شابة سعودية أعجزت الأطباء... وفاءاً لزوجها
الوسط - محرر المنوعات
سردت صحيفة "الجزيرة" السعودية تفاصيل قصة حقيقة يتجلى فيها وفاء امرأة سعودية تُدعى "أم عبدالله" لزوجها، متسائلة هل هناك أكثر من أم عبدالله أو من هن بصفاتها؟
وما يلي نص التقرير:
أم عبدالله قصة حقيقية تستحق أن تكون مضرب مثل لجيل النساء الحالي قصة بين أطرافها الكثير من المعاني السامية وقصة كفاح ممزوجة بكبد وعناء وشقاء. كان هدفها الإمساك بزمام الأمور. وتثبيت أعمدة البيت.. قصة تستحق القراءة من أول حرف لآخر سطر..
سنختصرها في أسطر معدودة رغم أنها تحتاج إلى صفحات إن لم تكن مجلدات.أم عبدالله ذات الـ 18عاما من أسرة معروفة وعريقة.
تزوجت من رجل يكبرها بأعوام، وليس من أبناء جيلها. توفيت زوجته وتركت خلفها ثلاث بنات وولداً، أكبرهم سبع سنوات وأصغرهم خمسة أشهر.
لم تمانع أم عبدالله الاعتناء بالأطفال من الزوجة المتوفاة، ولم تشترط خادمات أو غيرها، بل كانت تحرص على تربيتهم التربية الصحيحة، بعد أن رفض أهل الزوجة المتوفاة استقبال أطفالها.
تعرضت أم عبدالله في حياتها للكثير من المنغصات والمشكلات التي كادت تؤدي إلى الطلاق عدة مرات، إلا أنها صبرت وتحملت في سبيل "لم شمل الأسرة".
وبعد مرور السنة الأولى رزقت بمولودها الأول عبدالله، ومعه عظمت المسئولية، واستمرت في متابعة الأطفال في دراستهم وأكلهم وشربهم ونظافتهم ولباسهم تتابعهم الواحد تلو الآخر.
استمرت أم عبدالله في رعاية البنات وعبدالعزيز ابن الزوجة الأولى وعبدالله ابن بطنها، لا تفرق بينهما أبداً.
أم عبدالله التي تنظر إلى الله في كل خطوة تخطوها تجاه أطفال "أيتام" كانت قريبة لهم، ربتهم التربية الإسلامية الصحيحة، وعلمتهم أمور دينهم والحرص على أداء الصلاة في أوقاتها. تذاكر لهم دروسهم وتتابعهم عن كثب.
مرت السنون وأنجبت أم عبدالله ولدين آخرين؛ ليصبح المنزل به ثلاث بنات وأربعة أولاد.
تعرض زوجها لحادث مروري شنيع وكانت الأمور مستعصية للغاية في علاجه، وكان تأكيد الأطباء أنه لا يستجيب للحالة، لكن أم عبدالله كانت تقطع أكثر من 160 كيلومتراً يومياً؛ من أجل أن تقرأ على زوجها، وتبتهل على الله أن يبقيه لها ولأبنائه.
وكان الأطباء يؤكدون أن حالته "ميؤوس منها". فتركت الأطباء وتقاريرهم، وذهبت إلى رب الأطباء الذي يقول: "كن؛ فيكون". وكانت الصدمة للأطباء بأحد أكبر مستشفيات العاصمة الرياض عندما بدأ يفيق ويستجيب للعلاج بفضل الله ثم ما عملته هذه المرأة الطيبة الصالحة التي صدقت مع ربها؛ فاستجاب زوجها للعلاج بعد فترة قاربت الشهرين، وبصفة يومية تقطع 160 كيلومتراً من غير كلل. فاق رجلها، وعاد إلى حياته الطبيعية.
قصة أم عبدالله "حقيقية".. فهل هناك أكثر من أم عبدالله أو من هن بصفاتها؟ بالتأكيد هن قلة، وهن قدوة ومضرب مثل لبنات هذا الجيل.