يوسف الصيبعي: بآلة العزف أتذوّق العطاء وبمفاتيحها أطمح للنجاح
أبوصيبع - محمد الجدحفصي

تعلَّق الشاب يوسف الصيبعي، بالآلات الموسيقية يعود للعام 1999، عندما كان صديقه يملك آلة الأورغ، وهي أشبه بلعبة أطفال، ولكنه كان يجيد عزف بعض الأناشيد التي اشتهرت في تلك الفترة، ونظراً للغيرة التي تملكت الصيبعي آنذاك قرّر امتلاك أورغ... وكانت هي البداية بالنسبة إليه.
ويقول الصيبعي: "اشتريت (أورغ) وكان بسيطاً جداً، لكني كنت سعيداً به، وذهبت إلى البيت وقمت بفتح العلبة لكي أبدأ بأول عزف في حياتي". وكان الصيبعي يتصوّر أنه أمر سهل بمجرد العزف، إلا أن الأمر كان عكس ذلك: "كنت أعتقد أنه بمجرد أن تداعب أصابعي بإيقاع اللحن سأتمكن من عزفه... وهذه كانت الصدمة الكبيرة التي جعلتني محبطاً، فهو ليس كما توقّعت ورسمت في مخيلتي، بل أمر أشبه بالمستحيل كوني لا أملك أية خلفية أو معلومة أو تجربة في هذا المجال".
وترك الصيبعي هذه الهواية لقرابة الأربعة أشهر، لكنه سرعان ما عاد إليها بعدما اجتاحه الحنين: "بعدها رجعت إليه بشوق، لأني كنت أمر بظروف، قرّرت أن أتعلم العزف بنفسي وكأني أنا أول من اخترع هذه الآلة. وبدأت أتحسّس المفاتيح والأنغام وأتذوقها شيئاً فشيئاً حتى أصبحت أستشعر أماكن النوتات والأنغام من دون أن أرى المفاتيح، وهنا كانت بدايتي الحقيقية في عالم العزف".
وواجهت الصيبعي عقبات منها العرف الاجتماعي السائد بحرمة الموسيقى، كما أن من تكون هوايته العزف تكون سمعته سيئة، لذلك "كنت أعزف في الخفاء، ولكن الحمدلله أني لم أجد أي ممانعة من والديَّ، بل كنت أجد معارضة من المعارضين للعزف، ولكن لم أعِر أهمية لهم لأني كنت مقتنعاً، وقبل أن أكون مقتنعاً سألت مقلتي وهذا يكفيني". وتابع: "هناك أصدقاء ومن ضمنهم ابن خالتي كان يشجّعني ويشاركني حلمي وهو يعطيني دافعاً كبيراً للمواصلة. وكان حلمي أن أقدم أعمالاً مع منشدين ورواديد كبار وفرق إنشادية، وواصلت العمل على تحقيق هذا الحلم حتى كان لي صديق وهو من لديه علاقة في الوسط الفني مع المنشدين والرواديد، وله الفضل في بدء أول خطوة نحو الساحة الفنية الحسينية والإسلامية".
وقدّم الصيبعي أعمالاً عدة كان أهمها المشاركة على مستوى الخارج في مهرجان الدوخلة الذي يقام في المملكة العربية السعودية الشقيقة مع الفنان الكوميدي علي مهنا والذي نفذ له أقوى الأعمال منها إصدار "ابتسامات" و"آخر زمن"، والعديد من الأعمال الفردية... "كما نفذت عملاً اشتهر وساهم في قضية الطفل المفقود (بدر) مع صديقي وأخي المرحوم محمود سلطان". ويطمح الصيبعي، أن يصل لأعلى المستويات على جميع الأصعدة في العزف، ويختم ذلك بالقول: "مازال المشوار طويلاً أمامي وأتمنى أن أصل وأحقق ما أصبو إليه".



