العدد 5046 بتاريخ 30-06-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


المساعدات النقدية تساعد الأطفال السوريين في العراق على العودة مجدداً إلى مقاعد الدراسة

الوسط – المحرر السياسي   

واجهت إسراء وعائلتها التهجير مرتين، الأولى من منزلهم في دمشق، وبعدها من بلدة الحسكة في سورية. تقيم إسراء الآن في بلدة على مشارف إربيل في إقليم كردستان في العراق، وتمكّنت من العودة مجدداً إلى مقاعد الدراسة في مدرسة محلية بمساعدة من برنامج المنح النقدية الذي تدعمه منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

"عند وصولها، كانت إسراء قد تخلّفت عن الدراسة لمدة عام كامل"، قال نائب المدير في مدرسة تارين، سروان الذي استدرك: "لكنها تلميذة نجيبة جداً، وإنه لمن الجيّد أنها استطاعت العودة مجدداً إلى مقاعد الدراسة". وتدرس إسراء، البالغة من العمر 8 أعوام، في الصف الثالث الابتدائي، وهي تسكن مع والدتها وشقيقتها الكبرى، واثنين من الأشقاء الذكور.

واجهت عائلة إسراء، التي تنحدر من دمشق، التهجير مرتين، أولاً إلى بلدة الحسكة السورية، ومنها مجدداً إلى إقليم كردستان في العراق حيث تقيم حالياً في بلدة على مشارف إربيل. ويحرص أهالي البلدة في محيط العائلة الجديد على بذل كل ما بوسعهم للترحيب بالعائلة.

وأضاف سيران: "هناك الكثير من العائلات السورية في أوضاع خطيرة... إننا حريصون على ألا يشعروا بأنهم غرباء. وإننا نعمل سوياً على مساعدتهم".

يعلو ملامح إسراء بعض الخجل، لكن ابتسامتها المشرقة وروحها الجميلة أكسبتها ود زملائها. وفي كل صباح، تستيقط إسراء مع والدتها التي تساعدها على ارتداء مريولها الرمادي النظيف، وتسرح لها شعرها في ضفيرة إلى الخلف، ليأتي من ثم أصدقاؤها إلى المنزل ويتوجهون إلى المدرسة سوياً سيراً على الأقدام. وتستغرق هذه الرحلة نحو عشر دقائق، يمضونها في الحديث والضحك، ولا يتوقفون خلالها إلا عند متجر على أحد الزوايا، يشترون منه بعض الأطعمة الخفيفة (السناك) لاستراحة الظهيرة.

حين تصل إسراء إلى المدرسة لتجد أحد أصدقائها يكنس أرض الصف، تأخذ المكنسة وتكمل المهمة. ثم يمضي التلامذة بعض الوقت داخل الغرفة، لحين وصول المعلمة، وعندها يسارع كل طفل إلى مكانه ويفتحون الكتب ليبدأ اليوم الدراسي.

وتدعم "اليونيسف " طلاباً مثل إسراء وشقيقتها بفضل تمويل سخي من الولايات المتحدة الأمريكية لبرنامج تحويل المنح النقدية، إلى جانب دعم المدارس. وتتلقى إسراء وشقيقتها 30$ شهرياً لكل منهما كمساعدة لتغطية تكاليف الدراسة.

وخصصت اليونيسف ميزانية بقيمة 2.6 مليون دولار أميركي لمساعدة 11:300 طفل لاجئ ونازح في إقليم كردستان، وذلك تحديداً لتخفيف المعوقات الاقتصادية التي تحول دون قدرة الأطفال على ارتياد المدرسة والمدرسة الصيفية خلال العامين القادمين.

وبعد استلامها الدفعة الأولى، قالت إسراء: "إنني سعيدة جداً لتلقي هذا المبلغ... سنستخدمه لشراء ملابس وأحذية للمدرسة".

ويعتمد برنامج التحويل النقدي من اليونيسف نظاماً الكترونياً مبتكراً، وهو نظام حلول Last Mile Mobile Solutions، للحد قدر الإمكان من المعاملات الورقية المطلوبة وتعزيز مستويات الفعالية والمساءلة إلى أقصى حد ممكن. ويقوم النظام على تسليم العائلات بطاقة تعريف، ليستخدموها من ثم في نقاط التوزيع واستلام المبلغ النقدي المستحق لهم.

من جهته، وصف المتخصص في الشئون الفنية لدى "اليونيسف"، غيوزيب سيمون هذه البرامج بأنها "من البرامج التي تكمّل جهود اليونيسف بشكل جيد جداً. فأحياناً، تعجز العائلات عن إرسال أطفالها إلى المدارس لأنها لا تملك ما يكفي من المال لتغطية تكاليف الانتقال أو غيرها من التكاليف الأساسية المرتبطة بالمدرسة".

ومع توفر الدعم النقدي للعودة مجدداً إلى مقاعد الدراسة، تمكنت إسراء بسرعة من استدراك ما فاتها. وعن ذلك يقول سروان: "لن يلاحظ أحد أنها تغيبت كل هذه الفترة عن مقاعد الدراسة... هذه مدرسة كبيرة وهي مكتظة، ولكننا حرصنا على تقديم الدعم لها لاستدراك ما فاتها في مسيرة التعلم".

وتعتبر مسألة المدرسة بالنسبة للعائلة أحد الجوانب التي يواجهونها للعودة إلى ممارسة حياة طبيعية، خاصة وأن والدة إسراء تواجه تجربة قيادة الأسرة وحيدة بعد وفاة زوجها منذ خمس سنوات. وتقول كافية، والدة إسراء: "نحمد الله على أننا نمتلك ما يكفي لنأكل، ولكننا لا نملك ما يكفي من الدخل لأمور أخرى كثيرة... إننا نفتقد دمشق كثيراً، والعائلة، وحياتنا الأولى، ولكن أهم ما في الأمر هنا أن أطفالي آمنون وقد عادوا إلى استئناف دراستهم".




أضف تعليق