"أم" تحبس أبناءها وتمنع عنهم الطعام بمنزل غرب السعودية
الوسط - المحرر الدولي
قالت صحيفة سبق الإلكترونية اليوم الجمعة (29 يوليو / تموز 2016) أن إحدى الأمهات في محافظة خيبر بالمدينة المنورة غرب المملكة العربية السعودية حبست أبناءها في غرفة، ومنعت عنهم التغذية المناسبة؛ ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية، حتى برزت عظامهم، والأب المريض بالسكر عاجز عن حمايتهم، وتنسيق تم اليوم مع المحافظة والشئون الصحية والشرطة لنقل الأبناء المعنفين، لحمايتهم.
وتفصيلاً: تحقق هيئة التحقيق والادعاء العام بالمدينة المنورة في قضية تعنيف وسوء معاملة أم لأبنائها بحبسهم في غرفة في سطح منزلهم في محافظة خيبر، ومنعهم من التغذية المناسبة؛ ما سبب لهم تدهور حالتهم الصحية ظهرت فيها أضلع أجسادهم من الجوع، فضلاً عما لحق بهم من تدهور وضعهم النفسي بعد أن استمر تعنيفهم لأكثر من عام ونصف، في الوقت الذي يعاني فيه الأب من مرض السكر أدى لبتر إحدى قدميه جعلته عاجزًا عن تقديم أي مساعدة لأبنائه.
وكشف والد الأبناء المعنفين لـ"سبق" أنَّ أحد أبنائه المعنفين، بنت تبلغ من العمر 20 عامًا تقدمت في فترة سابقة للجهات المختصة ببلاغ ضد ممارسة والدتها، إلا أنَّهم اكتفوا بأخذ تعهدات خطية لم تلتزم الأم بها، مبينًا أنَّه تقدَّم أيضًا بشكوى للجهات الأمنية العام الماضي، وتم أخذ التعهدات على الأم، ولكن حين راجع الجهات الأمنية بعد إجراء العملية تبين له أن المعاملة حفظت.
وقال الأب: "كان التعنيف على بنت لي أخرى أيضًا تبلغ من العمر 14 عامًا، وابن يبلغ من العمر 12 عامًا؛ حيث مارست زوجتي- وهي والدتهم- شتى أنواع العنف من تجويع وضرب مبرح وسجنهم في غرفة في سطح المنزل؛ ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية".
وأضاف: "سوء المعاملة لم يكن جديداً، بل كانت تسيء معاملتهم في السابق؛ الأمر الذي دفعني لنقل أبنائي إلى عمهم في منطقة تبوك، وبعد سنوات طلبت مني أن أعود بهم، ووافقت؛ على أن تحسن معاملتهم، وفي أثناء ذلك تعرضت للمرض وتبعاته من بتر ساقي، وقد لاحظت على أحد أبنائي أنَّ والدته تضربه، وأن هيئته متغيرة".
وتابع: "إذا قدمت لهم الغداء لا تقدِّم لهم العشاء، وإذا قدمت لهم العشاء لا تقدِّم لهم الفطور والغداء، وقد نصحتها مرارًا وتكرارًا أنَّ العنف ليس حلاً لتربية الأبناء، إلا أنَّها لم تنصع لما أقول، ولا أعرف سبب عنفها أو عزل أبنائي"، مطالبًا الوقوف مع أبنائه، واصفًا وضعهم بغير المريح.
من جهة أخرى، قال محافظ محافظة خيبر بدر المطيري لـ"سبق": "تم التحقيق مع الأم في هيئة التحقيق والادعاء العام، وأخلي سبيلها أمس، ولا تزال التحقيقات جارية"، مبينًا أنَّ التحقيقات أكدت أنَّه لا يوجد عنف جسدي بالضرب، وإنما سوء معاملة، وعدم رعاية، مشيرًا إلى أنَّ القضية لها خلفيات سابقة منذ عام ونصف، وقد حضرت هيئة حقوق الإنسان وحققت في الأمر، وأخذت التعهدات اللازمة بحسن الرعاية والاهتمام، مبيناً أنَّه منذ وصول الشكوى أمس، تولت الجهات المعنية بمتابعة أوضاعهم سواء الصحية أو الاجتماعية.
وأكد مدير عام فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالمدينة المنورة "علي الغامدي" لـ"سبق" أنَّ تنسيقًا تم مع المحافظة والشؤون الصحية والشرطة اليوم لنقل الأبناء المعنفين للمدينة المنورة، وهم في طريقهم الآن، مبينًا أنَّه تم تشكيل فريق طبي وتأهيل لاستقبالهم لمتابعة حالتهم الصحية، وسيتم تقديم أقصى درجات الرعاية لهم، فيما حاولت "سبق" التواصل مع الأم أكثر من مرَّة، إلا أنَّه لم يتسنَّ لها؛ حيث تم الاعتذار بأنَّها نائمة.
وأفاد المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أبا الخيل لـ"سبق" أنَّه "تم نقل الطفل من خيبر إلى المدينة المنورة لتلقي العلاج".
وأضاف: "يوضح التقرير الأولي أنَّ الطفل تعرض لعنف، وسيتم دراسة حالته الاجتماعية، وعلى ضوئها يتم اتخاذ الإجراءات التي تكفل سلامته". مشيراً إلى أنَّ الطفل اسمه "عبدالغني" وعمره 13 سنة، ونوع العنف الذي تعرض له حبس في المنزل".