الغريفي: الحاجةُ مُلحةٌ وكبيرةٌ في هذه المرحلة إلى خطاب المحبَّة وليس إلى خطاب الكراهية
الوسط - محرر الشئون المحلية
وصف عالم الدين السيدعبدالله الغريفي، في خطبته مساء الخميس (21 يوليو/ تموز 2016) بجامع الامام الصادق في القفول «المخاضات» التي تمر بها البحرين بـ «الصَّعبة والمُقلقةَ... في مرحلةٍ هي الأعقدُ والأخطر»، مؤكدا في مطلع كلامه «ما كُنَّا وَلَن نَكُونَ في يومٍ من الأيَّامِ دُعاةَ فِتنةٍ، وتحريضٍ، وكراهيةٍ، وتأزيمٍ، وانتقامٍ، ولا دُعاةَ عنفٍ، وتطرُّفٍ، وإرهاب... هكذا علَّمنَا دِينُنَا، وإسلامُنا، وقرآنُنا... وهكذا علَّمتنَا مبادؤُنا، وقِيمُنا، ووطنيَّتُنا. لا نقول هذا خشيةً، وَرَهْبةً، ورغبةً، وتَزَلُّفًا، وتصنُّعًا، وتملُّقًا. إِنَّمَا هي القناعةُ التي تشكَّلتْ في عقولِنا، وتجذَّرتْ في قُلوبنا، وترسَّمْت في مواقِفنا. وهي القناعةُ التي جعلتنا لا نريدُ لهذا الوطن إلَّا الأمنَ والأمانَ، والمحبَّةَ والتَّسامحَ، والوحدةَ والتَّآلف، والقوَّةَ والعزَّة، والخير والازدهار، والصَّلاح والإصلاح. وهي القناعةُ التي تفرضُ علينا أنْ نبحث عن حُلولٍ عادلةٍ وسِلْميَّةٍ ومنصفةٍ لكلِّ أزماتِ هذا الوطن».
وعرج على موضوع الساعة، فيما يتعلق بقضية الشَّيخ عيسى أحمد قاسم، وموقعه الفقهي، ووصفه بأنهُ «رجلُ فكرٍ وثقافةٍ ووعيّ ورُشد كما تشهدُ له عطاءاته العلمية والفكرية والثقافية»، مشيرا الى «التَّفاعلات الاستثنائيَّة التي حدثت محلِّيًّا، وعالميًّا» نتيجة ما صدر في حقه، وان التداعياتُ جاءت «معبئةً بمعطياتٍ صعبةٍ جدًّا، فما نتمناهُ انطلاقًا من غَيْرةٍ صادقةٍ على هذا الوطن، وأمنِهِ، ووحدتِهِ أنْ تُعالج هذه المسألةُ بدرجةٍ عاليةٍ من الحِكمةِ في مَرحلةٍ تحمل أصعبَ التَّعقيداتِ، وأخطر التَّحدِّيات، وفي مرحلةٍ تراكمتْ فيها أسبابُ التَّوتُّرِ الدِّينيِّ والسِّياسيِّ»، ودعا الى «معالجات» تتسم «بدرجةٍ عالية من الحِكْمَةِ»، وأن «لا تُعطى الفرصةُ لأقلامِ الفتنةِ والتي استنفرتْ ما في داخلها من مخزونِ الكراهية».
وقال: ان «الحاجةُ مُلحةٌ وكبيرةٌ في هذه المرحلة إلى خطاب المحبَّة، وليس إلى خطاب الكراهية... نعم، لإنتاج المحبَّة أسبابٌ وعواملُ... وكذلك لإنتاج الكراهية أسبابٌ وعواملُ. فيجب أنْ تُكرَّس أسبابُ المحبَّة وعواملها، ويجب أنْ تُقْتَلَع أسبابُ الكراهية وعوامِلِها. وكما جاء في الحديث عن الإمام عليٍّ (ع) إنَّ أحد أهم أسباب إنتاج المحبَّة، واقتلاع الكراهية هو الإنصاف».
ودعا الغريفي الى «إعادة النَّظر في القرارات التي صدرتْ أخيرًا، وخلفتْ أوضاعًا في غاية التَّعقيد، والخُطورة. لا نتحدَّث بلغةِ المكابرةِ، وإنَّما هي الرَّغبةُ الجادَّة الصَّادقة في أنْ نرى هذا الوطن آمنًا، مُصانًا، محفوظًا من كلِّ الأسواءِ، ومن كلِّ المخاضاتِ الصَّعبة، والانزلاقاتِ المُدمِّرة، ومن كلِّ المآلاتِ الخطيرة. من هنا تأتي الضَّرورة، والحاجةُ إلى المُراجعة الحقيقيَّة والجادَّة لكُلِّ أسبابِ التَّأزُّم؛ من أجل تهيئة الأجواء إلى مرحلةِ الاستقرار، وحماية الوطن في مواجهةِ كُلِّ التَّحدِّياتِ بكُلِّ ما تحملُهُ من إنذاراتٍ مرعبةٍ لن تستثني أحدًا، خاصةً بعد هذا التَّصاعد؛ لموجاتِ الإرهاب، والعنفِ، والتَّطرُّف. ومن هنا تأتي الحاجة إلى لغةِ التَّفاهم، وليس إلى لغة التَّصادم، فاللُّغة الثَّانية تُعقّد الأوضاع، وتُؤزِّم الأجواء، وتوتِّر الخَيَارات، وحينما نتحدَّث عن لُغةِ التَّفاهم نتحدَّث عن تهيئة أجواء ومناخات، وإلَّا كان الأمر استهلاكًا وتخديرًا وتكريسًا للأزماتِ، وإضاعة للوقت».
كما رأى الغريفي أن بعض «ما صدر من تصريحاتٍ وإجراءات رسميَّة بشأنِ فريضة الخمس أنتج هواجسَ ثقيلة»، منوهاً بـ «ردود فعل رافضةٍ» لما يراها مساساً بـ «الخصوصيَّات المذهبيَّة».