جامعة أميركية تقدم منحاً مجانية للاجئين للدراسة عن بعد
الوسط – محرر المنوعات
تتيح جامعة إلكترونية أميركية 500 فرصة للدراسة الأكاديمية مجانا يستفيد منها لاجئون سوريين للدراسة عن بعد،ممن فروا من الحرب الأهلية السورية بغية الحصول على درجات جامعية ، وذلك وفق ما نقل موقع قناة "بي بي سي" اليوم الخميس (14 يوليو / تموز 2016).
وتهدف "جامعة الشعب" ومقرها كاليفورنيا، إلى تقديم منح للدراسة في التعليم العالي في إطار مشروع غير هادف للربح بالنسبة لمن تتوافر لديهم قدرات التحصيل العلمي الأكاديمي، ولا تتوافر لديهم قدرات مالية تمكنهم من الالتحاق بجامعة تقليدية.
وقال شاي ريشيف، مؤسس الجامعة ورئيسها: "لا يوجد سبب أفضل من هذا للاستفادة من اختراع الإنترنت".
وتتيح الجامعة عددا من المنح الدراسية المعترف بها، وقوامها أربع سنوات على الإنترنت، لطلبة ينتشرون في 180 دولة.
وقال ريشيف لبي بي سي: "نفتح الباب للدراسة في التعليم العالي. نحن بديل لمن ليس لهم أي بديل، مثل الناجين من الإبادة الجامعية في رواندا، واللاجئين من سورية، ومن الزلزال في هايتي".
وتتيح الجامعة في الولايات المتحدة أماكن للناس ممن ليست لديهم وثائق، وهم في أمس الحاجة لمؤهلات لتحسين وضعهم الوظيفي، لكن ليس لديهم مستندات كافية للالتحاق بكلية تقليدية.
وتتكون الدراسة من 40 وحدة مستقلة، تبلغ تكلفة كل منها 100 دولار لدخول امتحان معتمد، لتصل التكلفة الإجمالية للحصول على الدرجة العلمية 4 الآف دولار.
وتسقط الرسوم عن اللاجئين السوريين.
وقال ريشيف: "لا يوجد شخص أجدر بالتعليم من اللاجئين. إنهم أناس فقدوا كل شيء. كثيرون لن يعودوا إلى بلادهم، وأصبح أطفالهم وأحفادهم لاجئين أيضا".
وأضاف: "السبيل الوحيد للخروج من هذه الدائرة المفرغة هو التعليم، والسبيل الوحيد لهم هو الاندماج في بلدهم الجديد من خلال التعليم".
ومن الأشياء التي جعلت هذا النموذج التعليمي المنخفض التكلفة متاحا وممكنا هو مزيج من التعاون الخيري بين المؤسسات الأكاديمية والتكنولوجية.
وأتاح ذلك للجامعة توسيع نطاق العدد المقبول من 500 إلى 5000 طالب خلال عامين، مع توقعات تشير إلى مضاعفة العدد مرة أخرى.
ويدرس الطلبة 20 ساعة في الأسبوع عبر فصول تنظم على الإنترنت وتضم منم 20 إلى 30 طالبا، إذ يحدد التكليفات العلمية والتدريبات المنزلية جيش صغير من الأكاديميين المتطوعين، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس الجامعية من المتقاعدين، يتقاضون أجرا رمزيا.
ويقول ريشيف إنه لا يوجد نقص أكاديمي بالنسبة للراغبين في مساعدة الطلبة.
وتهدف الفكرة إلى جعل الجامعة مكتفية بذاتها، ويدعمها بعض المانحين الكبار بما في ذلك مؤسسة "جيتس" و"هيويلت باكارد" وشركة "غوغل".
ويرأس المشروع الأكاديمي للجامعة أساتذة بارزون أمثال سير كولين لوكاس، نائب مستشار جامعة أوكسفورد سابقا، ونيكولاس ديركس، مستشار جامعة كاليفورنيا، و بيركيلي وجون سيكستون، رئيس جامعة نيويورك سابقا.
وظل التركيز الأكبر على التعليم العالي معتمدا على ما يعرف باسم دورات الإنترنت المفتوحة.
وينضم لهذه الدراسات عشرات الملايين من الطلبة، لكنها تتيح في الغالب وحدات قصيرة أكثر من تقديمها درجات علمية كاملة.
لكن منهج "الجامعة الشعبية" يتسم بالاختلاف تماما.
وتتيح الجامعة مؤهلات لتحسين الفرص الوظيفية للطلبة ممن يعانون من ظروف صعبة.
وتركز الجامعة على طائفة صغيرة من التخصصات مثل الكمبيوتر والصحة والأعمال، ومع ذلك لا تبدو هذه الخيارات سهلة.
ويقول ريشيف: "التعليم على الإنترنت متاح للجميع. ويتطلب دافعا كبيرا وقدرة على التعليم الذاتي. أعني أنك ستعمل طوال الوقت ثم يتعين عليك بعد ذلك الدراسة لساعات طويلة في المنزل".
وأضاف: "في الفصل الدراسي التقليدي، يمكنك أن تنام، والحصول على شيء بعد ذلك من صديق، هنا الوضع أصعب".
النسبة للطلبة اللاجئين، هناك خطة لجعل ذلك أقل انعزالا، مع مفاوضات لتحديد مدى قدرتهم على الدراسة على الإنترنت لمدة عامين، ثم الانتقال إلى جامعة محلية خلال العامين الأخيرين.
ويوجد في الولايات المتحدة، تعاون مع جامعة كاليفورنيا في بركلي، لذا فبإمكان طلبة الجامعة الشعبية المتميزين التحول بعد عامين إلى مؤسسة فعلية، وليست افتراضية، في كاليفورنيا.
كما يوجد مشروع آخر محل دراسة يهدف إلى إتاحة دورات دراسية باللغة العربية.
وأنشئت "الجامعة الشعبية" بهدف خاص، ألا وهو الوصول إلى أولئك الذين حرمتهم الظروف من الحصول على درجة جامعية.
وقال ريشيف إن مثل هذه الابتكارات على الإنترنت تثير تساؤلات واسعة النطاق بشأن شكل التعليم العالي في المستقبل مع استمرار منحنى نموه في الصعود.
ويوجد طلب متزايد على مستوى العالم للاتحاق بالجامعة.
وفي الدول الغربية مازالت أعداد الطلبة تتزايد، لكن ثمة قضايا شائكة سياسيا بشأن ارتفاع تكلفة الرسوم وعدم التكافؤ في فرص الالتحاق بالجامعات.
وقال ريشيف إن صعود نجم الجامعات على الإنترنت يثير بعض القضايا بشأن تكلفة الحصول على درجة جامعية.
وأضاف أن منهج انخفاض التكلفة والانتشار الكبير قد يستفيد منه طلبة في دول نامية، غنية بالمواهب وتفتقر إلى الفرص.
وقال إن الحكومات تستثمر في مشروعات الجامعات المرموقة، في الوقت الذي قد تتيح فيه الجامعات على الإنترنت، أو التعليم عن بعد، قيمة أفضل.
ويتوقع أنه لو فتحت الجامعات "أبوابها" في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء فسيكون هناك فيض من الابتكار غير المستغل.
وقال: "ستشهدون أينيشتاين جديدا من زيمبابوي".