الجيش السوري يحكم حصار حلب ويقول إنه وفر ممرات آمنة لخروج المدنيين
بيروت - رويترز
أحكمت قوات موالية للحكومة السورية قبضتها اليوم الخميس (28 يوليو/ تموز 2016) حول مدينة حلب المحاصرة وقال محافظ المدينة إن ممرات آمنة فتحت لخروج المدنيين من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
ولا يزال نحو ربع مليون مدني يعيشون في أحياء بشرق حلب يسيطر عليها المعارضون أي أنهم عمليا تحت الحصار منذ أن قطع الجيش والقوات المتحالفة معه الطريق الأخير المؤدي إلى تلك الأحياء في أوائل يوليو تموز الجاري.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن محافظ حلب قوله إن ثلاثة معابر إنسانية فتحت للسماح للمدنيين بمغادرة المدينة كما عرض الرئيس السوري بشار الأسد عفوا عن المعارضين الذين يسلمون أنفسهم خلال ثلاثة أشهر.
وقالت روسيا حليفة الأسد إن معبرا رابعا سيفتح لمن يستسلم من المعارضة المسلحة قرب طريق الكاستيلو الذي استعاد الجيش السيطرة عليه في الآونة الأخيرة.
وأظهرت صور لما بدا أنه أحد المنشورات خريطة لحلب تحمل عنوان "معابر الخروج الآمن من مدينة حلب" وعليها أربع نقاط خروج من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة سميت ممرات إنسانية.
وقال الجيش السوري أمس الأربعاء إن طائراته ألقت آلاف المنشورات على أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة طالب فيها المدنيين بالتعاون معه في حين دعا المقاتلين إلى الاستسلام.
لكن اثنين من عناصر المعارضة المسلحة وعمال إغاثة تم الاتصال بهم في مناطق محاصرة من حلب قالوا إن الجيش أطلق النار على مدنيين في منطقة صلاح الدين وبها أحد المعابر المحددة.
وقال طبيب يعمل لدى منظمة طبية تنشط في حلب أيضا إن الجيش أطلق نيران مدفعية على عائلات تجمعت قرب ممر إنساني آخر في حي بستان القصر الذي يسيطر عليه المعارضون.
وقال هائل عاصي رئيس الهلال الأحمر السوري في مناطق سيطرة المعارضة إن العائلات لم تتمكن حتى الآن من المغادرة إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة من خلال أي من المعابر بسبب استهدافهم بنيران قناصة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن طائرات هليكوبتر حلقت فوق مناطق تسيطر عليها المعارضة وأسقطت حفاضات أطفال ووجبات غذائية تحمل عبارات باللغة الروسية.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في تصريحات بثها التلفزيون "بالنيابة عن رئيس روسيا الاتحادية نبدأ اليوم عملية إنسانية على نطاق كبير بالاشتراك مع الحكومة السورية لمساعدة المدنيين في حلب."
ومنذ صيف عام 2012 قسمت حلب - كبرى المدن السورية قبل بدء الصراع المستمر منذ خمسة أعوام - بين قوات الحكومة والمعارضة. وربما تمثل استعادة السيطرة على المدينة أكبر نصر يحرزه الأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد.
واستعاد الجيش مدعوما بقوات متحالفة معه وضربات جوية من طائرات سورية وروسية مزيدا من المناطق الواقعة على الحافة الشمالية من المدينة حول طريق الكاستيلو المؤدي إلى خارج حلب وشمالا باتجاه تركيا.
وقال التلفزيون السوري إن الجيش أحرز تقدما في حي بني زيد الواقع على الجزء الجنوبي لطريق الكاستيلو. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الموالية للحكومة سيطرت تماما على هذا الحي.
وأكد مصدر تابع للمعارضة تقدم الجيش. وقال إن القوات الكردية الموجودة في حي الشيخ مقصود القريب استغلت القتال لإحراز تقدم داخل مجمع سكني في بني زيد.
وقال زكريا ملاحفجي من جماعة (فاستقم) التي تتخذ من حلب مقرا لها لرويترز إن هناك انسحابا للمعارضة لكن لم يستسلم أحد.