(رسالة مواطن )... برأيك هل الرشوة والفساد الإداري والمالي موجودان في محل عملك أو مقر شركتك؟

العالم العربي معروف باستشراء الفساد الإداري والمالي، حيث يمارس وكأنه سلوك عام مقبول، والاستثناء هو صاحب المنصب الذي لا يستغل منصبه إداريًّا وماليًّا، فهو غير مرحب به في جهازه الإداري ويحارب، لكي إما أن يعترف بالهزيمة وينضم إلى الفاسدين أو أن يتم سلب كل صلاحياته كي يضطر نفسياً إلى الاستقالة. ولاشك أن أحد الأهداف الرئيسة من الانتفاضات العربية هو القضاء على هذا السلوك المعوج، ولعل من أهم أسباب طول الفترة الانتقالية للربيع العربي هو أن الفاسدين لا يزالون يقاومون.
ويمكن تعريف الفساد الإداري بأن من يمارسه يحصل على مزايا وظيفية إما لنفسه أو لأقاربه ومعارفه، من دون أن يكون لأيّ أحد منهم شهادة أو كفاءة أو خبرة، وأما الفساد المالي فيمكن تلخيصه في كلمة "الرشوة" التي تتنوع طرق الحصول عليها، والنتيجة أن الحاصل عليها يتضخّم حسابه البنكي. وقد وردت كلمة "السحت" التى تعني الرشوة مرتين في القرآن الكريم، مرادفةً للإثم والعدوان على المسلمين، كما في الآية رقم 62 سورة المائده "وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ". وهناك حديث شريف للرسول الكريم (ص) مفاده "لعن الله الراشى والمرتشى والرائش"، والرائش هو من يسهل تسريب الرشوة بين اثنين. وقد اتفق جموع المفكرين المتخصصين في الشئون الإدارية التي لها علاقة بالتنمية في الدول النامية، على أن من أهم الأسباب الرئيسة لضمور التنمية هو الفساد الإداري، والمالي الذي يتدخل بصورة سلبية كبيرة في المشاريع التنموية المطلوبة للحاق بالدول المتقدمة. والسؤال الكبير الذي يداوم على طرح نفسه في العالم الثالث: متى وكيف نستطيع خلع جذور هذا المرض؟. سيستمر بإجابات ملتوية وغير جدية، مع أننا كمسلمين حرصنا قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام على اجتنابه، وما لنا إلا أن نستعين بالله للشفاء منه.
عبدالعزيزعلي حسين