بالصور... 84 قتيلاً بينهم 10 أطفال وفتيان في اعتداء في نيس بفرنسا دهساً بشاحنة خلال احتفالات العيد الوطني
عواصم – وكالات
أعلن القاضي المكلف التحقيق في اعتداء نيس (جنوب شرق) أن الاعتداء الذي نفذه أمس الخميس (14 يوليو/ تموز 2016) شخص من أصل تونسي بواسطة شاحنة خلال احتفالات العيد الوطني الفرنسي أسفر عن مقتل 84 شخصاً "بينهم عشرة أطفال وفتيان".
وأوضح القاضي فرنسوا مولان، مدعي باريس الذي يشرف على النيابة الفرنسية لمكافحة الإرهاب، أن 202 شخص أصيبوا أيضاً في الاعتداء بينهم 52 في حالة حرجة بين الموت والحياة.
ووقع الاعتداء في مدينة نيس في جنوب فرنسا في اعتداء نفذه سائق شاحنة دهس جمعا من الناس كانوا محتشدين في جادة بروميناد ديزانغليه السياحية المطلة على البحر المتوسط لمشاهدة الالعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني.
وبعد ثمانية اشهر على اعتداءات باريس التي اوقعت 130 قتيلا، غرقت فرنسا مجددا في مشاهد من الرعب والدماء، وهذه المرة في منطقة سياحية مقصودة جدا على شاطىء الكوت دازور.
واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فجر الجمعة انه "لا يمكن انكار الطابع الارهابي" لاعتداء نيس "الوحشي".
وكان هولاند قطع زيارة الى افينيون (جنوب شرق) وقرر العودة الى باريس حيث شارك في اجتماع لخلية الازمة التي شكلتها وزارة الداخلية ليل الخميس الجمعة بعد الاعتداء، ثم عاد الى قصر الاليزيه.
وقالت الرئاسة الفرنسية انه عبر عن "دعمه لابناء مدينة نيس وتضامنه معهم".
وقال هولاند في خطابه عبر التلفزيون ان حالة الطوارئ في فرنسا ستمدد لثلاثة اشهر، داعيا المواطنين الاحتياطيين في الجيش الفرنسي الى المشاركة في تعزيز الامن.
كما اعلن ان فرنسا ستعزز تدخلها في سوريا والعراق اثر الاعتداء.
ولم يصدر بعد اي تبن للاعتداء، لكنه يحمل بصمات جهاديين.
وتسلم فرع مكافحة الارهاب في النيابة العامة الفرنسية التحقيق.
واوضح مصدر قضائي ان شاحنة بيضاء اندفعت باقصى سرعة في اتجاه الحشد الذي كان يضم الآلاف وبينه العديد من الجانب، وحصدت ضحايا على مسافة كيلومترين. وحصل ذلك في وقت كان عرض الالعاب النارية يشارف على نهايته.
واعلنت وزارة الداخلية ان الشرطة قتلت سائق الشاحنة.
وقال رئيس مجلس منطقة نيس كريستيان ايستروزي "كانت هناك اسلحة واسلحة ثقيلة داخل الشاحنة".
وافاد صحافي في وكالة فرانس برس كان في المكان ان الشاحنة هي شاحنة تبريد، وانها دهست اشخاصا كثيرين ما تسبب بحالة هلع.
وقال الصحافي روبرت هولواي "كانت الفوضى عارمة. رأيت اناسا مصابين وحطاما يتطاير في كل مكان. رأيت اناسا يصرخون".
واضاف "مرت الشاحنة بقربي، ولم تكن لدي الا ثوان معدودة لاتنحى".
وتابع "قفزت جانبا، واضطررت لان اخبئ وجهي كي لا يصيبني الحطام".
وعثرت السلطات داخل الشاحنة على اوراق ثبوتية لمواطن فرنسي-تونسي، كما افاد مصدر امني.
وقرابة الساعة 01,20 ت غ، قال المصدر ان "عملية التعرف على هوية سائق الشاحنة لا تزال جارية"، مشيرا الى ان الاوراق الثبوتية التي عثر عليها تعود لرجل عمره 31 عاما ومقر اقامته نيس.
واثر الاعتداء فرضت السلطات طوقا امنيا في المكان ودعت المواطنين لملازمة الاماكن التي يتواجدون فيه.
- جثث مغطاة - وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية بيار هنري برانديه ان "التحقيقات جارية حاليا لمعرفة ما اذا كان منفذ الاعتداء تصرف بمفرده ام كان لديه شركاء تمكنوا من الفرار، السبب الذي يدفعنا الى دعوة الناس لملازمة منازلهم".
وانتشر عدد كبير من افراد الشرطة والجيش في المكان.
وكان في الامكان رؤية الجثث على الارض، وقد تمت تغطيتها، بينما وقف اشخاص يبكون وفي حالة صدمة على رصيف مغطى بالدم.
ونتيجة اجواء الرعب، سرت شائعات عن عمليات احتجاز رهائن تم تناقلها لساعات على الرغم من صدور نفي رسمي لها.
ودان الرئيس الاميركي باراك اوباما بشدة "ما يبدو انه اعتداء ارهابي مروع".
وقال في بيان "نحن متضامنون مع فرنسا، أقدم حليف لنا، في الوقت الذي تواجه فيه هذا الاعتداء".
واكد الرئيس الاميركي ان الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة السلطات الفرنسية في التحقيق لكشف المسؤولين عن هذه المأساة.
بدورها عبرت الحكومة البريطانية عن "صدمتها" ازاء الاعتداء "المروع"، مؤكدة ان رئيسة الوزراء تيريزا ماي تتابع تطورات الوضع وان حكومتها مستعدة لمساعدة نظيرتها الفرنسية.
وتعيش فرنسا التي تعرضت لاعتداءين داميين منذ كانون الثاني/يناير في هاجس حصول اعتداءات جديدة.
وأوقعت اعتداءات 7 و8 و9 كانون الثاني/يناير 17 قتيلا في باريس ومحيطها، بينما قتل 130 شخصا في تفجيرات واطلاق نار في باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر نفذها عناصر من تنظيم "داعش" قتل 15 منهم، معظمهم بتفجير نفسه. بينما اوقفت السلطات الفرنسية والبلجيكية عشرين مشتبها به على خلفية تلك الاعتداءات.
إلى ذلك، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي اليوم ان اميركيين قتلا في اعتداء نيس بجنوب شرق فرنسا الذي اوقع ما لا يقل عن 84 قتيلا ليل الخميس.
وقال المتحدث في بيان في وقت يزور وزير الخارجية جون كيري موسكو لبحث النزاع في سوريا "يمكننا في الوقت الحاضر ان نؤكد مقتل مواطنين اميركيين في اعتداء نيس في 14 تموز/يوليو".
من جانبها، قالت مصادر أمنية تونسية اليوم إن المهاجم الذي قاد شاحنة ودهس بها حشدا من الناس في مدينة نيس الفرنسية ينتمي لبلدة مساكن التونسية التي زارها للمرة الأخيرة قبل أربع سنوات.
وأضافت المصادر أن الرجل الذي ذكرت مصادر بالشرطة الفرنسية أنه يدعى محمد لحويج بوهلال (31 عاما) لم يكن معروفا لدى السلطات التونسية بأنه يتبنى فكراً متطرفاً.
وقالت إن بوهلال متزوج وله ثلاثة أبناء. ولم تذكر المصادر إلى متى كان يقيم في تونس.
وتقع مساكن على بعد نحو عشرة كيلومترات خارج مدينة سوسة الساحلية.