بالصور... حشود تُشيع فخرية مسلم وتواري جثمانها الثرى بمقبرة الخارجية بسترة
سترة - محمد الجدحفصي
شاركت حشود ضخمة، اليوم السبت (2 يوليو/ تموز 2016)، في تشييع فخرية مسلم (42 عاماً)، التي توفيت بحادث أليم، مساء الخميس على شارع الشيخ جابر الصباح، وتمت مواراة جثمانها الثرى بمقبرة الخارجية بجزيرة سترة.
وانطلق موكب تشييع الفقيدة من مأتم دار الحسين (ع) عند الساعة الثالثة والنصف عصراً، وجاب طرقات المنطقة وصولاً للشارع الرئيسي وانتهاءً بمقبرة منطقة الخارجية.
وقال أحد أقارب الفقيدة إنها تعمل مدرسة لغة عربية بمدرسة النور الثانوية، وكان يوم وقوع الحادث آخر يوم لها قبل حلول الإجازة الصيفية للمدرسين والمدرسات، وكانت الفقيدة في هذا اليوم تحاول جاهدة تخليص أمور شراء ثياب العيد لأبنائها وبناتها إلا أن الموت كان أسرع عندما خطفها سريعاً من دون إنذار.
يذكر أن الفقيدة لديها 3 من الأبناء وبنت واحدة أصيبت بالحادث بإصابات متفرقة.
"صغيرتي غدير... سلمت تلك الأنامل التي تقطر إبداعاً... دمت غديراً ننهل منه عذوبة وصفاء"، بهذه الكلمات خطت الأستاذة فخرية مسلم حبر قلمها إلى إحدى طالبتها بمدرسة النور الثانوية للبنات. فمن قال إن المعلمين ليسوا شموعاً تنير عتمة الظلام!
للأستاذة فخرية مسلم، عشرات الحكايا مع طالباتها يطول سردها ويعجز القلم عن وصف تفاصيلها الجميلة، فهنا كانت تلاطف هذه، وهناك تداعب تلك، هي صاحبة "الابتسامة الساحرة " كما أطلقت عليها الفتيات هذا الاسم، لذلك كان نبأ وفاة الأستاذة صعباً على طالبتها اللاتي طالما أحببنها دون الأخريات.
بدورها، نعت الطالبة غدير العريبي، رحيل معلمتها بالقول: "معلمة فخرية، خلفت وراء رحيلك المدمي... طالبات مفجوعات، ذهبت وأبقيت تفاصيلك، بودي أن أعود إلى حصة اللغة العربية، وأشاغبك (معلمة بس أني قوميني بقرأ، معلمة بقرأ أنشودة المطر) فتقبضين بحنو على أطراف الأمنية، وتغلفينها جيداً بابتسامتك الشفافة...".
وتواسيها إحدى الصديقات: "غدير الحياة، تحدث ويأخذ الموت أحباباً، ويؤمن المتوكلون"، وتقول بحسرة: "آه آه لفقد الأحبة"، وفي جانب آخر هناك معلمة في قسم اللغة العربية أصحبت بكلمات ممزوجة بالبكاء وهي تقول: "اليوم فقط احتاج لمخزون حزنك فكل أقدار الحزن لا تكفي ما بي... رحلت فخرية".