ربع النهائي يعد بتشويق أكبر مع ضيف غير اعتيادي
باريس - أ ف ب
ستبقى نهائيات كأس أوروبا 2016 محفورة في ذهن الشعب الآيسلندي: منتخب كرة القدم في باكورة مشاركاته القارية يتخطى الدور الأول، ثم يقصي العملاقة إنجلترا ويضرب موعداً مع فرنسا المضيفة في ربع النهائي.
لا تبدو باقي المواجهات جاذبة جداً باستثناء لقاء العملاقين الألماني والإيطالي، فبعد خروج إسبانيا وإنجلترا وكرواتيا، ضربت بلجيكا موعداً مع ويلز والبرتغال مع بولندا.
وبعد يومي راحة (الثلثاء والأربعاء)، سيمتد ربع النهائي بين الخميس والأحد المقبلين.
لا يمكن اختصار المنتخبات المتأهلة بنجومها، لكن في الأولى يلتقي كريستيانو رونالدو (البرتغال) مع روبرت ليفاندوفسكي (بولندا)، وفي الثانية ايدين هازارد (بلجيكا) مع غاريث بايل (ويلز).
وفي الثالثة، يقود الحارس العملاق جانلويجي بوفون إيطاليا أمام الألماني توماس مولر ورفاقه، فيما يتوعد انطوان غريزمان منقذ فرنسا في ثمن النهائي أمام ايرلندا، الضيف الآيسلندي الخارق ومهاجمه كولبين سيغثورسون.
لم تبتسم البطولات الكبرى أبداً لألمانيا في مواجهة إيطاليا، وهي تنوي حل هذه العقدة السبت في بوردو.
ففي كأس العالم، فاز الطليان 4/ 3 في نصف نهائي 1970 في مباراة مشهودة، و3/ 1 في نهائي 1982 عندما أحرزت إيطاليا لقبها الثالث ثم 2/ صفر في نصف نهائي 2006 على الأراضي الألمانية في طريقها إلى اللقب الرابع. وفي نصف نهائي النسخة الأخيرة من كأس أوروبا فاز الطليان 2/ 1 بهدفي ماريو بالوتيلي.
ولم يسبق لألمانيا، بطلة العالم في 2014، أن تفوقت على إيطاليا في مسابقة كبرى، وقد خسرت أمامها 15 مرة في مجمل مواجهاتهما في 33 مباراة وفازت 8 مرات فقط.
إيطاليا المتهمة دوماً بتقدم لاعبيها في السن، وخصوصاً خطها الخلفي مع الحارس جانلويجي بوفون (38 عاماً)، وثلاثي الدفاع المرعب جورجيو كييليني (31 عاماً) واندريا بارزالي (35 عاماً) وليوناردو بونوتشي (29 عاماً)، وضعت حداً لحقبة إسبانية ذهبية وأقصت حاملة اللقب بهدفي كييليني وغراتسيانو بيليه.
وبعد توسيع عدد المشاركين إلى 24، شهد الدور ثمن النهائي مشاركة بعض الوجوه غير الاعتيادية على غرار بولندا وسويسرا وايرلندا الشمالية والمجر وآيسلندا وجمهورية ايرلندا وسلوفاكيا، لكن بحال حققت المنتخبات الكبرى انتصارات في ربع النهائي، قد يشهد المربع الأخير مواجهتين ناريتين بين ألمانيا وفرنسا أو إيطاليا وفرنسا وبلجيكا مع البرتغال.
يطمح رونالدو إلى مواصلة مفاجآت «سيليساو» وتسجيل هدفه التاسع في أربعة نهائيات ليعادل الرقم القياسي للفرنسي ميشال بلاتيني (سجلها كلها في 1984).
لكن مباراة مرسيليا الخميس لن تبدو سهلة أمام بولندا الطامحة وصاحبة دفاع قوي إذ لم تهتز شباكها سوى مرة واحدة في أربع مباريات، ولو أن نجمها الأول روبرت ليفاندوفسكي لم يعرف بعد طريق الشباك.
أما ويلز، فتحلم بيوم جيد لهدافها وملهمها غاريث بايل الذي نقل موسمه الرائع مع ريال مدريد الإسباني إلى المنتخب الويلزي طري العود في المسابقة القارية، والذي تخطى ايرلندا الشمالية بصعوبة في الدور الثاني بهدف عكسي. لكن مشوار «التنانين» سيصطدم بـ «شياطين» بلجيكا صاحبة أفضل ترسانة على الورق والباحثة عن لعب جماعي يقودها إلى لقب أول في البطولات الكبرى.
ليلة الجمعة، سيحتشد البلجيكيون على مقربة من حدودهم، إذ احترف نجمهم الأول هازارد لخمس سنوات مع الفريق الشمالي قبل انتقاله إلى تشلسي الإنجليزي.
وتطمح بلجيكا بعرض هجومي ناري على غرار الفوز الساحق على المجر 4/ صفر، إذ أصبح رجال المدرب مارك فيلموتس أول من يسجل أربعة أهداف في مباراة واحدة في هذه النهائيات.