العبادي يقيل مسئولي الأمن والاستخبارات في بغداد
بالصور... 40 قتيلاً في الهجوم "الداعشي" على مرقد "سبع الدجيل"
بغداد، صلاح الدين - د ب أ، أ ف ب
أعلن مجلس محافظة صلاح الدين اليوم الجمعة (8 يوليو/ تموز 2016) الحداد لمدة 3 ايام على ارواح ضحايا الهجوم الذي استهدف مرقد السيد محمد بن الامام علي الهادي (ع) شمالي قضاء بلد جنوبي محافظة صلاح الدين.
واوضح بيان للمجلس "نعلن الحداد لمدة 3 ايام على ارواح شهداء الحادث الاجرامي في قضاء بلد".
من جهة اخرى، ذكرت مصادر في تيار شهيد المحراب التابع للمجلس الاعلى الاسلامي في العراق ان من بين ضحايا الهجوم الانتحاري الذي استهدف مرقد السيد محمد عضو مجلس محافظة صلاح الدين السابق مصطفى البلداوي و3 من ابنائه.
من جانبه، أقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم الجمعة ثلاثة مسئولين أمنيين في بغداد من مناصبهم بعد اعتداء في الكرادة أوقع 292 قتيلاً الأحد وبعد ساعات على الهجوم على مرقد "سبع الدجيل" الذي أودى بحياة 40 شخصاً وتبناهما تنظيم "داعش".
والاعتداء الانتحاري الذي وقع الأحد بشاحنة صغيرة مفخخة في حي الكرادة المكتظ أثار غضب العراقيين الذين يعتبرون حكومتهم غير قادرة على حماية المدنيين وعلى تطبيق إجراءات أمنية فعالة.
وتبنى اعتداء الكرادة الذي أدى أيضاً إلى إضرار هائلة، تنظيم "داعش" الذي ما زال قادراً على الضرب بهجمات انتحارية تؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى، رغم الهزائم التي لحقت به.
ووقع اعتداء الكرادة الذي يعد احد الهجمات الأكثر دموية منذ الغزو الأميركي للعراق (2003-2011)، أثناء تسوق العراقيين قبل عيد الفطر.
وقال مكتب رئيس الحكومة في بيان إن "رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اصدر اليوم الجمعة أمراً بإعفاء قائد عمليات بغداد من منصبه، وإعفاء مسئولي الأمن والاستخبارات في بغداد من مناصبهم". وقائد عمليات بغداد هو الفريق عبد الامير الشمري.
وأوضح مصدر مقرب من العبادي إن المسئولين الآخرين اللذين تم إعفاؤهما، هما رئيس استخبارات بغداد في وزارة الداخلية، والمسئول عن أمن العاصمة في مكتب مستشار الامن الوطني.
وجاء قرار العبادي بعد أيام على إعلان وزير الداخلية العراقي محمد الغبان استقالته، موضحا انه أقدم على هذه الخطوة بسبب "تقاطع الصلاحيات الامنية وعدم التنسيق الموحد للاجهزة الأمنية"، مشيرا الى "خلل اساسي" في هذا القطاع.
وقال الغبان ان الشاحنة الصغيرة المفخخة في الكرادة أتت من محافظة ديالى شمال شرق العاصمة، ما يعني انها تمكنت من عبور نقاط المراقبة الامنية بلا عراقيل. وقبل العبادي استقالة وزير الداخلية.
قذائف وإطلاق نار وانتحاريون
وأعلن رئيس الوزراء إقالة مسئولي الأمن والاستخبارات في بغداد بعد ساعات على اعتداء بلد الذي اسفر عن مقتل أربعين شخصاً على الأقل وإصابة 74 آخرين في المدينة التي تبعد 70 كيلومترا شمال بغداد، بحسب حصيلة جديدة للمتحدث باسم وزارة الصحة احمد الرديني. وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى 30 قتيلاً وخمسين جريحا.
واستهدف الهجوم مرقد السيد محمد ابن الإمام الهادي المعروف بـ"سبع الدجيل" في محافظة صلاح الدين.
وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان إن قصفاً بقذائف الهاون استهدف المرقد فجرا قبل أن تقتحمه مجموعة مسلحين انتحاريين وتقوم بإطلاق النار.
وأوضح البيان الصادر عن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة ان اثنين من الانتحاريين فجرا نفسيهما في سوق تجاري قرب المرقد، في حين تم قتل الانتحاري الثالث وتفكيك حزامه الناسف.
وتبنى تنظيم "داعش" الهجوم بحسب ما أوردت وكالة "اعماق" التي تنقل أخبار التنظيم الذي غالبا ما يستهدف المدنيين الشيعة.
وأفادت الوكالة الجمعة أن "خمسة انغماسيين من الدولة الإسلامية هاجموا قبل منتصف ليل الجمعة تجمعاً للحشد الشيعي عند مرقد محمد بن علي الهادي في قضاء بلد بصلاح الدين وقتلوا حراسه وتواجهوا مع عناصر الامن على مدى ساعات قبل ان يفجروا احزمتهم". ولم يشر بيان التنظيم الى اطلاق قذائف هاون.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى العراق جان كوبيس في بيان "من الواضح أن هذا الهجوم الجبان ضد الضريح يهدف الى احياء التوترات الطائفية وإدخال العراق في الايام المظلمة للصراع الطائفي".
ويشكل الشيعة غالبية سكان بلد إلا أن المدينة محاطة بمناطق ريفية كثيرة ذات اكثرية سنية. وتسيطر القوات العراقية على جزء كبير من محافظة صلاح الدين وطردت التنظيم الجهادي من كبرى مدنها تكريت ومدينة بيجي.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية استولى على المدينتين بعد هجوم ساحق في يونيو/ حزيران 2014 سمح له بالاستيلاء على مساحات واسعة، في مواجهة تفكك القوات العراقية.
لكن بعد اشهر وبمساعدة من طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ومن العشائر وقوات الحشد الشعبي، بدأت القوات العراقية تتقدم على التنظيم المتطرف.