دقيقة صمت في كل انحاء فرنسا الاثنين تكريما لضحايا اعتداء نيس
نيس - أ ف ب
تلزم فرنسا دقيقة صمت اليوم الاثنين (18 يوليو/ تموز 2016) عند الساعة 10,00 ت غ في اليوم الاخير من الحداد الرسمي المعلن بعد اعتداء نيس الذي نفذه تونسي وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية لكن التحقيق لم يثبت بعد روابطه مع جهاديين.
واعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الاثنين ان التحقيق "لم يثبت بعد" الروابط بين منفذ اعتداء نيس لحويج بوهلال و"الشبكات الارهابية" خصوصا تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى الهجوم.
وصرح الوزير لاذاعة "ار تي ال" ان "اسلوب التنفيذ مستوحى الى حد كبير من رسائل داعش"، مضيفا "لا يمكننا استبعاد ان يقوم فرد غير متوازن وعنيف، وهو ما تدل عليه نفسيته، بعد انتقاله الى التطرف بشكل سريع بتنفيذ مثل هذه الجريمة المروعة".
الاثنين، لا يزال ستة اشخاص قيد التوقيف الاحتياطي، من بينهم الباني في ال38 يشتبه بانه زود منفذ الاعتداء بمسدس من عيار 7,65 اطلق منه النار على شرطيين قبل ان يقتل برصاص قوات الامن. ونقل ثلاثة من الاشخاص الستة الذين اخضعوا للاستجواب الى مقرات هيئات الاستخبارات بالقرب من باريس.
واشارت مصادر من الشرطة الى ان شخصا على الاقل اشار خلال توقيفه الى انتقال منفذ الاعتداء "الحديث" الى "التطرف الاسلامي". وكان لحويج بوهلال معروفا بانه شخص عنيف لكنه لم يبد من قبل اهتماما خاصا بالدين.
وستقرع الاجراس حزنا عند الظهيرة (10,00 ت غ) في كل انحاء البلاد تكريما للضحايا.
في نيس، نفذت السلطات "اجراءات استثنائية اضافية" استعدادا لدقيقة الصمت من اجل ضمان الامن في جادة "برومناد ديزانغليه" التي ستغطيها الزهور. وكان منفذ الاعتداء اندفع على متن شاحنة باتجاه حشد كان يتابع في هذه الجادة الالعاب النارية بمناسبة العيد الوطني في 14 تموز/يوليو في البلاد.
وتخشى السلطات ارتفاع الحصيلة التي بلغت 84 قتيلا من بينهم عشرة اطفال. ولا يزال 18 جريحا من بينهم قاصر في حالة الخطر الاحد، بينما لا يزال ما مجمله 85 جريحا في المستشفيات.
- تخطيط دقيق - يتواصل التحقيق لتحديد ما كان لمنفذ الاعتداء شركاء بعد ان خطط بعناية لهجومه.
وقبيل اعتداء نيس مساء الخميس، بعث محمد لحويج بوهلال رسالة نصية اعرب فيها عن "سروره لحيازة مسدس من عيار 7،65 وتحدث عن التزود بأسلحة اخرى"، كما قالت مصادر قريبة من الملف.
ويعمل اكثر من مئتي محقق "لتحديد هويات مجمل الذين تلقوا" مختلف الرسائل التي وجهها منفذ الاعتداء.
من هذه الرسائل، صورة للسائق التونسي الذي يبلغ الحادية والثلاثين من عمره التقطها بنفسه "وهو يقود الشاحنة بين 11 و14 تموز/يوليو".
وقال مصدر قريب من المحققين الفرنسيين ان القاتل رصد موقع الاعتداء بشاحنته يومي 12 و13 تموز/يوليو، قبل مجزرة 14 منه.
بعد ثمانية اشهر من اعلانها حال الطوارئ في فرنسا واقرارها قوانين جديدة لمكافحة الارهاب في غمرة الاعتداءات الجهادية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر في باريس، دعت الحكومة الاشتراكية السبت "جميع الفرنسيين الوطنيين" الى دعم قوات الامن.
ويعقد اجتماع جديد لمجلس الدفاع والامن الاثنين بينما تتعرض الحكومة لانتقادات حول ادارتها للتهديد الارهابي.
كما يبدو ان نداء برنار كازنوف للانضمام الى عناصر الاحتياط في الشرطة والدرك هو الاقتراح الوحيد الجديد من جانب السلطة التي حوصرت بالانتقادات من كل الجهات بعد ثلاثة ايام على مجزرة نيس.
وشدد رئيس الوزراء مانويل فالس وكازنوف في بيان مشترك على ان العمل "الحازم" للحكومة "يعطي نتائج"، وانه تم "افشال 16 مخطط اعتداء على ارضنا منذ العام 2013".
غير ان 33% فقط من الفرنسيين اعربوا عن ثقتهم بقدرة الرئيس فرنسوا هولاند والحكومة على التصدي للارهاب ومكافحته، بحسب احصاء لمعهد "ايفوب" نشرته صحيفة "لوفيغارو" المحافظة الاثنين.
واعتداء نيس الدامي هو الثالث الذي تتعرض له فرنسا بعد اعتداءات كانون الثاني/يناير 2015 التي استهدفت صحيفة شارلي ايبدو وشرطيين ويهودا وخلفت 17 قتيلا، وهجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر في باريس وسان دوني وكانت حصيلتها 130 قتيلا.