"اليونيسيف": بسبب النينيو... 26,5 مليون طفل عالمياً بحاجة إلى مساعدات
واشنطن - إذاعة الأمم المتحدة
أفاد تقرير حديث لليونيسيف، بأنه وعلى الرغم من انحسار ظاهرة النينيو، إلاّ أن أثرها المدمر على الأطفال ما زال آخذا في الازدياد، بما في ذلك الجوع وسوء التغذية وتفشي الأمراض، بسبب حدة موجات الجفاف والفيضانات الشديدة التي نتجت عنه.
ومع ارتفاع فرص حدوث ظاهرة النينيا، التي تمثل الجانب الآخر للنينيو، في وقت لاحق من هذا العام، فهناك حاجة إلى مساعدة ملايين الأطفال حول العالم ومجتمعاتهم، كي لا تتفاقم الأزمة الإنسانية.
وقالت اليونيسيف في تقرير جديد بعنوان "لم تنته بعد"، الذي يتطرق إلى تأثير النينيو على الأطفال، إن هناك فرصة قوية لحدوث ظاهرة النينيا، محذرة من أن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة التي تؤثر على ملايين الأطفال في بعض المجتمعات الأكثر ضعفا.
فوفقا للتقرير، هناك حوالي 26,5 مليون طفل بحاجة إلى دعم، بما في ذلك أكثر من مليون طفل بحاجة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد، في أسوأ المناطق تضررا من الجوع، أي في الشرق والجنوب الأفريقي.
ماشاريا كاماو، مبعوث الأمم المتحدة بشأن النينيو، قال إن الوضع الآن مع النينيو وبداية ظاهرة النينيا لا يزال صعبا ومزريا:"لا زال لدينا أكثر من 60 مليون شخص يواجهون واقعا صعبا جدا على الأرض. لقد عدت للتو من رحلة إلى جنوب المحيط الهادئ وآسيا، وما رأيناه هناك، نظرا لأن ظاهرتي النينيو والنينيا المناخيتين تبدأن ببطء، ولذا فلا تحظيان باهتمام كبير من وسائل الإعلام مثل الأعاصير أو الزلازل. لذلك، على الرغم من كونهما كوارث حقيقية، تقوضان قدرات المجتمعات المحلية على التعامل مع الكوارث والبقاء على قيد الحياة، التي لا تحصل على نفس الاستجابة. لهذا ما زال يعاني الكثيرون، ونفقت الكثير من الماشية، ويتم فقدان المحاصيل ويبقى الوضع مزريا للغاية على أرض الواقع."
كما أشار التقرير إلى أنه في العديد من البلدان، التي استنفدت مواردها بالفعل، اضطرت الأسر المتضررة إلى بيع ما لديها من أصول والاكتفاء بوجبات أقل من الطعام، مثل هذا الراعي من زيمبابوي، والتر مهلابا:"لقد بعت معظم الماشية، لأنها كانت تتضور جوعا حتى الموت. لم أستطع جلب الكثير من المال، فقط 30 أو 20 دولار. سقطت واحدة منها ونفقت أمام المشتري. لقد حفرت العديد من المقابر للماشية. يوجد واحدة هناك. البعض منها يموت عند الولادة، فالمشيمة تسقط بسبب الجوع."
وقد كان للنينيو أثر سلبي في الحصول على المياه الصالحة للشرب في العديد من البلدان، وارتبط أثره بزيادة في أمراض مثل حمى الضنك والإسهال والكوليرا، والتي تشكل الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال.
وفي أميركا الجنوبية، خاصة البرازيل، خلقت ظاهرة النينيو الظروف المواتية لتكاثر البعوض الذي ينقل زيكا وحمى الضنك والحمى الصفراء. وإذا تجسدت ظاهرة النينيا، فإنها قد تسهم في انتشار فيروس زيكا إلى المناطق التي لم تتأثر به حتى الآن.
كما حذرت اليونيسيف أيضا من مخاوف جدية بشأن زيادة انتقال فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) نتيجة لتأثير النينيو، حيث تعد بلدان الجنوب الأفريقي مركزا عالميا للوباء.
فنقص الغذاء يؤثر على الوصول إلى العلاج المضاد للفيروس، الذي لا يمكن أن يؤخذ على معدة فارغة، وكثير من الناس سوف يستخدمون مواردهم المحدودة لشراء الأغذية بدلا من التوجه إلى أحد المرافق الصحية، كما قد يجبر الجفاف أيضا الفتيات المراهقات والنساء على الانخراط في ممارسة الجنس من أجل البقاء على قيد الحياة.