صحف ألمانية: حرب 2003 جعلت من العراق تربة خصبة لـ "داعش"
لندن - أ ف ب
لم يبد معلقو الصحف البريطانية اليوم الخميس (7 يوليو/ تموز 2016) الكثير من التعاطف مع طوني بلير الذي دعا إلى الكف عن التشكيك في نواياه بشأن الحرب الكارثية على العراق بعد أن وجه له تقرير شيلكوت انتقادات لاذعة.
وكتبت صحيفة "ذي صن" الاكثر مبيعاً أن بلير "لكي لا يفقد عقله لا يزال عليه أن يردد لنفسه أن العالم افضل حالا واكثر أماناً بسبب انضمامه إلى الهجوم الذي شنه جورج بوش على العراق. إنها قمة الهذيان".
وأضافت أن "بلير يقر بأن التخطيط لما بعد الحرب كان كارثياً. هذا كل ما يقر به وهو لا يرى سبباً للاعتذار عن قراره خوض الحرب ويصر على أنه سيفعل الشيء نفسه مجدداً. إنه لا يزال يعتقد أنه لم يكن لديه خيار. كان بوسعك أن تقول لا، يا طوني".
بعد نشر التقرير أمس (الأربعاء) عقد بلير مؤتمراً صحافياً مؤثراً استمر ساعتين اعترف خلاله بارتكاب أخطاء لكنه دافع عن نواياه وقال إنه كان سيفعل الشيء نفسه في الظروف نفسها.
وركزت الصحف اليوم على توجيه انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء العمالي السابق الذي فاز في ثلاثة انتخابات ثم تنحى في 2007 عندما اندلعت حرب طائفية في العراق وتلطخت صورته الى حد كبير. وقال بلير وهو يكاد يبكي إنه يشعر بالحزن أكثر مما يمكن لأي كان أن يتصور بسبب الحرب.
وكتبت المعلقة آن بركنز في صحيفة "غارديان" ان "التشكيك في صدق احد يبدو وضيعا في مثل هذه الظروف... لكني رأيته بمظهر المتأثر سابقاً ومثل ملايين الناخبين فانا لم أعد أثق به". واضافت انه مذنب بإظهاره "عجرفة لم تضعف" في تبرير افعاله.
وكتب مايكل ديكون من صحيفة "ديلي تلغراف" المحافظة إن بلير رفض الاعتذار عن غزو العراق. وقال "ما الذي نفهمه من هذا؟ نداء صادق صادر عن رجل محطم من أجل أن نتفهمه؟ أم أنه مجرد تمثيل، وتجسيد بارع للشخصية".
وقال جون كريس من "غارديان" إن أداءه يظهر حزنه على نفسه في المقام الأول. "أنا، انا، انا. الحرب لا تعني 179 جندياً بريطانياً ومئات الآلاف من العراقيين القتلى. الأمر كله يتعلق به هو على الدوام".
وقال مستشهدا بفيلم "حياة براين" الكوميدي "كانت عينا طوني تشعان بقناعته بانه شهيد. لم يكن فتى شقياً، بل كان المسيح". وكتب تريفور كافانا من "ذي صن" إن بلير "كان على الدوام مهووساً بإرثه كرئيس وزراء. ربما كان يحلم أن يكون مثل بطل حرب أميركي مع كل ما يتصل بذلك من منافع مجزية".
وأضاف "بدلا من ذلك سنذكره باعتباره من أشعل عاصفة من اللهب الإرهابي في عالم ضعيف وغير مستقر".