غريزمان يحلم بتكرار إنجاز بلاتيني وقيادة المنتخب الفرنسي للقب الأوروبي
باريس - د ب أ
قبل 32 عاما، لعبت الأهداف التسعة التي أحرزها الأسطورة ميشيل بلاتيني دورا بارزا في تتويج المنتخب الفرنسي لكرة القدم بأول ألقابه في البطولات الكبيرة من خلال كأس الأمم الأوروبية (يورو 1984) بفرنسا.
والآن، يحتاج المنتخب الفرنسي إلى مزيد من الأهداف للاعبه أنطوان غريزمان من أجل التتويج بلقب النسخة الحالية (يورو 2016) التي تستضيفها فرنسا أيضا.
وأحرز غريزمان حتى الآن ستة أهداف في النسخة الحالية ، ولا يرجح أن يصل اللاعب إلى رصيد الأهداف التسعة (رقم قياسي) الذي حققه بلاتيني في نسخة 1984.
ولكن أهداف غريزمان قد يكون لها الدور الأكبر في حسم اللقب لصالح الفريق بعدما لعبت دورا بارزا في بلوغه المباراة النهائية للبطولة الأوروبية ليكون النهائي الأوروبي الثاني للديك الفرنسي على أرضه.
وتضمن رصيد بلاتيني في نسخة 1984 بعض الأهداف السهلة في مباريات محسومة منطقيا فيما كانت أهداف غريزمان كلها في مباريات كبيرة وقوية باستثناء هدفه في مباراة الفريق أمام المنتخب الأيسلندي في دور الثمانية والتي انتهت بفوز فرنسا 5/ 2.
وعندما عانى المنتخب الفرنسي في مباراته أمام ألبانيا بالدور الأول، كان هدف غريزمان بضربة رأس في الدقيقة الأخيرة هو ما حسم المباراة وكسر حاجز الصمت كما سجل اللاعب هدفين ليقلب تأخر فريقه بهدف نظيف في الشوط الأول إلى فوز ثمين 2/ 1 على أيرلندا في الشوط الثاني خلال مباراتهما بدور الستة عشر للبطولة.
وفي المربع الذهبي للبطولة، أحرز غريزمان ثنائية أخرى ليقود المنتخب الفرنسي إلى فوز ثمين 2/ صفر على نظيره الفرنسي.
وجاء الهدف الأول لغريزمان في مباراة ألمانيا من ركلة جزاء سددها بشكل رائع في الزاوية العليا للمرمى على يسار حارس المرمى الألماني مانويل نيوير الذي ذهب في الناحية الأخرى علما بأنه يعتبر الحارس الأفضل في العالم.
وأكد غريزمان أنه يستطيع الاحتفاظ بهدوئه وسط الضغوط حيث سجل ركلة الجزاء مساء أمس رغم إهداره ضربة جزاء حاسمة لأتلتيكو مدريد خلال المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في 28 مايو/أيار الماضي والتي خسرها الفريق أمام ريال مدريد.
وجاء الهدف الثاني اثر متابعة جيدة من غريزمان للكرة التي سددها زميله بليس ماتويدي وارتدت من الحارس نيوير ليسددها جريزمان وتمر من بين قدمي الحارس إلى داخل المرمى.
ولكن الأمور كلها لم تكن على ما يرام بالنسبة لغريزمان في البطولة الحالية حيث كان اللاعب ضحية لمرونته ولتردد المدرب ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي وحيرته بين الاعتماد على طريقة اللعب 4/ 3/ 3 أو 4/ 2/ 3/ 1.
وقال ديشان: "لست غبيا. أعلم أن أنطوان غريزمان لاعب رائع في الهجوم ولكنه كان مفيدا بالنسبة لنا أيضا في جانب الملعب (الجبهة اليمنى)".
ويلعب غريزمان مع فريقه أتلتيكو مدريد الأسباني في مركز المهاجم المتأخر أو غير الصريح خلف رأس الحربة، ولكنه لم يبد امتعاضا من تغيير هذا المركز في بداية مشاركته مع المنتخب الفرنسي بالبطولة الحالية قبل أن يعيده ديشان لمركزه المفضل.
وقال غريزمان: "أشعر بالسعادة إذا لعبت في الناحيتين اليسرى أو اليمنى أو إذا لعبت في منطقة الجزاء. سأبذل كل ما بوسعي في أي مكان. ولكن الحقيقة أنني اعتدت اللعب في الأمام وهو ما يجعل اللعب في هذا المركز أسهل بالنسبة لي".
ولا يمكن التغاضي عن اعتياد غريزمان للعب في خط الهجوم حيث سجل 32 هدفا لأتلتيكو نتيجة تواجده في هذا المركز وكلان منها الهدف الحاسم الذي أحرزه في شباك بايرن ميونيخ الألماني بالدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا في مايو الماضي.
ولا يجد غريزمان صعوبة في بذل الجهد الكبير بالملعب إضافة لقدرته على هز الشباك كما يستطيع تسجيل الأهداف برأسه على رغم عدم تمتعه بطول القائمة.
وسبق لأندية فرنسية عدة أن رفضت اللاعب بسبب قصر قامته وبنيانه الجسماني الهزيل.
وبعدما صنع غريزمان لنفسه اسما مع ريال سوسييداد الأسباني، انتقل اللاعب إلى أتلتيكو مدريد في 2014 ليواصل تألقه وسطوعه من خلال النادي الكبير تحت قيادة المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني.
والآن، يستعد غريزمان ليلعب دور الملهم للمنتخب الفرنسي مرة أخرى خاصة بعدما رفع رصيده إلى ستة أهداف ليتصدر قائمة هدافي البطولة وهو رصيد لم يسجله أي لاعب من قبل في نسخة واحدة بالبطولات الأوروبية سوى بلاتيني عندما أحرز تسعة أهداف وقاد منتخب بلاده للفوز بلقب يورو 1984.