" طنجة"...متحف في الهواء الطلق يجذب السائحين

الوسط -( تقرير)- محرر منوعات

كسائر المدن في العالم التي تقع عند مفترق طرق تجاري وحضاري، فإنّ طنجة مدينة لا تتكرر، تقع عند التقاء البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، وبين القارة الأوروبية والأفريقية. ولكن في مقابل قيمتها السياحية الكبيرة تعدّ هذه المدينة من أهم المدن في أفريقيا عمومًا وفي المغرب خصوصًا.

اكتسبت المدينة اسمها من الأميرة طنجيس، والدة الملك الأمازيغي سوفاكس، الذي أسسها قرابة (1320) قبل الميلاد، وتعد طنجة اليوم مركز لتنوع حضاري كبير، أفريقي-أوروبي غني يحثك من اللحظة الأولى على التجوال واكتشاف أزقتها الغامضة. يمكنك قبل الغوص في أزقتها أن تذهب إلى كهوف هرقل الواقعة على بعد 14 كم عن المدينة والتمتع بطبيعة خلابة نادرة هناك، خصوصًا أنّ فتحات الكهوف مُطلة على المحيط الأطلسي الذي يرسل مياهه المتدفقة إلى هذه الفتحات في مشهد آسر.

متحف القصبة

يعتبر متحف القصبة واحدا من متاحف المغرب التي تهدف إلى التعريف بالحضارات في طنجة .و يتكون العرض من ثلاثة أقسام تنتظم وفق التصميم الهندسي للقصر، وهو يعطي صورة عن الدور التاريخي الذي لعبته منطقة شبه الجزيرة الطنجية في الربط بين إفريقيا و أوروبا بحكم موقعها الجغرافي الذي أهلها لتكون أرض لقاء و تبادل بحوض البحر الأبيض المتوسط.

توجد دار المخزن بالجزء الشرقي لقصبة طنجة وهي عبارة عن قصر أقيم بموقع أوردت ذ ك ره المصادر الرومانية، وأشار إليه الإخباريون العرب عند حديثهم عن بناء قصر أندلسي بالقصبة يعود إلى القرن الثاني عشر.

بناء قصر أندلسي بالقصبة يعود إلى القرن الثاني عشر.وبنفس المكان بنيت على التوالي إقامة الحاكم البرتغالي 1661 – 1471 والقصر العالي الإنجليزي 1684 -1662 . وطرأت على القصر مجموعة من التغييرات و الإصلاحات مع السلاطين العلويين عندما اتخذوه مركزا للحكم و مقرا لإقامتهم بطنجة. ولعل أهم هذه الإصلاحات تعود إلى أوائل القرن التاسع عشر.

كنيسة القديس أندرو

إحدى الكنائس الفريدة في العالم الّتي بنيت وفق الفن المعماري الإسلامي، إذ بنيت أبراجها بأسلوب بناء صوامع المساجد المغربية. وتحتوي الكنيسة على زخارف ومنحوتات مميزة، تمت تغطية الكنيسة بالقرميد الأخضر وألبس سقفها بالخشب المصبوغ. وزينت الحجرة المتواجدة وراء المذبح بتخريم من الجص كتب عليه شعار النصريين: "لا ناصر إلا الله". 

مغارة هرقل

تتباهى مدينة طنجة بتاريخ وعراقة السياحة التي تتمتع بها مغارة هرقل باستقطابها السياح وهواة الاستكشاف من مختلف بقاع الأرض منذ اكتشافها في  العام 1906.تنتمي مغارة هرقل إلى مجموعة مغارات منطقة "أشقار"، التي يعود تاريخ استيطانها إلى خمسة آلاف عام قبل الميلاد، وتم تعميدها كأكبر مغارات أفريقيا، وكأبرز الأساطير المنبثقة من تاريخ الثقافة الإغريقية، اذ توجت أكثر المغارات المغربية شهرة عن جدارة.

شاطئ أشقار

ومن بين شواطئ طنجة يمتد شاطئ أشقار على طول المحيط الأطلسي بالقرب من مغارة هرقل، و رفع العلم الأزرق بشاطئ أشقار، و كذلك شاطئ الصول لإستجابتها لمعايير جودة المياه و السلامة. و توافر معدات الوقاية و تجهيزات الراحة للمرتادين وهو دليل على تمتع طنجة بجمالية ونقاء سواحلها، سواء من حيث جودة مياه الإستحمام أو التجهيزات.

و يعمد الكثير من المصطافين إلى رمي قطع نقدية في قعر بحر أشقار، و إلتقاطها ثانية لشدة صفاء الماء و قدرة المصطفين على رؤية قعر البحر. كما يستطيع الزائر لشواطئ مدينة طنجة ممارسة جميع الرياضات و الهوايات البحرية من قيادة "الجتسكي" على البحر و ركوب الامواج و ركوب الخيل و الجمال و حتى تعلم الغطس.

السوق الكبير( البازار)

يقع السوق الكبير شمال المدينة، وهو مركز التقاء كبير ومليء بالمقاهي لا يجدر تجاهله أبدًا، بل هو بداية التجوال. من هناك إلى "المدينة" (البلدة القديمة) التي تتألف من السّوق الكبير ومن السّوق الصغير. العَمارة والبناء والطرق والأزقة- كلها متعة للنظر.

الـ"كالينطي" الشهيرة

لا يخلو حي من احياء مدينة طنجة في أقصى شمال غربي المغرب، من بائعي أكلة شعبية شهيرة، و يطلق عليها السكان المحليون اسم "كالينطي"، و تباع فوق عربات خشبية صغيرة أو بمحلات تصنعها في أفران تقليدية.

والـ"كالينطي"، تسمية إسبانية تعني ساخن، و أصبحت تطلق على هذه الأكلة الشعبية، بحكم ان من يبيعها كان يردد عبارة تفيد أنها ساخنة.و تحظى الاكلة بشعبية كبيرة في اوساط ساكني و مرتادي طنجة بفضل لذة طعمها من جهة و تكلفتها الرخيصة من جهة أخرى.