فرنسا فخورة بمنتخبها على رغم خيبة أمل الهزيمة في نهائي يورو 2016
باريس - د ب أ
في الساعات التالية للمباراة النهائية ببطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016)، شهدت شوارع العاصمة الفرنسية (باريس) احتفال أعداد كبيرة من المشجعين، فقد رفعت الأعلام من نوافذ السيارات التي أطلقت أبواقها لكن أغلب تلك الأعلام لم تكن أعلام أصحاب الأرض فقد كانت الكلمة الأخيرة في البطولة من نصيب البرتغال.
فعقب فوز المنتخب البرتغالي على نظيره الفرنسي صاحب الضيافة 1-صفر في المباراة النهائية مساء الأحد على ملعب استاد "دو فرانس" في سان دوني بالقرب من العاصمة باريس، توجه مشجعو البرتغال إلى قصر الإليزيه للاحتفال بالتتويج الأول لبلادهم.
وشهدت المباراة العديد من اللحظات التي انحبست فيها أنفاس الجماهير الفرنسية التي احتشدت في المقاهي وساحات المشاهدة الجماعية لمتابعة المباراة، إذ اقترب منتخبهم من التسجيل في أكثر من مناسبة لكن كل محاولاته باءت بالفشل ليأتي الحسم عن طريق البرتغالي إيدير لوبيز خلال الوقت الإضافي.
وقال مشجع فرنسي يدعى ماكلين أمان (22 عاما) كان متواجدا بالقرب من قوس النصر، ويرسم ألوان العلم الفرنسي الثلاثة على وجهه كغيره من العديد من المشجعين الفرنسيين "أشعر بخيبة أمل وضيق وغضب".
وقالت مشجعة تدعى نينا سوزو (23 عاما) شعرت بخيبة أمل شديدة بالهزيمة أمام البرتغال بعد الفوز على ألمانيا في الدور قبل النهائي، وأضافت "كنت اشعر وأنا أشاهد المباراة أنهم (لاعبو فرنسا) لا يدركون حقا أنها مباراة نهائية".
وعلى رغم ذلك أكد أمان وسوزو أنهما فخوران بالمنتخب وبلادهما التي استضافت بطولة ناجحة.
وبعد سلسلة من الهجمات الإرهابية التي وقعت في العام الماضي وكذلك المظاهرات والإضرابات العمالية التي عطلت البلاد لأيام خلال الأشهر الأخيرة، كانت مخاوف قد أثيرت حول نجاح البطولة.
وعلى رغم تلك الأحداث وكذلك اندلاع أعمال عنف بين مشجعين إنجليز وروس في مدينة مرسيليا في بداية البطولة، وبعض المناوشات حول العاصمة باريس عقب المباراة النهائية، لم تشهد البطولة ككل عقبات كبيرة في ظل التشديد الأمني طوال فترة إقامتها.
وقالت المؤرخة ليندساي ساره كراسنوف مؤلفة كتاب "صناعة الزرق: الرياضة في فرنسا بين العامي 1958 و2010" في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "على رغم نتيجة النهائي، فرنسا فازت بهذه البطولة الأوروبية".
وأضافت كراسنوف "النتيجة لا تعكس ما حققته البطولة لبلادنا. لقد أعادت رسم تصور الشعب عن كرة القدم، وذلك قبل خوض تحدي استضافة كأس العالم 2019 لكرة القدم للسيدات".
وعلى رغم الشكوك التي حامت حول المنتخب الفرنسي خلال استعداداته للبطولة، نجح الفريق في كسب قلوب مشجعيه وخلق الإثارة ليحتشد المشجعون في المقاهي وساحات المشاهدة الجماعية قبل ساعات من صافرة البداية سواء في مباراة الفريق أمام نظيره الألماني في الدور قبل النهائي أو مباراته أمام البرتغال في النهائي.
فقبل مباراة الأمس، اكتظت ساحة المشجعين الواقعة بجوار برج إيفل حتى اضطر رجال الأمن لعدم السماح بدخول المزيد.
وأعلن قصر الإليزيه صباح اليوم الاثنين (11 يوليو/ تموز 2016) أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيستضيف المنتخب الفرنسي لتناول الغداء اليوم.
وقالت كراسنوف "نظرا للاضطراب السياسي والاقتصادي والاجتماعي، خاصة بعد أحداث تشارلي إبدو وهجمات 13 نوفمبر/ تشرين الثاني، كنا في أمس الحاجة إلى هذه البطولة الأوروبية من أجل توحيد البلاد من جديد".
وأضافت "لا تزال هناك انقسامات في المجتمع وتراجع في شعبية الرئيس كما أن كل القضايا التي شغلت البلاد في مايو/ أيار كانت لا تزال قائمة، ولكن الشهر الأخير (الذي أقيمت فيه البطولة الأوروبية) منح الأمل للفرنسيين. ليس فقط في منتخبهم ولكن ربما في أنفسهم أيضا".