«خرّاف الرطب في الاحساء»... مهنة تتوارثها الأجيال ومهارة تقبل التطوير
الوسط - المحرر الدولي
تشهد أسواق الأحساء شرق المملكة العربية السعودية وعدد من مناطق المملكة تدفق كميات كبيرة من أنواع الرطب، منها الخلاص والشيشي والطيار والمجناز والغر والخنيزي، وذلك بسبب ارتفاع درجة حرارة الشمس التي جعلته يستوي قبل موعده وأوانه المعروف في كل عام، إذ يتم جنيها من الفلاحين، ويسمى جني الرطب (الخراف) حسبما قالت صحيفة الحياة اليوم الأربعاء (20 يوليو / تموز 2016).
وفي بداية الموسم تكون قليلة وبأسعار مرتفعة، إذ يراوح سعر الكيلوغرام الواحد للرطب الطيار بين 20 و45 ريالاً، بينما يصل سعر الكيلوغرام لرطب الغر الأفضل مذاقاً لدى الأحسائيين عند بدايته إلى أكثر من 40 ريالاً، ثم يبدأ في نزول السعر ليصل إلى 5 ريالات للكيلوغرام.
ويطالب الأهالي الجهات المسؤولة بمراقبة العمالة الأجنبية التي تستحوذ على نسبة كبيرة من سوق الرطب التي تركها المزارعون لهؤلاء الذين يتلاعبون بالأسعار بحسب رغبتهم، والذي يجد رطب الأحساء بأنواعه المتعددة إقبالاً كبيراً من الأهالي، وذلك لمعرفتهم بفوائده الصحية المتعددة. وتشير الأبحاث الطبية إلى أن الرطب يحوي نسبة عالية من السكاكر البسيطة سهلة الهضم والامتصاص، مثل سكر الجلوكوز، وإسهامه في خفض ضغط الدم عند الحوامل فترة ليست طويلة ثم يعود لطبيعته، وهذه الخاصية مفيدة، لأنه بانخفاض ضغط الدم تقل كمية الدم النازفة، كما يحوي الرطب على مواد ملينة تنظف القولون، ما يفيد في عملية الولادة، ويفضّل أهالي الأحساء تناول الرطب مع اللبن أو القهوة.
ويعمل المزارعون هذه الأيام على مهنة خراف النخيل «جني محصول الرطب»، والتي تعتبر متوارثة لدى الأجيال عند مزارعي النخيل، إذ تبدأ مع تباشير طلوع الرطب الأولى، وما زال المزارعون يعتمدون عليها وعلى أدواتهم اليدوية القديمة، على رغم وجود بعض الأدوات والابتكارات الحديثة. فمع طلوع شمس كل يوم في موسم الخراف يعمل المزارعون على جني الرطب بواسطة «المخرف»، وهو وعاء مصنوع من سعف النخيل، ويسمى «الزنبيل»، وله حبل يحمل به، كما يتم الصعود فوق النخلة بواسطة «الكر»، وهو أداة تصنع من الليف أو الحبال يصعد بواسطتها للنخلة «العلطاء» التي لا كرب لها، أو كربها لا يتحمل صعود الخرّاف، كما أن النخيل القصار يمكن أن تخرف والمزارع واقف على الأرض.
ويوضح لنا المزارع مبارك الخنين أن النخيل لا تخرف جميع أنواعها، وإنما يتم خراف بعض الأنواع مثل الخلاص والشيشي والطيار والمجناز والغر والخنيزي في الأحساء، وفي وادي الدواسر يتم خرف المقفزي والروثانة والجويخ وأم قميعة، كما لا تخرف أنواع أخرى كالصفري والسري والخضري، إذ تقفل حتى تصرم تمراً، كما أن بعض الأنواع تُجب كالبرحي. يذكر أن هناك أنواعاً من النخل يمكن أن تخرف يومياً، كالمقفزي والمستاني، وبعضه يوماً بعد يوم، مثل خلاص الوادي، وبعضه كل يوم ثالث، كخلاص الأحساء وأم قميعة.
ويؤكد الخنين أن الخراف يتطلب مهارة وخبرة وجسماً جيداً وقدرة على التحكم والتوازن، كما أن عليه أن يكون حذراً من الأشواك في النخلة التي لم تشك، أو نسي بها بعض شوكها، أو ربما وجد عليها بعض الزواحف مثل الثعابين بخاصة في النخيل التي بها أعشاش للطيور.