«مدمن» يقتل طفلته بمحافظة الخرج في السعودية
الوسط - المحرر الدولي
أكد مصدر في شرطة الخرج جنوب شرق العاصمة السعودية الرياض أن الطفلة المقتولة (4 أعوام) طعناً بالسكين على يد والدها فجر (الجمعة) الماضي في محافظة الخرج، كان نتيجة لخلافات بينه وزوجته، ما أدى إلى انتقامه من الأم من خلال الطفلة، في الوقت الذي ظهر فيه تعاطي الأب للمخدرات وإدمانه لها ، حسبما قالت صحيفة الحياة اليوم الإثنين (4 يوليو / تموز 2016).
وأوضح اختصاصي علم النفس الجنائي مصلح العنزي أن الشخصية المدمنة المتعاطية للمخدرات لا تأبه بتدمير نفسها وعلاقاتها، في الوقت الذي يتكفل فيه المخدر بتشويه المدركات لديه وإلغاء جميع القيم الحقيقية المعززة للسعادة.
ووصف شخصية وهيئة المدمن عموماً بأنه «إنسان يعيش منعزلاً عن العالم، يعاني من الاكتئاب، انفعالي إلى حد كبير، بل إن أي موضوع يستثيره ويستفزه، ويعطي الموقف أكبر من حجمه وتكون ردود أفعاله أكثر بكثير مما يتطلبه الموقف، كما أنه لا يكترث لمن حوله، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل إنه يعاني من ضلالات وهلاوس سمعية وبصرية وشك مرضي يدفعه إلى تأويل كل شيء وفقاً لما يراه حتى لو كان خطأً».
وأشار العنزي إلى أن المتعاطي يكون عادة حبيس وسجين للمخدرات، إذ تجده دائماً متعكر المزاج، في حين يتغير حاله عند تناولها لتوهمه أنها هي سبب شعوره بالراحة والسعادة، في الوقت الذي يعاني من آثارها لاحقاً، كما يغلب عليه العنف والعدوانية في تعامله وخوض المشاحنات مع أفراد أسرته.
وعن معاناة الأسرة التي يعيش بين أفرادها مدمن مخدرات، قال المختص بعلم النفس الجنائي: «إن أسرة المتعاطي تفتقر الشعور بالأمن والأمان، إذ تعيش بتوتر وقلق دائم وحياة غير مستقرة تعاني من التصدع والتفكك الأسري، إضافة إلى ضعف في المستوى الاقتصادي واحتمالية تأثير المدمن على ذويه باعتبارهم له أنموذجاً لهم في التعاطي يحذون حذوه في المستقبل».
وطالب بإدراج المصحات النفسية وعلاج الإدمان بمظلة وزارة الداخلية فضلاً عن الصحة، إذ يعد ضرورة أمنية ملحة نظير ارتباطها بالجرائم التي ترتكب وإدراكها آلية تسويق المخدرات في الوقت التي تمتلك فيه الداخلية إمكانيات أقوى وصلاحيات أفضل من الصحة، كما طالب استبدال المرشد الطلابي في المدارس بمختصين نفسيين، لتغيير ثقافة ونظرة المجتمع إزاء الاختصاصي النفسي، وتعويده اللجوء إليه من دون تحرج، كما أن عمل دراسات وأبحاث مكثفة ودقيقة في مجال الإدمان والتعرف على تاريخ بداية التعاطي للمدمن والفئة العمرية وغيرها ، كفيل بالحد من الإدمان.
وأضاف العنزي أن ميل الإعلام للإثارة وخوضه الكثير من القضايا والجرائم وإظهاره المجتمع بشكل سلبي، من شأنه تعميق السلبيات الحياتية في عقول الأفراد مما يشعرهم أن الحياة ليس لها معنى.