بالفيديو... ماهي حكاية "الدولاب" في البحرين؟
باربار- ( تقرير خاص)- زهرة مكي
يسعى أهل البحرين قديما بالعمل في الأراضي الزراعية منذ ساعات الفجر الأولى، وحتى مغيب الشمس مقابل (آنات) قليلة وبضع (فردات) من التمر.لكن مع متغيرات وحاجات العصر قل وجود الزراعة بشكل عام ووجود البستان، ما يعرف بالدارجة البحرينية ب " الدولاب" في حياة المواطن البحريني من باربار وسترة والدير وصولا الى قرى المنطقة الغربية التي مازالت تحافظ بعضها على طابعها مثل المالكية.
" الوسط " جالت بساتين قرية باربار ( شمال غرب البحرين) فجر الثلثاء وتجولت بين اشجار اللوز والرمان والمانجو تتخللها اشجار النخيل الباسقة التي تتدلى منها عناقيد من البلح ( الرطب البحريني) بشتى ألوانه وأنواعه في موسم حصاده الحالي مع اشتداد درجات الحرارة وارتفاع نسب الرطوبة.
وفي باربار روى لنا الحاج محمد علي ، الطاعن في السن معلقا بلجهته أهل باربار البحرانية :"كانت البحرين مليئة بما يسمى بـ"الساب" وهو ممر ضيق يوجد بين المساحات والأراضي الزراعية يمتد فيه الماء بري المزروعات".
واضاف " يمتد بين القرى إلى ما بين المزارع والمساجد، وصولا إلى العيون العديدة التي كانت في البحرين". موضحا " جميع العيون اندثرت الآن، ويرتفع فيها الماء عن مستوى الأرض و نقوم بوضع "جزن" ( الحجر) وثم السباحة واللعب فيه ومعظمها الآن إندثر و أصبحت "هوية" ( مرتفع) و طرق"
" الساقية"
وتختلف أنواع سقي الأراضي الزراعية في البحرين إختلافا لنوعها، فهناك مساحات مختلفة وقليلة القيمة الزراعية، تتداخل بين قطع وبساتين كبيرة تترك عادة دون زراعة، لأنها تقع ضمن ممتلكات الخاصة. وتروى عن طريق "الساقية" أي القنوات المائية العميقة بنقل المياه من أقرب الينابيع العذبة ويتم تقسيم وقت العين اللازم لري أرض معينة لإشتراك عدد من الأراضي في عين واحدة.
تقول الحاجة آمنة " كانت "السيبان" ( جمع قناة الماء بالدارجة البحرينية ) و العيون من الأدوات الترفيهية قديما، إذ نقوم باللعب بمياهها الباردة التي كانت تصب بشكل جميل، مع ترديد بعض الأغاني و الأهازيج الشعبية. و يتم المناوبة في إستخدام "الساب" الموجود ب "الدولاب" القريب منا فما إن ينتهي الرجال من السباحة فيها حتى نقوم بإستخدامها لغسل الصحون والأطعمة، وإذا استهوتنا المياه قمنا بالسباحة فيها أيضا".
النخيل الباسقة
يعد النخل من أكثر الأنواع إنتشارا في الأراضي الزراعية في البحرين، و تكون أشبه باللوحة الفنية عليها، إذ تتفوق على الأنواع الأخرى من الأشجار في البساتين البحرينية ، ويوجد هناك نوعان من النخيل أحدهما يسمى بالسيح و الآخر بالغرافة، وسمي بذلك نظرا لطريقة الري الي يسقى منها بحسب ماذكر موقع "سنوات الجريش" البحريني المعروف. فالأول يتم ريه من خلال "السيبان" (القنوات المائية)، ويستخدم في النوع الثاني الغرافة لسقيها.
تحول المزارع و العيون إلى مقابر
البدايات كانت بسيطة جدا كما علق الحاج محمد علي موضحا بأنه بمجرد أن يقوم أحد بزراعة مساحة معينة يبدأ باستملاكها ومن ثم يقوم بإعطاءها إسما أو لقبا مبينا المالك لها .
وهوما سعى اليه جد الحاج البرباري وهو مسترسلا في كلامه " كان جدي قديما يملك أرضا زراعية يقوم بحرثها والعمل عليها وقد وهبها للمسلمين في ذلك الوقت، فتم بناء حوزة دينية، اندثرت ولكن بقي أساسها للآن، و دفن فيها عدد من العلماء و كبار الدين إلى أن أصبحت الآن مقبرة للعامة من أهل القرية".
وتعد قرية باربار احد القرى القلائل في المحافظة الشمالية التي مازالت تحظى ببعض المساحات الخضراء و " الدولاب" الذي بحد ذاته اصبح امرا قلما وجد في كل قرية بحرينية لاكثر من سبب وعامل أهمها جفاف العيون العذبة وتراكم الاوساخ وتقلص المزارع مع استمرار الزحف العمراني.