العدد 5071 بتاريخ 25-07-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


روائيون يطلقون روايات "زيادة عدد"... والبعض يُروّج لها بـ"العواطف"

الوسط - أماني الشوفة

الروايات والقصص ليست مجرد مجموعة كلمات تدخل إلى الذاكرة فتأخذ حيزاً ولا تفيد في شيء سوى "زيادة عدد"، بل هي ثقافة تُنمي فكر قارئها وتزيد من معرفته وربما تُغيّر من سلوكه.

في كل عام يُنظم فيه "معرض الكتاب"، ترى مجموعة من الناس يتدافعون لشراء راوية "معينة"، ما يثير عندك الفضول فتتجه إلى شراء الرواية نفسها، وعندما تُقدم على قراءتها تتعجب من لغتها الركيكة وحبكتها الدرامية غير الواقعية والتي تشوّه عقول شبابنا بدلاً من تنميتها، فينتهي بك المطاف لتقول "خسارة اشتريتها".

هذا ما بات يحدث في الآونة الأخيرة، حيث أصبح هناك انتشار واسع لكتاب الروايات، فترى بعض الروائيين يروّج لروايته في مواقع التواصل الاجتماعي ببعض الكلمات التي تلامس العواطف فتنجذب لها فئة كبيرة، والمؤسف أن أكثرهم من المراهقين وتصبح لروايته شعبية قد تكون أكبر مما تستحق، في الوقت الذي تُهمل فيه روايات تحمل قصصاً تستحق النشر.

في حوار أجرته "الوسط" مع مجموعةٍ من محبي قراءة الروايات من مختلف الأعمار، اتفق البعض على أن أكثر الروايات التي لا تستهويهم هي الروايات التي تحمل "اللغة العامية" في الكلمات والحوارات، والتي أصبحت أكثر انتشاراً في وقتنا الحاضر. وقال آخرون إن الروايات التي تدور حول قصص "الحب" باتت قديمة ومستهلكة، ولا تنال أعجاب الكثيرين – على حد قولهم - في حين انتقد الكثيرون الروايات الجديدة التي يرونها دون المستوى، ولا تحمل أي معنى ولا تصلح لأن تُطبع وتنتشر، حيث عبرت إحداهن عن ذلك قائلةً: "أتوقّع أن سبب انتشار مثل هذه الروايات التي أعتبرها دون المستوى الأدبي بكثير، هي وسائل التواصل الاجتماعي. كل شخص تمكّن من كتابة جملتين عن أي موضوع - وغالباً الحب - توهّم أنه أصبح كاتباً روائياً أو شاعراً! من المفترض أن تكون هناك رقابة أقوى على المضامين الأدبية قبل نشرها لكي لا نُساهم في تردي الذوق العام أكثر وأكثر". وأضافت: "من المؤسف أن أصحاب الكتب والروايات هذه عرفوا كيف يلعبونها (صح) باختيارهم أسماء وأغلفة مميزة لكتبهم، حتى أصبحت لهم  كاريزما، لكن لو اطلعت على كتاباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي لرأيت الكثير من الأخطاء الإملائية فيها".

وقالت أخرى: "أعتبر هذه الروايات التي تأخذ شعبية كبيرة أكبر مما تستحق موضةً، فبسبب كثرة التحدث عن هذه الرواية يجعلني لا أحب شراءها، وأتوقع أيضاً أن دور النشر تتبنّى هذه الأعمال السطحية وتروّج لها في الوقت الذي يجب أن يكون عكس ذلك، والعناوين أحياناً تكون فخاً".

ومن ناحية أخرى، عبر البعض عن حبّه للروايات المترجمة التي يكون أصلها لكاتب غير عربي، لأنها تجعلهم منفتحين على ثقافات الغرب، وكذلك التي تحمل تاريخ ومعاناة شعب ما، ويرونها أكثر جمالاً من الروايات العربية خصوصاً الحديثة منها. فقد قالت إحداهن: "تعجبني الروايات التي تتحدّث عن حقبة زمنية لدولة معينة مثل رواية  (وحدها جزيرة الرمان)، والرواية المترجمة (الجزيرة تحت البحر) التي تتحدث عن العصور البدائية في أوروبا وفرنسا وغيرها وعن حياة العبيد".

وقال البعض الآخر أنه عندما يقدم على قراءة رواية معينة، غالباً ما يقرأ عن كاتب الرواية وعن ثقافته الأدبية، أو يبحث عن روايات لروائي قرأ له مسبقاً فجذبه أسلوبه، حيث تقول إحدى محبات قراءة الراويات: "ما يجذبني لقراءة الرواية الكاتب نفسه، إذا قرأت له مسبقاً وأعجبت بأسلوبه وطريقة سرده، وأحياناً يجذبني عنوان الرواية والنبذة المختصرة تعطيني فكرة عن فحواها، ويهمني رأي القراء أيضاً". وهناك من تستهويهم الروايات التي تحمل إثارةً وتشويقاً، أو التي تكون عبارة عن سير ذاتية وقصص واقعية أو إنسانية.

وفي النهاية، يرى الكثيرون أنه يجب أن نكون صارمين في اختيار الروايات، لأننا لا يجب أن نقرأ الرواية فحسب، فإنك إن لم تخرج من الرواية بشيء يفيدك، فأنت لم تقرأ أبداً، فتكون الرواية مجرد "زيادة عدد" في مكتبتك وذاكرتك.



أضف تعليق



التعليقات 1
زائر 1 | 5:33 ص تقرير موفق ويلامس الواقع الأدبي .. شكراً للكاتبة رد على تعليق