زوجات يكسرن التابو الاجتماعي بالخطوبة لأزواجهن
الوسط - محرر المنوعات
كل الأحاديث كانت تدور في العام 1981 في إحدى قرى الأحساء عن تلك الزوجة التي أطلقوا عليها لقب "المخبولة"، أي التي ذهب عقلها، بعد أن سعت في تزويج زوجها من امرأة أخرى، بل وكانت في قمة السعادة وهي تسكب ماء الورد على قدميهما في طقس من طقوس الزواج الاحسائي، لتنسج هذه الزوجة قصة أصابت كل من وصلته بالدهشة، بل وأثارت التساؤلات حول جدية تلك الزوجة التي سعت أن يكون لها ضرة تشاركها زوجها.
ووفقا لصحيفة "الحياة" السعودية عللت الزوجة هذه الخطوة لكون زوجها كان يحتاج لزوجة أخرى بسبب القوة الجسمانية التي وهبها الله له، من دون أن تفصح عن بقية التفاصيل، والغريب في الأمر أن الزوجة وضرتها اتفقتا بعد عامين على تزويج زوجهم من ثالثة، ليكون معدداً برضا وسعادة زوجتيه وبكامل رغبتهما وقواهما العقلية، إذ بات هذا الرجل محسوداً من أقرانه لكونه لا يسعى للتعدد، بل الزواج يأتي إليه على طبق من ذهب.
ويعد تعدد الزواجات في مجتمع ريفي مثل الأحساء أمراً عادياً ويحدث على الدوام، بيد أن تزويج الزوجات لأزواجهن يبدو أمراً غريباً عند الكثيرين، وهذا ما أقدمت عليه إحدى السيدات، التي بحثت لزوجها عن زوجة جميلة وصغيرة، والسبب لا يقل غرابة عن هذا العمل الذي تعده سيدات أنه "انتحاري"، فهذه الزوجة كانت تنفذ أوامر الجن، الذين استوطن أحدهم جسدها وأمرها بأن تزوج زوجها لترتاح من الآلام التي كان يسببها لها.
دارت الشكوك حول الزوج، وبأنه هو من قام بعمل سحر شيطاني لزوجته ليتمكن من الزواج، إلا أن الزوجة دافعت عن زوجها ورفضت هذه الفكرة، وبمساندة أهلها الذين أكدوا أنها "مسكونة بالجن"، منذ صغرها والمفاجأة كانت بأن شفيت مما كانت تعانيه بعد انتهاء حفلة الزفاف، ولا يوجد تفسير علمي لهذا الحدث، والخوف من مس الجن أقنع هذه الزوجة بقبول الضرة من دون تردد، ولم تفصح عن هذا السبب لعائلة ضرتها حين قامت بخطبة ابنتهم لزوجها، وكان ردها على تساؤلاتهم بأنه "رجل كفؤ ويستأهل".
وسجلت معصومة محمد في العام 1992 موقفاً إنسانياً من الدرجة الأولى، مثيرة بذلك إعجاب من وصلته قصتها التي لا تخلو من الغرابة، حين قامت بإقناع زوجها بالارتباط بصديقتها التي طرقت أبواب العنوسة، وعللت ذلك بأن صديقة طفولتها كان لها مواقف مشرفة ولا تنسى معها، وكانت تصاب بألم كبير وهي تنظر إليها من دون زوج ولا أطفال بينما قريناتها أنجبن أطفالاً كثراً، وما كان منها إلا أن أقنعت زوجها وصديقتها بقبول الفكرة، وبعد إلحاح وإصرار تم الزواج، والقاسم المشترك بين المدعوين في يوم الزفاف هو الدهشة والإعجاب والتقدير.
وفي إحدى القرى الصغيرة شمال الأحساء، أصيبت زوجة باليأس من الإنجاب، وكان رأي الطب بألا مشكلة من الحمل إلا أنهم لا يعلمون سبب تأخره، وبعد زواج دام أكثر من 16 سنة قررت أن تقنع زوجها بالزواج حتى ينعم بنعمة الأبوة، وتردد في البداية بقبول الفكرة إلا أنه قبل في النهاية وحدثت المفاجأة.
بعد مرور شهرين حملت الزوجة الثانية وسط فرحة الزوج والزوجة الأولى، لكن بعد أيام قليلة أصيبت الأخيرة بوعكة صحية طارئة ليفاجئها الطبيب بحملها بعد كل هذه السنوات، وبعد صبر دام أكثر من 16 عاماً أصبح الزوج أباً لطفلين من زوجتيه، إذ كان الزواج الثاني سبباً غريباً لحل مشكلة زوجته الأولى، وكانت كبيرات السن في القرى يقمن بذات الحيلة في حال تأخر حمل أية سيدة بأن يفاجئوها بموت عزيزٍ عليها أو زواج زوجها من أخرى حتى ينفجر التكيس في الرحم وتزول المشكلة بحسب المعتقد الشعبي، وهو السبب ذاته الذي رجحت سيدات القرية أن يكون حدث مع الزوجة العقيم.