العدد 5072 بتاريخ 26-07-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةثقافة
شارك:


قصة قصيرة... رسالة خاصة

قصة قصيرة - علي شهرام محمد

لم يكن يعلم أن القدر كان يخبئ له الكثير، ذاك الذي كان على حافة الإنهيار، تقلّبه الهواجس من كل صوب، يسترجع الذكريات التي عاش معها، حلوها ومرها، يتكئ في زاوية غرفته كل يوم وكأنه ينتظر الموت، يسهر الليل كشيخ أرهقه المرض، كان يذهب كل صباح إلى عمله وهو في حالة يرثى لها ويعود إلى تلك الغرفة مرة أخرى.

"الهجر من بعد الوصال قطيعةٌ، يا ليت من قبل الوصال تركتني" هكذا كان يتمتم مع نفسه، ويقسم أنه لن يخوض هذه التجربة مرة أخرى، كره جميع النساء بسببها، بعد 10 سنوات من حياة غزلية عاشها مثل امرؤ القيس وعنترة وغيرهم من شعراء الحب، لم يكن يتوقع هذا الخذلان منها، بعد أن كان متيقناً بأنها هي التي ستعيش معه للأبد، ولم يجعل في الحسبان كيد النساء وغدرهن.

"يجب ألَّا تدمرك امرأة، أنت أقوى من ذلك" بهذه الكلمات تمكن صديقه أخيراً من إقناعه بالخروج واستنشاق الحياة قليلاً، البحر هو الملاذ الوحيد لمنهك مثله، وهو جالس على الشاطئ يرمي الحصى إلى أبعد مدى وكأنه يريد أن يرمي جميع مابداخله في البحر، لعل وعسى أن يداوي بعض الندوب، تلقى رسالة خاصة على "الإنستقرام" من حساب مجهول، مجمل الرسالة تقول: أنت لا تستحق كل هذا، أنت تستحق الأفضل" 

دون أن ينطق بكلمة، أو يرد بحرف، أعطى الهاتف لصديقه ليقرأ الرسالة، تبادلا النظرات، وكأن كلا منهما يدرك ما يجول بخاطر الآخر، عمّ الصمت للحظة بينهما، أخذ هاتفه ليحاول معرفة هوية المرسل، تبادلا الحديث، حتى تمكن من الوصول إلى هويتها، نعم كانت تراقبه بصمت، وهي تعمل في نفس المكان الذي يعمل به، كانت تلاحظ عليه آثار الحزن، سمعته ذات يوم وهو يشكي لصديقه، فقررت أن تكون سبباً في تغير حياته.. فهل ستتمكن من ذلك ياترى؟

في بداية علاقتهما كان حذراً جداً، وكأنه تعلّم درساً لن ينساه طيلة حياته، تبادلا الحديث معاً في هذا التطبيق العصري الذي أتاح للجميع توثيق كل لحظاتهم بالصور، إن جريمة السرقة في الإسلام توجب قطع السارق يده، لكن ليس هناك عقوبة لجريمة سرقة القلب .. تطورت العلاقة شيئاً فشيئاً، فصارا يتحدثان في كل شيء بحذافيره، يفضفض لها وتفضفض له، يساعدها في العمل وتساعده، حتى خرجوا لاحتساء القهوة، وهنا بداية المنعطف..

تمكن من العودة لحياته الطبيعية، واستمر في علاقته معها، كانت تحاول معه كثيراً، "نعم لا تستطيع نسيان الحب الأول، لكن تستطيع أن تحب من هو أفضل" قالتها بعد آخر رشفة من القهوة وهي تنظر في عينيه، وضع الكوب على الطاولة ونظر إليها بصمت، كأنه وجد ضالته التي كان يبحث عنها منذ زمن.

تطورت العلاقة بسرعة بينهما، وأصبحا يخرجان بانتظام، وفي يوم من الأيام بينما كانا يمشيان معاً في طريقٍ مزدحم كانت الصدمة، كانت هناك تمشي هي الأخرى ومعها رجل غريب، والطامة الكبرى، أنها كانت تحمل طفلاً، اختلطت الأفكار والذكريات، ماذا ينقصني عن ذاك الرجل؟ هل أنجبت طفلاً منه وهي معي؟ هل كانت تخرج معه كل يوم؟ هل وهل وهل.. تمنى لو تبلعه الأرض في هذه اللحظة.

مهما بدا الحب الأول باهتاً وخافتاً ومهما توارى واختفى، سيظل في ثنايا القلب، تأتي لحظات اللقاء ولوعن طريق المصادفة كطعنة، لتحدث بركاناً عنيفاً يهز كل المشاعر الداخلية وتجعله يتوق لأن يعود به الزمن ولو للحظات، ربما ليعيد ويكرر هذه اللحظات وربما لكي لا يرتكب تلك الحماقات ثانيةً.



