل أنواع الصرف الخام يمكن مشاهدتها في خلجان المدينة، إذ أشار موسكاتيلي إلى أريكة نصفها مغمور في مياه بحيرة تيجوكا، القريبة من حي ريو داس بيدراس الفقير.

وتعهدت البرازيل بتطهير 80 بالمئة من خليج جوانابارا ليصبح واحدا من المواقع المميزة لدورة الألعاب الأولمبية عندما فازت ريو بحق استضافة الأولمبياد.

وقال موسكاتيلي (52 عاما) لصحيفة "او جلوبو": "لقد كانت الأشد أثما من بين جميع الوعود الكاذبة".

وقدر موسكاتيلي حجم المياه الملوثة التي تتدفق من المناطق المحيطة بريو، والتي يسكنها نحو 6.5 مليون شخص، إلى الخليج كل يوم بما يبلغ نحو 93 حمام سباحة أولمبيا تملؤها مياه الصرف الصحي، وأن 50 بالمئة فقط من هذه المياه يتم علاجها.

ويحتج موسكاتيلي على الوعود الفاشلة لتطهير مياه ريو منذ أكثر من 20 عاما.

وأكد موسكاتيلي: "السلطات تعهدت بأنها ستكون واحدة من نماذج الإرث البيئي".

وقد أثارت الممرات المائية الملوثة مشاعر القلق لدى الرياضيين المشاركين في الأولمبياد.

وقال البحار الألماني فرديناند جيرز بشأن مواجهة مخاطر التلوث: "نحن نتناول المكملات الغذائية ونأخذ اللقاح، وسنقوم بالاستحمام على متن القوارب".

وعانى البحار الألماني ايريك هيل من "جرثومة مارسا" وهي بكتريا تأكل الجلد، في قدمه وفخذه بعد زيارته للبرازيل في العام الماضي، إذ وصف الأطباء مشاركته في اختبارات الأداء في خليج جوانبارا، بأنها جريمة.

وأكد موسكاتيلي أنه ينبغي تطعيم جميع الرياضيين ضد التهاب الكبد الوبائي "فيروس ايه" وتوخي الحذر من الإصابة بعدوى أخرى مثل التهاب المعدة والأمعاء والتهاب الملتحمة.

ولكن تجنب المشاكل الصحية في ريو بات مسئولية الرياضيين أنفسهم بعد فشل الدولة المضيفة في الوفاء بوعودها المتعلقة بالبيئة.

كما أن خليج جوانبارا لديه نظام محدود لإبقاء مياه الصرف الصحي بعيدا عن مارينا دي جلوريا، وهي نقطة انطلاق منافسات الشراع الأولمبية.

وفي كل يوم من أيام الدورة الأولمبية ستحلق مروحية لمراقبة محاولات 12 قاربا بيئيا لانتشال أكبر حجم ممكن من القمامة من المياه.

ولم يتوقف الدعم الدولي عن الدولة المستضيفة للأولمبياد، إذ وافق البنك الأميركي للتنمية في 2011 على قرض للبرازيل بقيمة 450 مليون دولار لتطهير الخليج من أجل الدورة الأولمبية.

ويرى موسكاتيلي أن نجاح منافسات الألعاب المائية في الأولمبياد يعتمد على حالة الجو.

وقال موسكاتيلي: "إذا كان المد عاليا، والشمس مشرقة ستسير الأمور بشكل جيد لأن مياه الصرف الصحي سترقد في قاع" بحيرة تيجوكا.

ولكن موسكاتيلي حذر من أن الأمور قد تتحول إلى الأسوأ "إذا كان هناك رياح وأمطار" حيث ستتحرك حينها النفايات.



أضف تعليق