"نجمة" للأنجاوي و "حنين..." لجبقجي تفوزان بـ "جائزة الوسط للقصة القصيرة"
الوسط - المحرر الثقافي
فازت قصة "نجمة" لفاطمة عادل الأنجاوي، بـ "جائزة الوسط للقصة القصيرة"، عن فئة الكتَّاب البحرينيين و "حنين فوق أشواك الماضي" للسوري حسين جبقجي، عن فئة الكتَّاب العرب.
تأخذنا قصة الأنجاوي إلى مساحات من الحلم، بتتبُّعها لأكثر من مسار وأكثر من نجمة، وهي تحيلنا بذلك إلى تتبُّع أحلام قد نراها بعيدة، لكن وجودنا مرتهن بتحقيقها. ضبطت الأنجاوي إيقاع قصتها بقدرتها على الإمساك بلغة تراوحت بين المباشرة في مواضع، وهيمنة اللغة الشاعرية التي لم تتوغل في غموضها بحيث تفسد المرامات. احتشد في القصة الاستدعاء والتوظيف، وإن كان الأخير عابراً، بدءاً بالأحلام/ الكوابيس أحياناً، مروراً بالتاريخ (حرب 67)، الخيانة، السخرية؛ في ضبط - مرة أخرى - لبناء ولغة القصة مذ بدأت بـ "أترين تلك النجمة هناك؟"، وصولاً إلى "النجمة اختفت. أظنها كانت ضوء طائرة عابرة ليس إلا...".
وبالنسبة إلى قصة "حنين فوق أشواك الماضي"، فنقف فيها على صور ومؤديات ونظر يقترب بنا على حد الشعور بأن فضاءها العام تم استقاؤه من وحي التجربة؛ حيث جبقجي أحد المواطنين السوريين الذين وجدوا أنفسهم أمام وطن يدفع بهم إلى الاغتراب واللجوء إلى جهات الله باستثناء جهة الوطن.
في تناول جبقجي لموضوعة اللجوء، ينأى عن المباشر منه متوغلاً في المآلات، وما لا يمكن رصده والوقوف عليه بالظاهر من تلقيه، باعتباره (اللجوء) اقتلاعاً من المكان الأول، وارتهاناً إلى المجهول في المكان الثاني، إذا أتيح مثل ذلك المكان أساساً.
القصة كتبت بلغة ملفتة في حساسيتها، وقدرتها على التوصيف، ولم تُشغل مساحة الوصف ما يمكن تذكره، بحكم اللغة التي تسلحت بتدفقها وتتابع صورها، بدءاً بمفتتحها "في بيت اللجوء يشتدّ عليّ البرد..."، حيث يضعنا في المباشر من فضاء القصة، أخذاً بنا إلى "تركت جثتي في غرفة التحقيق...".