أضف تعليق



التعليقات 50
زائر 1 | 10:19 م جميل جدا رد على تعليق
زائر 52 | 3:13 م مبدع يا علي شهرام بانتظار القصة القادمة
زائر 2 | 10:29 م قصة قصيرة وفعلا جميلة يعطيك العافيه رد على تعليق
زائر 3 | 10:43 م احسنت قصة رائعة ابدعت اخي الكاتب و صديقي العزيز و صديق الادبي
تحياتي لك ابو مصطفى رد على تعليق
زائر 4 | 1:24 ص عشت علوي رد على تعليق
زائر 6 | 2:46 ص قصة جميلة جدا ونهايتها اروع .. عاشت أناملك بوحسين رد على تعليق
زائر 7 | 3:20 ص الحب ليس كئيباً مثلما وصفته و ولا النساء مثل بعضهن ، قصتك تحذر العاشق و تجعله يتراجع من معشوقته رد على تعليق
زائر 8 | 3:21 ص قصه قصيره رائعه و معبره رد على تعليق
زائر 9 | 3:21 ص رغم صغر سنك الا ان حروفك تحكي حزنآ لربما عشت دمعه الحب يوما، اجمل التحيات و استمر فالابداع رد على تعليق
زائر 10 | 3:24 ص كلمات و تعبير جميل قصه مثيرة للاهتمام رد على تعليق
زائر 11 | 3:25 ص أحسنت لك مستقبل كبير في الكتابة رد على تعليق
زائر 12 | 3:25 ص اعجبني ، ابدعت علي شهرام رد على تعليق
زائر 13 | 3:26 ص منها للاعلى اخي رد على تعليق
زائر 14 | 3:28 ص جميييييل رد على تعليق
زائر 16 | 4:04 ص بوركت يا صديقي الى الامام ???????? رد على تعليق
زائر 17 | 4:05 ص حبيييييت ???????? رد على تعليق
زائر 18 | 4:06 ص احسنت ???????????????? رد على تعليق
زائر 19 | 4:07 ص يعطيك العافيه على هذه الكلمات المعبرة و الرجاء الاكثار من هذه القصص الواقعيه رد على تعليق
زائر 20 | 4:09 ص جميل جداً بو آدم رد على تعليق
زائر 21 | 4:11 ص عاشت اناملك الاديب و الشاعر و الكاتب الاعلامي علي شهرام رد على تعليق
زائر 22 | 4:14 ص احببت قصتك المعبرة و لكن كنقد ارجو ان تنشر قصص توحي على الامل و التفاؤل رد على تعليق
زائر 23 | 4:17 ص يعطيك العافيه اكثر من هذه القصص فالجريدة تحتاج الى لمسات بسيطة غير عن الاخبار اليومية، فالقصص القصيرة لمسة رائعة لتسلية القارئ رد على تعليق
زائر 24 | 4:18 ص أكثر من رائع رد على تعليق
زائر 25 | 4:25 ص قصة جميلة لكن لا اعتقد ان جميع النساء هكذا رد على تعليق
زائر 26 | 4:25 ص حبيبي منها للأعلى رد على تعليق
زائر 27 | 4:34 ص سلمت أناملك .. رد على تعليق
زائر 28 | 4:53 ص Amazing story رد على تعليق
زائر 29 | 4:54 ص انت مشروع متميز لتكون اعلامي و ممثل المواطن البحريني من ناحية القدرات و المواهب رد على تعليق
زائر 30 | 5:21 ص ابدااااع كلمات رائعه و حساسه رد على تعليق
زائر 31 | 5:25 ص كبييير يا شهرام قصة جميلة رد على تعليق
زائر 33 | 6:32 ص قصه مؤثرة انصحك بأن تألف رواية رد على تعليق
زائر 34 | 8:07 ص وصف دقيق و رائع رد على تعليق
زائر 35 | 8:10 ص جعلتني اعيش القصه بكلماتك المعبرة ، احسنت رد على تعليق
زائر 36 | 8:12 ص يعطيك الف عافيه على القصه رد على تعليق
زائر 37 | 8:13 ص ابدعت لك بأذن الله تعالى مستقبل مشرق و كبير في مجال الكتابة السرد و النثر و الشعر رد على تعليق
زائر 38 | 8:14 ص منها للاعلى حبيبي وصديقي علي شهرام رد على تعليق
زائر 39 | 8:15 ص كلماتك تدل على صدق احاسيسك في سرد احداث هذه القصه القصيرة ، احسنت رد على تعليق
زائر 40 | 8:18 ص احاسيسك وصلتني رد على تعليق
زائر 41 | 8:20 ص كلمات معبرة رد على تعليق
زائر 42 | 8:22 ص أسلوب مميز حبيبي علي شهرام رد على تعليق
زائر 43 | 8:23 ص كبير حبيبي الاعلامي علي شهرام رد على تعليق
زائر 44 | 8:40 ص حلووو ابو ادم رد على تعليق
زائر 45 | 8:40 ص وحش علااااااوي رد على تعليق
زائر 46 | 8:43 ص لمستقبلٍ زاهر ان شاء الله رد على تعليق
زائر 47 | 8:47 ص حبيبي بو آدم منها للاعلى رد على تعليق
زائر 48 | 8:49 ص اتمنى ان تكثر من هذه القصص القصيرة والتي تلفت نظر القارئ رد على تعليق
زائر 49 | 9:44 ص للأسف ، ما فهمت المغزى من القصة !!! او الهدف منها !! اتمنى التوضيح رد على تعليق
زائر 50 | 12:25 م القصه واضحه بكل جوانبها رد على تعليق
زائر 53 | 2:15 ص بالتوفيق و الى الأمام رد على تعليق
زائر 54 | 5:11 ص رائع جدا ..
في نهاية المطاف لا يوجد حب في بلاد العرب
وربما اقسمنا جميعا ونحن اجنة بان لا نخون ولكن الخيانة هي واقعنا رد على تعليق