وزارة الخارجية السعودية تؤكد أن أنور عشقي لا يمثلها ولا يعكس نظر حكومتها
الوسط - المحرر السياسي
فيما سعى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية أنور عشقي إلى تبرير زيارته الأراضي المحتلة، تمسكت وزارة الخارجية السعودية ببيانها السابق المتضمن أن أشخاصاً من بينهم أنور عشقي لا يمثلونها ولا علاقة لهم بأية جهة حكومية ولا يعكسون نظر حكومة السعودية، وأن آراءهم تعبر عن وجهات نظرهم الشخصية، ورداً على سؤال لـ«الحياة» حول زيارة عشقي الأخيرة إلى الأراضي المحتلة التي أثارت جدلاً واسعاً اكتفى المصدر بالإشارة إلى نص البيان السابق، حسبما نقلت صحيفة "الحياة".
فيما أشار مصدر في وزارة الداخلية السعودية إلى تنظيمات وثائق سفر السعوديين المعلنة والتي تحظر السفر إلى 4 دول هي إسرائيل وتايلاند والعراق وإيران - انضمت أخيراً للقائمة - ويُعاقب المخالفين لتعليمات زيارة الدول المحظورة بالمنع من السفر خارج المملكة مدة تصل إلى ثلاثة أعوام، أو غرامة مالية لا تتجاوز 5 آلاف ريال، أو بكلتيهما.
وكتب عشقي على صحفته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» رداً على منتقديه: «زرت فلسطين بدعوة كريمة من السلطة فوجدتها محاصرة من الأعداء الذين ضيقوا على أهلها والأصدقاء الذين امتنعوا عن زيارتهم».
وكانت مواقع التواصل شهدت جدلاً محتدماً؛ إثر زيارة المحلل السياسي السعودي أنور عشقي؛ لفلسطين، وما نشرته الصحافة الإسرائيلية من معلومات حول زيارته وما تبعها من ردود فعل واسعة بين النشطاء، وفق ما أفادت به صحيفة «سبق».
ونفى عشقي، وهو في طريقة عودته إلى جدة، أن تكون هذه الزيارة لإسرائيل كما يُروّج لها، مؤكداً أنها جاءت بمبادرة فلسطينية للوقوف على أوضاع المعتقلين الفلسطينيين ومواساة أسر الشهداء.
وقال في تصريحات لـ «سبق»: «مَن يكتبون بعض الكلام عليهم التأكد، فأنا لم أقم بزيارة إسرائيل، بل ذهبت لرام الله بدعوة من الفلسطينيين، واجتمعنا مع أسر الشهداء وواسيناهم، وحضرنا زفاف ابن مروان البرغوثي؛ أحد المعتقلين ورمز القضية الفلسطينية».
وأضاف: «الإسرائيليون كتبوا أني زرت إسرائيل؛ لأنهم يعتبرون القدس إسرائيلية، ونحن نعتبرها فلسطينية، ونعتبرها قضية إسلامية وعربية بناءً على مبادرة السلام التي وضعها الملك عبدالله، رحمه الله».
وبسؤاله عمّا يُثار في «تويتر»، قال: «يجب أن يأخذوا المعلومات من مصدرها، وهل مَن زار الإخوة الفلسطينيين وقال نحن معكم يقولون عنه خائن، وهل يعد مَن زارهم ونشر الفرح بينهم كذلك خائناً».
واستدرك أن «المرة الأولى صليت بالمسلمين في بيت المقدس صلاة المغرب، وهذه المرة صليت بهم إماماً في مسجد عمر بن الخطاب، الذي يقع في المهد ببيت لحم، وكل الهدف نصرة القضية الفلسطينية». وأوضح «لم نذهب ضمن وفد رسمي؛ بل ذهبنا كزيارة لمركزنا؛ مركز الدراسات والبحوث، ولم يكن الوفد رسمياً؛ بل هي مبادرة ذاتية، ومركزنا مستقل وغير حكومي وأنا متقاعد ومفكّر فقط».
واختتم: «نحن دورنا أن نهتم بقضايانا وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وإذا جلسنا في مكاتبنا وتحت المكيفات فلن نعرف العالم كيف يتحرّك، ونحن زرنا الفلسطينيين، ولكن ينقصهم الدعم المعنوي، أما أن نواسيهم بالكلام فهذا غير مقبول».
وكان مصدرٌ مسئولٌ بوزارة الخارجية، قد أكّد قبل فترة أن كلاً من جمال خاشقجي ونواف عبيد وأنور عشقي، ليس لهم علاقة بأيّ جهة حكومية، ولا يعكسون وجهة نظر حكومة المملكة العربية السعودية، وأن آراءهم تعبّر عن وجهات نظرهم الشخصية.
هذا، وطالب مغردون من خلال هاشتاق أنشأوه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، محاسبة أنور عشقي على هذه الزيارة والتي تخالف الأعراف والقوانين.
وبهذا السياق، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي إن أنور عشقي، التقى بالمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية «دوري غولد» وأعضاء من الكنيست المعارضين. وتشير «هآرتس» بأن الزيارة غير رسمية ولا دخل للحكومة السعودية بها، وتوجه عشقي من تل أبيب إلى رام الله والتقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد من المسئولين الفلسطينيين.
وتؤكد الصحيفة أن عشقي التقى مسئوليين إسرائيليين اثنين هما «غولد» و»مردخاي» في أحد فنادق القدس وليس في المؤسسات الحكومية.
يذكر أن الكيان الصهيوني من ضمن الدول التي يمنع سفر السعوديين لها.
إلى ذلك، قال الصحافي والإعلامي السعودي، جمال خاشقجي في حسابه على «تويتر» السبت (23 يوليو/ تموز 2016) بخصوص زيارة رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية أنور عشقي إلى إسرائيل بقوله «باستثناء من هو بالحكومة، فجميعنا لا نمثل وجهة نظرها الرسمية ونعبر عن أرائنا الخاصة، ولكن لا يعني هذا مخالفة نظام الدولة».