صحيفة: تركيا تبحث عن مشتبه بهما في هجوم اسطنبول قرب الحدود السورية
اسطنبول - رويترز
ذكرت صحيفة تركية اليوم الأربعاء (6 يوليو/ تموز 2016) أن السلطات تسعى للقبض على مسلحين يشتبه في انتمائهما لتنظيم "داعش" ويعتقد أنهما على صلة بهجوم الأسبوع الماضي على مطار أتاتورك في اسطنبول.
وذكرت الصحيفة أن المسلحين ربما كانا يختبئان على مقربة من الحدود السورية.
واحتجزت تركيا 30 مشتبها به على ذمة التحقيق في الهجوم الانتحاري الثلاثي في مطار أتاتورك الذي أسفر عن مقتل 45 شخصا وإصابة المئات. ويعتبر هذا الهجوم الأكثر دموية في تركيا هذا العام.
ويمتنع المسؤولون الأتراك عن التعليق على التقارير التي تصدر بخصوص التحقيق في الهجوم على الرغم من أن مسؤولا في الحكومة قال إن المهاجمين كانوا روسيا وأوزبكيا وقرغيزيا.
في حين قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن المهاجمين ينتمون لتنظيم "داعش" وهم من الاتحاد السوفيتي السابق.
ووصف إردوغان التنظيم أمس (الثلثاء) بأنه "خنجر في صدر المسلمين."
وذكرت صحيفة يني شفق الموالية للحكومة أن المتشددين ربما كانا يختبأن في الأحراج في منطقة يالداجي في جنوب إقليم خطاي وربما كانا يخططان لتغيير مظهرهما والالتحاق بالجماعات المسلحة في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أنهما من داغستان وهو إقليم تسكنه أغلبية مسلمة في منطقة شمال القوقاز الروسية.
ولم تفصح الصحيفة عن مصدر المعلومات التي أوردتها في تقريرها.
وقالت "اتخذت وحدات المخابرات والأمن إجراءات مشددة في المنطقة للقبض على الإرهابيين نظرا لاحتمال عبورهما إلى سوريا."
وأشارت إلى أن أعضاء آخرين في نفس المجموعة المنتمية إلى التنظيم هربوا إلى منطقتي كلس وغازي عنتاب اللتين تقعان شرقا ويختبئون هناك.
وذكرت أن المشتبه بهما القوقازيان يستخدمان أوراق هوية مزورة ويتلقيان الدعم من خلايا تابعة للتنظيم المتشدد.
هجمات عيد الفطر
في أعقاب هجوم اسطنبول وقعت هجمات كبيرة في بنجلادش والعراق والسعودية خلال الأسبوع المنصرم وجرى التخطيط لها كلها فيما يبدو لتتزامن مع فترة التي تسبق عيد الفطر مباشرة.
وقال إردوغان في كلمة أمس الثلثاء "باستخدام اسم الإسلام المقدس واستغلاله ذهبت هذه الجماعة الإرهابية التي تسفك دماء المسلمين إلى حد مهاجمة مدينة" مسجد وقبر نبينا.
وأضاف "داعش ("داعش") خنجر في صدر المسلمين. من يقدم الدعم لهذه الجماعة سواء بدافع التعصب الطائفي أو بدافع آخر يرتكب نفس الخطيئة."
وقال وزير الداخلية التركي إفكان آلا أمس الثلثاء إن 15 من 30 محتجزا على ذمة التحقيق أجانب من دول مختلفة. وقالت صحيفة يني شفق إن 11 أجنبيا مشتبها بهم احتجزوا أمس الثلاثاء روس وإن أربعة من 13 مشتبها به احتجزوا يوم الأحد أجانب.
وفي هجوم الأسبوع الماضي فتح ثلاثة انتحاريين النار لخلق حالة من الرعب أمام المطار قبل أن يدخله اثنان منهم ويفجرا نفسيهما. وفجر المهاجم الثالث ما كان يحمل من متفجرات عند مدخل صالة الوصول الدولية بالمطار.
وقال الكرملين اليوم (الأربعاء) إنه يعتقد أن هجوم مطار اسطنبول قد يكون نتيجة تجاهل الأجهزة الأمنية التركية والأوروبية لإشارات موسكو عن اختباء من يشتبه أنهم "إرهابيون" في تركيا وأوروبا.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف "خلال السنوات الكثيرة المنصرمة أبلغ الجانب الروسي... زملاءنا الأتراك والأوروبيين أن أشخاصا يشتبه بأن لهم صلات بالإرهاب... يختبئون في تركيا وفي عدد من الدول الأوروبية."
وأضاف بيسكوف "في أغلب الحالات لم تجد هذه الإشارات من الجانب الروسي الاهتمام المناسب أو أي رد فعل من زملائنا. للأسف هذه (الهجمات في اسطنبول) قد تكون نتيجة لمثل هذا التجاهل."
وتقول موسكو إن آلاف المواطنين الروس ومواطنين من دول سوفيتية سابقة انضموا للدولة الإسلامية وسافروا عبر تركيا للوصول إلى سوريا. وخاضت روسيا حربين ضد الانفصاليين في الشيشان بشمال القوقاز في التسعينيات وحاربت تمردا إسلاميا في داغستان.
وتختلف روسيا وتركيا بسبب دعم موسكو للرئيس السوري بشار الأسد ودعم أنقرة لمعارضيه لاسيما منذ العام الماضي عندما أسقطت تركيا طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية.
لكن في الأسابيع الأخيرة تحسنت العلاقات بعد أن قال البلدان إن ثمة حاجة إلى تنحية الخلافات من أجل قتال العدو المشترك وهو تنظيم "داعش".