الاتحاد الأوروبي قلق ازاء حالة الطوارىء وحشود مؤيدة لاردوغان في الشارع
إسطنبول - أ ف ب
وجه الاتحاد الاوروبي اليوم الجمعة (22 يوليو/ تموز 2016) انتقادات مجددا الى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بسبب توقيف عشرات الاف الاشخاص او اقالتهم من مناصبهم فيما تظاهر عشرات الالاف الاشخاص في المدن الكبرى احتفالا بفشل الانقلاب ضده.
وللمرة الاولى منذ حوالى 15 عاما، اعادت تركيا فرض حالة الطوارىء التي اعتمدها الخميس البرلمان حيث يشغل حزب العدالة والتنمية الحاكم الغالبية المطلقة.
وحث الاتحاد الاوروبي تركيا على ان "تحترم، في كل الظروف، دولة القانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما في ذلك حق كل فرد في الحصول على محاكمة عادلة".
وجاء في بيان مشترك لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني والمفوض الأوروبي لشؤون التوسيع يوهانس هان مساء الخميس أنهما يتابعان "عن كثب وبقلق" فرض حالة الطوارئ في تركيا.
ونددا باقالة او تعليق مهام عشرات الاف الاشخاص في نظام التعليم والقضاء والاعلام باعتبارها "قرارات غير مقبولة"، وقالا انهما يراقبان حالة الطوارىء "بقلق شديد".
ويراقب الحلفاء الغربيون لتركيا بقلق الاضطرابات في هذه الدولة العضو في حلف شمال الاطلسي التي سبق ان شهدت موجة هجمات تبناها تنظيم الدولة الاسلامية ومتمردون اكراد.
لكن في الداخل، كانت الحشود تنظم مسيرات تاييد للرئيس التركي في اسطنبول وانقرة وازمير (غرب) ومدن اخرى.
وتظاهر ليل الخميس آلاف الاتراك على جسر البوسفور في اسطنبول للتعبير عن دعمهم للرئيس رجب طيب اردوغان والاحتجاج على الانقلاب الفاشل عليه.
وهتف الحشد الذي رفع مشاعل واعلاما، اسم اردوغان. كما رفع لافتات كتب عليها "نسهر على الوطن" و"توقعوا (الانقلابيون) كل شئ الا المصير"، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.
وكان هذا الجسر شهد ليل 15 الى 16 تموز/يوليو تطورات خطيرة. ففي بداية المحاولة الانقلابية، تمركزت دبابة بامر من الانقلابيين عليه وقطعت حركة السير واطلقت النار على الحشد.
ووجه اردوغان الخميس نداء الى "الشعب العزيز" ليظل في حالة تعبئة في الشوارع بعد فشل انقلاب في 15 تموز/يوليو ادى الى مقتل 265 شخصا.
واعلن اردوغان ان 15 تموز/يوليو سيكون في المستقبل "يوم ذكرى الشهداء".
- "حكم تعسفي"- وفي وقت متاخر الاربعاء وبعد اجتماع ماراتوني مع مجلس الامن القومي، اعلن اردوغان حالة الطوارىء في البلاد لثلاثة اشهر وذلك للمرة الاولى في تركيا منذ 2002 ، اي قبل وصوله الى الحكم كرئيس للوزراء بسنة.
كما اعلنت تركيا انها ستعلق العمل ببعض بنود الاتفاقية الاوروبية لحقوق الانسان.
وبالفعل يجيز البند 15 من الاتفاقية للحكومات تعليق بعض الحقوق والحريات التي تكفلها "في ظروف استثنائية" وذلك "موقتا وبشكل محدود ومنضبط"، ما يتيح لتركيا تجنب ادانات محتملة جديدة لاتهامها بانتهاك حقوق الانسان.
وتتخوف احزاب المعارضة ومنظمات حقوق الانسان من ان يؤدي العمل بحالة الطوارىء الى قيود اضافية على حرية التعبير والتظاهر.
وقال حزب الشعوب الديموقراطي المعارض "لقد تم اختيار الطريق الى الحكم التعسفي والسلوك غير القانوني ما يؤجج العنف". واضاف "تم ارغام المجتمع على الاختيار بين انقلاب او حكومة غير ديموقراطية".
وشدد اردوغان في المقابل على انه لن يتم المساس بالديموقراطية فيما اشارت حكومته الى مثال فرنسا التي اعلنت حالة الطوارىء بعد موجة اعتداءات جهادية.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت الحكومة توي فرض حظر تجول، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة نعمان كورتلموش "بالتاكيد لا، هذا ليس اعلانا لاحكام عرفية".
- اسكات معارضين- حتى قبل محاولة الانقلاب، كان القلق يتزايد حيال جهود اردوغان لاسكات معارضيه وقمع الصحافة.
واشار اردوغان الى ان ملاحقة المتآمرين في الانقلاب ستتواصل قائلا الخميس انه تم توقيف عشرة الاف و410 اشخاص حتى الان بينهم 4060 اودعوا قيد الحجز الاحتياطي بما يشمل اكثر من مئة ضابط برتبة جنرال او اميرال.
كما تم تعليق مهام او اقالة حوالى خمسين الف شخص.
وقالت الحكومة ان الانقلاب ادى الى مقتل 265 شخصا بينهم 24 من المدبرين و241 مواطنا او عناصر من قوات الامن التي تصدت لهم.
ورغم القيود التي فرضت على حق التظاهر بموجب حالة الطوارئ، تلقى عدد كبير من الاتراك رسالة نصية من "ر. ط. اردوغان" تدعوهم الى مواصلة النزول الى الشارع لمقاومة "الخونة الارهابيين".
وهو يشير في هذه العبارة الى انصار الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والمتهم باقامة "دولة موازية" وبتدبير الانقلاب.
وتطالب انقرة القضاء الاميركي تسليمها الرجل السبعيني، مؤكدة انها سلمت ادلة على تورطه لم تنشر حتى الآن.
كتب اردوغان في رسالته النصية "شعبي العزيز، لا تتخل عن المقاومة البطولية التي برهنت عنها لبلدك ووطنك وعلمك". واضاف ان "الساحات ليست ملكا للدبابات بل للشعب".
وكان اردوغان توجه الى حشد من انصاره الاربعاء لليوم الخامس على التوالي ليؤكد قناعته بان "الانقلاب ربما لم ينته".